Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شماتة فضيل ............ وأنين وردوني

في خلال بضعة أيام نشرت وسائل الأعلام ومنها موقع عنكاوة خبرين عن حالة المسيحية في العراق , الأول عن الكنيسة الأنجيلية في أقليم كردستان العراق وعن نموّها المضطرد وارتفاع عدد منتسبيها الى ما يقارب العشرين ألف يرتادون خمسة كنائس أنجيلية تمارس نشاطها بحرية في أقليم كردستان العراق وذلك على لسان السيد فضيل عيسى أيوب الذي وصفه ناشر الخبر بأنه باحث في الكتاب المقدس وعضو مؤتمر الكنائس الأنجيلية .


أما الخبر الثاني فكان تصريح سيادة المطران شليمون وردوني النائب البطريركي للكنيسة الكلدانية جاء فيه , أن الحرب في العراق دمّرت التعايش بين المسيحيين والمسلمين ( يقصد العراقيين ) وأن هناك رغبة بأخلاء الشرق الأوسط من المسيحيين .


فما هو السر يا ترى في أنتعاش الكنائس الأنجيلية في العراق وتقلّص الكنائس الرسولية ؟ هل هي كفاءة المبشرين الأنجيليين في نشر الأيمان اللوثري الذي لم يستطع مؤسسه لوثر في الحفاظ على وحدة كنيسته فتشظّت الى مئات الكنائس ؟ لا أعتقد ابدا أن كفاءة السيد فضيل ( مع احترامي له كأنسان مفدّى بدم المسيح ) هي السبب . فالسيد فضيل نعرفه كأبن للمرحوم الشماس الرسائلي عيسى أيوب الذي كان يخدم مذبح الرب في كنيسة ديرابون الكلدانية الى أن أخليت القرية في منتصف السبعينات من القرن الماضي ومن ثم في كنيسة ماركوركيس الكلدانية في زاخو الى آخر يوم من حياته ونعرف كذلك عمه السيد توما أيوب وهو أيضا قريب جدا من كنيسته الكلدانية في زاخو كما لم نسمع أن السيد فضيل قد تخرج من أيّة كلية للاهوت أو له أية دراسة في الكتاب المقدس . فما الذي نقل السيد فضيل الى مصاف الباحثين في الكتاب المقدس ؟ أو ما هو السر في أنتشار الكنائس الأنجيلية حتى في بغداد ؟ ( ذكر لي أحد الآباء الأفاضل أن من ساحة واثق في بغداد الى ساحة التحريّات هناك ستة كنائس أنجيلية بعد دخول القوات المحتلة الى العراق ) , وساذج هو من يصدّق أن المنتمين الجدد لهذه الكنائس هم من غير المسيحيين أو هم من المسلمين الأكراد حسب أدعاء هذه الكنائس , فأذا كان العلماء المسلمين في أقليم كردستان العراق قد أجبروا وزارة الثقافة في الأقليم على مصادرة كتاب أعتبروه مسيئا للأسلام , فكيف يبقون ساكتين على أرتداد هذا العدد الكبير من الأكراد عن دينهم ويظلون

ساكتين ؟ والدستورالعراقي يستمد أحكامه من الشريعة الأسلامية التي تقضي بقتل المرتد عن الأسلام


والآن لنأت الى أنين وحسرات وردوني , هذا الشيخ الجليل الذي أمضى قرابة خمسون عاما لا هم له سوى خلاص النفوس التي صار مسؤولا عنها أمام معلمه السماوي

ضليع باللاهوت والكتاب المقدس , يرى ومنذ أكثر من خمسة سنوات مقدار الظلم الذي ألمّ بشعبه المسيحي بعد الأستحواذ على بلده وأحتلاله من المحتل الأمريكي والبريطاني وعن طريقهما كل قوى الشر من المليشيات الصفوية والقاعدية وغيرها مطلقة العنان للشر المسيطر عليها لقتل وخطف والأستيلاء على أموال من لا سند له ولا حول ولا قوة له . حوربت الكنيسة ( الكاثوليكية والأرثذوكسية بجميع قومياتها ) وأبنائها في جميع مدن العراق عدا مدن كردستان العراق في خطة شريرة لأفراغ العراق من أبنائها في الوقت الذي شجعت النشاط التبشيري للكنائس الأنجيلية في كل العراق ومنه كردستان العراق وكان نتيجة ذلك أن هبط عدد المسيحيين من أبناء الكنيسة الجامعة الى أقل من النصف في المدن الرئيسية ( بغداد , البصرة , الموصل ) والنزف مستمر , هرب معظمهم الى دول الجوار كلاجئين تحت ظروف معيشية قاسية تحت أنظار الهيئات الدولية والمنظمات الأنسانية وأذا تلطفت احدى الدول بقبول عدد ضئيل منهم تقسّم العائلة بين عدة دول لتبقى الحسرة في قلوبهم ويقبلون بذلك أضطرارا لأنه لا بديل أمامهم سوى ذلك أو الموت جوعا في دول الجوار . هذه هي أسباب أنين المطران الجليل وقبله دموع الكاردينال البطريرك على ما ألمّ بأبنائه من تشريد وقتل .




كل ذلك وكتابنا ومفكرونا وأحزابنا منشغلين بالتسمية والمنطقة الآمنة والحكم الذاتي والمجلس الشعبي وكما يقول المثل الشعبي ( كل يلمّ النار حول خبزه ) وكأني بهم ما كان عليه نواب برلمان بيزنطة حينما كانوا في جدل عنيف عن جنس الملائكة هل هم ذكور أم أناث وجيوش محمد الفاتح تدك أسوار قسطنطينة . وهم كذلك يدّعون أن ما يدعون له ويناضلون من أجله هو فائدة ومصلحة الأمة الكلدانية الآشورية السريانية وهذه الأمة مستمرة في التهجير والتشريد وأبائها الروحيين لا حيلة بيدهم سوى الأنين متناسين هؤلاء الأحزاب والكتاب والسياسيين أن المسيحيين العراقيين بمختلف كنائسهم وطوائفهم لم يقوموا بأنتخاب أي منهم ممثل لهم والدليل الأنتخابات التي جرت في عام 2005 بالرغم زورها لم يشترك فيها سوى أقل من عشر المسيحيين في العراق والعالم ولم يفز فيها سوى مسيحي واحد .. أن حال هؤلاء السياسيين والكتاب لا يختلف عن حال المحتل الذي برر أحتلاله للعراق بأكاذيب كشف زيفها تباعا وينطبق عليهم قول الرب في الكتاب المقدس


(( ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرّا , الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما , الجاعلين المرّ حلوا والحلو

مرا )) أشعيا 5 : 20




بطرس شمعون آدم

تورونتو - كندا


Opinions