Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عراقيون: مدينة العمارة مهددة بالسقوط بأيدي الميليشيات

25/06/2006

PNA- أبدى مواطنون ومسؤولون عراقيون بارزون مخاوفهم من تزايد سوء الاوضاع الأمنية في البلاد، وقالوا إن بغداد «ساقطة أمنيا»، خاصة بعد الهجوم الذي شهده مسجد براثا الشيعي أول من أمس للمرة الثالثة خلال اقل من شهر،كما ان محافظات الجنوب تعمها الفوضى خاصة في البصرة، وتوقعوا سقوط مدينة العمارة في أيدي الميليشيات المسلحة.
وقالت الشرق الاوسط انه ومنذ الاعلان عن نية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بالإعلان عن خطة مصالحة وطنية والبدء بتطبيق خطة أمنية محكمة والاعمال المسلحة في تزايد. يقول وزير في الحكومة فضل عدم ذكر اسمه انه يمارس عمله في مكتبه ولا يستطيع ان يغامر بمغادرته خوفا على حياته. ويقول أحمد كامل، 53 عاما، صاحب محل لبيع المواد الاحتياطية قريب من شارع حيفا ببغداد، ان «ما حدث الجمعة الماضي يعني سقوط بغداد أمنيا.. اذ نزل المسلحون الى الشارع ليقاتلوا القوات الحكومية والاميركية، وهو أسوأ وضع أمني تمر به بغداد».

وأضاف «كنت في طريقي الى صلاة الجمعة عندما رأيت المسلحين وقد قطعوا الطرق الى مسجد براثا واصوات اطلاق النار تسمع في كل مكان مما دفعني للعودة الى البيت مباشرة». ويأتي اجراء تمديد منع التجول من الصباح حتى المساء، ليزيد من مخاوف سكان العاصمة، اضافة الى منع تجول السيارات يوم الجمعة بين الحادية عشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر. ورغم تلك الاجراءات فان المسلحين لم يتوقفوا لحظة من القيام باعمال مسلحة تستهدف دوريات ونقاط تفتيش الشرطة.

يقول مسؤول حكومي لـ«الشرق الاوسط» في بغداد ان رجال الشرطة في نقاط التفتيش لا يستوقفون السيارات الحكومية او الشبيهة بسيارات الشرطة خوفا من الوقوع في «كمين»، كما ان حراس المسؤولين لا يثقون في عناصر الشرطة الموجودين في نقاط التفتيش، خوفا من ان يكونوا من المسلحين. وتساءل «كيف اذن سيتم تطبيق الخطة الأمنية».

وحاولت «الشرق الاوسط» الاتصال باكثر من مسؤول أمني لمعرفة الاجراءات الجديدة اضافة الى الاتصال بمكتب رئيس الحكومة للوقوف على مشروع المصالحة الوطنية، لكن احدا لم يرد بسبب عدم توفر المعلومات اللازمة من جهة ولانشغال رئيس الحكومة بالعمل من جهة ثانية.

وحسب وزير التقته «الشرق الاوسط» في مناسبة سياسية قال «انا وزير لكنني لا اعرف اي شيء عن الخطة الأمنية او عن مشروع المصالحة الوطنية اذ لم يتم مناقشتها او حتى عرضها خلال اجتماعات مجلس الوزراء».

واضاف الوزير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قائلا «الاوضاع الأمنية سيئة للغاية، وهذا يضطرني للعمل من خلال مكتبي في المنطقة الخضراء من غير التوجه الى مقر الوزارة اذ يعد تجوالي في شوارع بغداد مغامرة خطيرة».

وليس غريبا ان نذكر ان هناك بعض الوزراء يخشون على حياتهم حتى من افراد طواقم حماياتهم. وتقول وزيرة سابقة لـ«»الشرق الاوسط» امس «عندما اريد الخروج الى الشارع افضل ان لا اعطي للسائق او لافراد الحماية خط توجهي الا في اللحظات الاخيرة من وصولي الى الموقع المتوجهة اليه. وعادة افضل الخروج بواسطة سيارة اعتيادية وبلا طاقم حماية».

اثناء ساعات الليل، وخلال ساعات منع التجوال تسمع في مناطق مختلفة من بغداد اصوات اطلاق نار كثيفة هنا وهناك مما يدل على وجود اشتباكات مسلحة بين جهة ما والقوات الحكومية او الاميركية فهناك مناطق ساقطة أمنيا في العاصمة العراقية مثل السيدية والدورة وشارع حيفا وحي الجهاد في جانب الكرخ. وفي جانب الرصافة تعد منطقة الاعظمية، واحدة من اهم واكبر الاحياء السكنية، ومنطقة بغداد الجديدة ومدينة الثورة من المناطق الساقطة أمنيا ومن الصعب السيطرة عليها.

سناء التميمي صيدلانية تعمل في شارع الكندي في منطقة الحارثية التي كانت تعد واحدة من ارقى المناطق السكنية، وصفت هلعها عندما اشتبكت قوة من القوات المتعددة الجنسيات مع طاقم حماية وزير التجارة في شارع الكندي قبل يومين مع ان هذا الشارع يعد واحدا من المناطق الآمنة، تقول «سمعنا اصوات الرصاص من كل جانب وكاننا في جبهة قتال مع ان الشارع كان مزدحما بالناس حيث يعد شارع الكندي مركزا للعيادات الطبية ولمختبرات الاشعة والتحاليل المرضية والصيدليات».

وتضيف هذه الصيدلانية الشابة قائلة لـ«الشرق الاوسط»: قبل ذلك بيوم واحد حصلت اشتباكات مسلحة صباحا بين جماعة من المسلحين والقوات الحكومية في شارع 14 رمضان وسط حي المنصور الراقي بجانب الكرخ من بغداد وبالقرب من منزلنا».

يقول عامر الفلاحي ، 49 عاما، مدرس في احدى المدارس القريبة من ابو غريب، غرب بغداد، ان «الخارج من بيته مفقود والعائد اليه مولود»، مشيرا الى ان «لا احد في بغداد اليوم يستطيع ان يؤمن على حياته سواء كان داخل بيته او خارجه».

ويؤكد الفلاحي ان طلبته يحملون معهم اسلحة شخصية مثل المسدسات وهم داخل المدرسة لانهم لا يؤمنون على حياتهم في طريق الذهاب او العودة من المدرسة. ويقول «كنت اعترض على وجود المظاهر المسلحة داخل المدرسة لكنني انا شخصيا صرت لا اتجول من غير ان احمل مسدسي الشخصي بالرغم من اني اعرف ان هذا المسدس لن ينفعني عندما تنفجر عبوة ناسفة او سيارة مفخخة قربي او عندما تمر سيارة يرشق من نوافذها مسلح الرصاص على المارة دون تمييز».

القتل على الهوية والقتل لاغراض القتل والقتل للابتزاز امر شائع في بغداد، والقتلة لا يكتفون اليوم بقتل الانسان الذي كرمه الله بل صاروا يجدون اساليب اكثر رعبا مثل قطع رؤوس الجثث التي يلقونها في مكان والرؤوس في مكان آخر.

ومن الطبيعي رؤية سيارات تحمل جثث قتلى ملقاة فوق بعضها وخطوط من الدماء تسيل وتشكل خطا احمر على اسفلت الشارع. كما ان مشاهدة جثث قطعت رؤوس بعضها في قارعة الطريق امر بات عاديا.

وبالاضافة لما يحدث في محافظة البصرة من اشتباكات بين ميليشيات شيعية والقوات الحكومية والبريطانية فان عاصفة العنف الدموي وصلت الى مدينة العمارة مركز محافظة ميسان. يقول قاسم السوداني،57 عاما، وهو صاحب محل للمواد الغذائية في العمارة، التقته «الشرق الاوسط» صدفة في بغداد، التي جاءها لمراجعة دائرة حكومية ان «الاوضاع في العمارة تتفجر تدريجيا وان افراد الميليشيات الشيعية يحملون على اكتافهم نجوما تشير الى رتبهم العسكرية بعضها تابعة للشرطة، وأقل رتبة عسكرية حملوها هي مقدم وعميد وارتدوا ملابس عسكرية وصاروا ينفذون اعمالهم المسلحة بوضعهم الجديد».

يضيف السوداني قائلا «هذه الميليشيات هددت انه في حال حلها من قبل الحكومة فانها ستعلن سيطرتها على مبنى المحافظة وتتحكم بالامور بعيدا عن اية توجيهات حكومية بينما هدد شيوخ العشائر العربية هناك بمقاتلة هذه الميليشيات».

Opinions