صقر النهرين
الى الشهيد المثلث الرحمة , المطران بولس فرج رحو
هنيئاً لك شرف الخلودْ
وإقدامك على التشبث بالوجود
في ملحمة الصمود
إن من رآك في الامس تلا
رآك اليوم جبلا
وبركانا محا من لغته الخمود
ركبت موجة التحدي
العزة فيك افق ألغى الحدود
امتدت روحك لتملأ فراغات الوطن
وغزا صوتك صمتنا فتحرك الكفن
تزلزلت تحت اقدامهم
وكسرت زجاج احلامهم
ولانك اخترقت شباك العنكبوت
كان عليك ان تموت
فتقطر من جسدك الياقوت
وتلحفت التابوت
فصار صََدَفَةً وانت فيه اللؤلؤة
ورُمْت الى السماء كوكبا
آخذا الشهادة مركبا
قدر لك ان تكون عنواناً لكتاب جديد عن شهداء كنيسة المشرق , يحمل بين طياته اسماء كتبت بماء الذهب مثل مار شمعون بر صباعي , مار بنيامين شمعون و مار توما اودو وغيرهم .
كتاب تلمسنا فيه شخصيتك فوجدناك حجر الزاوية في بنيان المحبة والشهامة والايمان , واكتشفناك طبيعتين , طبيعة آشورية فيها طموحات أشور بانيبال , وطبيعة بابلية فيها هيبة
نبوخذ نصر .
كنت دائم الإشتعال في زمن نفذ فيه الوقود ممن يدعون بالقومية والوطنية وراحوا يغنون خارج السرب .
عرفنا انك ستقتل , وكيف لا يقتل الاشرار من كان قلب نينوى النابض , ومن كان محمولا في عيون الابرار , ومن قال بصريح العبارة : "انا باق هنا على ارض اجدادي , ساكون اخر شخص يغادر الموصل , هناك مخطط لافراغ العراق من المسيحيين كما حدث في تركيا خلال الحرب العالمية الاولى ".
لم ترعبك مسدساتهم الجبانة الموجهة الى صدرك , تورطوا في قتلك , لان دمائك سالت في
ام الربيعين ارض أكيتو ومرتع الاله تموز , فبللت البذور محرضة إياها لتتفتح في الاول من
نيسان - رأس السنة الاشورية البابلية – ازهارا واعشابا واشجارا .
فجّرت نفسك عليهم بحزام خطاباتك الناسفه
فتعمدتْ تربة النهرين بدمائك النازفه
فحولتنا من صرخة خائفه
ومسيرة واقفه
الى إنطلاقات هادفه
وجعلتنا نؤمن أننا بقايا عاصفه
وها نحن نحصد ثمار شهادتك لانه قيل منذ القدم – اذا لم تدفن البذرة فانها لاتثمر –
نم ظافرا في سهل نينوي الفسيح
نم وقم مع قيامة المسيح
واحمل الى السماء آلام شعبك الجريح
كما حملت صليبك ومشيت إلى المقصله
فاتحا للجرأة ابوابها المقفله
لم يرهبك الارهاب القبيح
ففي زمن السفه والنفاق الصريح
انت القول الفصيح
تاريخ الفواجع يكرر نفسه وقضيتنا تـغتال سياسيا , وإذا افتقدنا الى امثالك فالويل لنا
تنبهي يا امة العزيمة والإراده
أحشدي جيوش الإيمان في قياده
قاومي عصر الترهيب والاباده
موت الاحرار ولاده
إن رحلة الشهاده
طريق الى السياده
نينوس نيراري
21 اذار 2008