Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عاماً من الحروب وتداعياتها تنزع الإبتسامة من شفاه الناس - الوضع العام يفقد العراقيين روح الفكاهة

31/07/2006

زمان/ لا يختلف اثنان علي ان الوضع الحالي غير المستقر وتداعياته علي الاصعدة كافة هو السبب الرئيس في خطف الابتسامة وروح الفكاهة لدي العراقيين، فوسط موجات العنف والجريمة المنظمة والابتزاز، ولدت تداعيات الوضع الخطيرة هاجسا مخيفا لدي الناس وسلبتهم الفرحة حتي من اعراسهم وافراحهم فاصبح العراقي خلال السنوات الاخيرة يصطنع الضحكة والابتسامة بسبب الحوادث التي تمر به، ولو قدر لشعب اخر ان يمر بظروف الشعب العراقي نفسها لانتهت جذوره وتفتتت مكوناته. روح الفكاهة ويقول (جاسم عبد الهادي 27 عاما) اننا (لم نفقد روح الفكاهة حتي الان حتي اننا في بعض الاحيان نطلق الفكاهة علي السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واحيانا اخري علي بعض الجماعات المسلحة والميليشيات ايضا). مضيفا (لولا روح الفكاهة التي عرف بها العراقي ما كانت لتنجح وتستمر الحياة التي نعيشها الان برغم ما نراه ونسمعه في نشرات الاخبار من انباء تحبط المعنويات وتجعل من يعيش في الخارج من العراقيين يشعر بكآبة حادة وقلق شديد). مشيرا الي ان (بعضا من اهالي المناطق الساخنة او الملتهبة تكون روحهم الفكهة اقل من اقرانهم في الاماكن المستقرة الامنة). المفخخة والميليشيات (عمار سامي 30 عاما) ان (الذي يفقدني روح الفكاهة هو انفجار سيارة مفخخة ورؤية الاشلاء البشرية تتطاير امامي فضلا علي المظاهر المسلحة للميليشيات التي تقتل وتهجر العوائل الامنة) متسائلا (كيف بعد كل هذا ولا تريديني ان افقد روح الفكاهة؟). مشيرا الي ان (روح الفكاهة بحد ذاتها موجودة لدي معظم الناس ولكن ما نمر به يجعلها تخبو وتخفت وتضمحل ولا اقول تختفي لان احتفاءها يعني الكابة العامة للجيمع). مضيفا ان (للمسرح دورا في اذكاء روح الفكاهة لدي العراقيين ولكن الاوضاع غير الاعتيادية علي جميع المستويات ادت الي تراجع دور المسرح الكوميدي امام غزو القنوات الفضائية التي (تتفضل) علينا ببعض المشاهد والمواقف الكوميدية مما يؤدي الي ابقاء روح الفكاهة في نفوس الناس). ويقول (محمد سلمان داود 22 عاما) ان (روح الفكاهة اغتيلت من قبل الاوضاع الحالية الان اضافة الي ان الحكومات المتعاقبة (بعد الاحتلال اسهمت وبشكل فاعل في هز الروح المعنوية وليس روح الفكاهة فحسب. ولا ندري متي نري المواطن العراقي يضحك من كل قلبه كما كان في السابق) مضيفا انه (برغم كل ذلك فان العراقي يبقي يتمتع بروح الفكاهة ولكن بدرجات... وكل حسب طبعه.. واني اري ظاهرة ربما تبدو غريبة هي ان بعض الاذاعات لا تبث الا البرامج المملة والتافهة احيانا.. خاصة في مدة انقطاع الكهرباء مما يشعل روح الكابة والملل والتشاؤم لدي العراقيين وخصوصا خلال فترتي الصباح والظهيرة). مشيرا الي ان (كل هذا وتري احيانا قليلة ضحكة ما وابتسامة شاحبة هناك.. وارجو من الله ان يعيد البسمة الي وجوه العراقيين وان يعيد لهم روح الفكاهة التي فقدناها). اصحاب الاريحية وقال (رياض جاسب 37 عاما) انني (لم افقد روح الفكاهة ابدا بالرغم من اسوا المشاهد التي رايتها لان روح الفكاهة تبقي ملازمة للانسان حتي في اسوا المواقف... وبعضهم من الذين اعرفهم لا يصبرون دون تعليق مضحك او نكتة لطيفة حتي انهم في بعض الاحيان يطلقون العنان لضحكهم لانهم اصحاب اريحية) مضيفا انه (بالرغم من الحالات التي يمر بها العراقي احيانا فقد تتولد لديه كابة تطغي علي روح الفكاهة التي يحملها.. ولكنه يعود الي حالته الطبيعية عند زوال الحالة الكئيبة المؤقتة بسبب الوضع العام الذي نعيشه جميعا). ويضيف الدكتور احسان محمد الحسن /استاذ علم الاجتماع في كلية الاداب/ جامعة بغداد ان (ما افرزته الحروب وتداعياتها هو السبب الرئيس في ذلك فخلال اقل من ثلاثين عاما عاش العراقيون ماساة لم يعشها أي مجتمع بسبب الحرب وما خلفته من تركات اجتماعية كفقدان العوائل لابنائها ومعيليها وتفكك اسري والهجرة الاضطرارية وغيرها فضلا علي الاحداث الاقتصادية والحصار الاقتصادي الذي استمر اكثر من 13 عاما مما اثر في القطاعات الحيوية والصحية والتربوية والبني التحتية وجعل العراقيين يعيشون حالة اقتصادية سلبية لم يالفوها سابقا ادت الي تدهور معيشي صار بسببه المواطن مضطرا الي مضاعفة جهده من اجل معيشة افضل فاقدم الموظف علي العمل بعد ساعات عمله لان راتبه لا يكفي لسد احتياجاته الاسرية. وكل هذه الاحداث والامور اسهمت في واد روح الفكاهة والمزحة التي تميز بها العراقيون وامثلتهم الشعبية المعروفة علي صعيد الوطن العربي) موضحا ان (اسباب الكابة وفقدان روح الفكاهة استمرت حتي يومنا هذا.. لان الاحداث الجارية لم تكن بافضل من سابقتها فبعد ان كان الموت في العراق محددا ومعروفا سابقا، اصبح فقد العائلة لاحد افرادها اليوم شيئا سهلا اضافة الي البطالة وتردي الاوضاع وتراجع الخدمات والبني التحتية الي مستويات متدنية مما ضاعف الهموم والمشاكل والازمات حيث اصبح العراقي خلال السنوات الاخيرة يصطنع الضحكة والابتسامة بسبب سنوات الدم التي عاشها ويعيشها، ولو قدر لشعب اخر ان يعيش الظروف نفسها التي مرت وتمر علي الشعب العراقي لانتهت جذوره وتفتتت مكوناته). الماضي والحاضر وتضيف الدكتورة جنان علاوي / استاذة علم النفس ان (ماسي الماضي وغموض الحاضر والخوف من المستقبل هي الاسباب الرئيسة في سلب روح الفكاهة من العراقيين). موضحة ان (العراقيين لم يعيشوا اياما صعبة كالتي يعيشونها الان فلم نسمع يوما انه في يوم واحد قتل اكثر من الف شخص كما حدث علي جسر الائمة العام الماضي مثلا، وللاسف هذه الاحداث مازالت مستمرة وبالتالي فان مشاعر الحزن والكابة مستمرة.. حتي الذين لم يصابوا باذي وهم نسبة قليلة جدا فانهم فقدوا روح الفكاهة والمرح لاسباب نفسية لما يشاهدونه ويعيشونه ويسمعونه من احداث وكوارث، فالعراقي معروف بروح المزحة وان قدر له ان يعيش في وضع نفسي جيد فانه سيبدع ويكون افضل من غيره. الا ان هناك من حاول ويحاول ان يفقده حتي الابتسامة). وتؤكد علاوي ان (للوعود الكاذبة والمفاجات غير السارة التي اصطدم بها العراقيون سواء من قبل المحتل ام الحكومة العراقية سبب اخر في الاحباط وفقدان روح الفكاهة الذي اصاب العراقيين بعد فشل تحسين اوضاعهم وانعاش اقتصادهم اضافة الي الوعود التي لم تنفذها الحكومات المتعاقبة والتي اطلقتها قبل الانتخابات فضلا علي فشلها في بسط الامن وجعل الوضع اكثر استقرارا لذا فان عودة روح الفكاهة وعودة الفرح والسرور مرتبطة بتنفيذ الوعود التي قطعت للمواطنين). Opinions