شهر عسل برلماني
بعد ان ناقش البرلمان العراقي، مناقشات مستفيضة ووافية واوجدوا الحلول الناجعة للمشاكل الامنية والخدمية والاقتصادية وبعد ان عمّ الهدود كل مناطق العراق واستتب الامن وعاد سعر لتر البانزين بعشرين دينار فقط وبعد ان اصبح سعر صرف الدينار العراقي مساوياً للدولار الامريكيوبعد ان تم بناء البنى التحتية المدمرة وازدهر الاقتصاد وتم القضاء على البطالة بنسبة99,99%، وبعد ان استقر وضع الكهرباء ولاثمة قطع مبرمج او غير مبرمج وبعد ان اصبح صنبور الماء عامراً بالماء وبعد ان حصل كل عراقي على مسكن يأويه وبعد ان ازدحمت دوائر الجوازات بالعراقيين وهم يرمون السفر الى بلاد الله الواسعة لأجل السياحة..السياحة لاغير وبعد ان تم بناء المستشفيات بأجهزة حديثة جداً وبكوادر طبية عادت من المنافي وبعد ان عاد المهجرون والمهاجرون والنازحون والمنزاحون وبعد ان حصل منخب العراق بكرة القدم على مراكز متقدمة في البطولات العالمية وبعد ان تم تبليط الشوارع وعودة المفصولين والمفصومين الى الخدمة وبعد ان اصبحت نسب النجاح للطلبة العراقيين مساوياً لأي دولة متقدمة وبعد ان اصبح تصدير النفط بأعلى مستوياته وتوزع وارداته على العراقيين بالتساوي وبعد ان تم القضاء على الفساد الاداري والمالي والاخلاقي وبعد ان وجدت مديرية المرور العامة حلولاً لكل المعضلات التي تعرقل اداءها وبعد ان تم رفع الكتل الكونكريتية وفتح الشوارع والجسور بعد ان كانت مغلقة على بكرة ابيها وبعد ان تم ردم الحفر والطسات وبعد ان عمرت البطاقة التموينية بالمواد الغذائية كافة وبعد ان....وبعد ان....وبعد ان... اليس من حق برلماننا الموقر ان يفكر باجازة ليريح بها اعصابه بعد ان حل كل هذه المعضلات والمشاكل العويصة...؟ أليس من حق برلماننا العتيد ان يستجم اعضاؤه في بلدان اوربا واستراليا وبحر البلطيق بعد ان ذاقوا مرارة التعب والاعياء جراء الجلسات المطولة ومحاولات الاغتيالات والخطف العديدة التي كانوا يتعرضون لها؟ أليس من حقهم ان يريحوا اعصابهم ويكافئهم الشعب مكافأة جد بسيطة بعد ان قدموا كل هذه التضحيات الجسام وبعد ان تعرضوا الى مخاطر جمة وهم منهمكون بزيارات تفقدية لدوائر الدولة ولدور المواطنين والجولات المكوكية بين المحافظات وسهرهم الدائم من اجل العراق والعراقيين ونكرانهم لذاتهم وهم يأنفون ان يستلموا حتى رواتبهم.. لاحول ولاقوة الا بالله انهم يستحقون كل تقدير لشجاعتهم الباسلة وهم يجوبون الطرقات بلا حماية او سيارات فارهة، ولاسكن في مناطق خضراء او ينفسجية او حتى وردية... لماذا نستكثر عليهم شهراًً واحداً لاراحة الاعصاب او لقضاء شهر عسل للعزاب منهم.. لا.. لا ياصاحبي ليس من حقك ان تنتقد مجلس نواب متخب، حملته الاصوات الهادرة والانتخابات النزيهة جداً الى مقعد البرلمان.. ليس من حقنا النقد .. بعد ان حققوا كل هذه الانجازات الرائعة والتي عجزت حتى امريكا من تحقيقها... ان العباقرة في مجلس النواب يستحقون اكثر من ذلك، بل انهم ولاسباب فنية-مثلاً-لم يعقدوا نصف الجلسات المخصصة لعدم اكتمال النصاب، والنصف الاخر من الجلسات خصص لمناقشة الامتيازات والرواتب ومخصصات الحماية ومأكلهم.. علينا ان نلح على الحكومة ايضا في ان تاخذ اجازة .. شهر .. شهرين سنة او اجازة دائمة للاستجمام في جزر الكناري، او الهاواي، او في اطراف دارفور...!
ايها العراقيون كونوا منصفين، فالاعضاء الذين انتخبتموهم هم جديرون بتلك الاجازة ويستحقونها عن جدارة ثم علينا ان ننسى- ايها العراقيون- درجات الحرارة المرتفعة،فماذا ستقولون لانفسكم،لو اصيب عضو في البرلمان بضربة شمس، او الانفلونزا(ليس انفلونزا الطيور)..؟ كيف نرتضي..ها..؟ لهذا ايها الاخوة يجب علينا ان نخرج في تظاهرات عارمة وفي كل مناطق العراق، نطالب الحكومة فيها ان تكون اجازة النواب مفتوحة وغير محددة بشهر او شهرين، لان الذي انجزوه يستحق ان نعمل لهم تماثيل في كل شارع او ساحة او زوية ونرجمها كل يوم بالحجارة.. فهولاء العباقرة الاخيار كان شعارهم على الدوام، خدمة العراق، والنزاهة ونكران الذات.
هنيئاً لكم ايها العراقيون .. هنيئاً لكم كل هذا المجد..
hussen_najaf68@yahoo.com
عن موقع الجيران