Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عندما يسقط الرئيس تسقط كل الحثالات

لقد كان إصرار الرئيس على البقاء في كرسي الحكم وعدم الإذعان لأصوات الملايين التي هتفت في ميدان التحرير وميادين أخرى في مصر وحملت ذات الاسم والتي نادت ( ارحل ارحل يارئيس ) ورغم تعنت صاحبنا لكنه خرج أخيرا أمام إرادة الشعب بكرسيه بدون كرامة بعد إن كانت فرصته الأولى مقبولة للخروج بماء وجهه وليكون الرئيس السابق وليس المخلوع ودون إن يصبح مسخرة للجميع .



أمر الرئيس محسوم منذ البداية ومنذ اليوم الأول التي انطلقت فيه شرارة الغضب المصري وهو كان يحلم إن يبقى في كرسيه حتى يتحول تحته إلى تابوت فقد التصق الرجل في الكرسي وأصبح شيئا واحدا فلا يرى غيره ولا يبدله بكل شيء ولن يرضخ بالمفاوضات والحوارات والمناورات ولم تكن أمام الثوار سوى طريقة واحدة فقط هي الإصرار حتى تم اقتلاعه بقوة مثل اقتلاع الضرس المتعفن والمصاب بالتسوس حتى الجذور .



وكما قلنا سابقا إن أمر الرئيس محسوم ولكن الأمر الآخر الذي يحتاجه الثائرون اليوم هو إن يفتحوا ملفاته وكل ما يرتبط بها من انتهاكات وجرائم واتفاقيات ومعاهدات وحسابات و قادة وقيادات ورؤساء منظمات ونقابات وحاشية ورجال أعمال وأصحاب مصالح بعضهم يسمى مفكرين والبعض الآخر بلطجية فموكب الرئيس الذي تشكل على مدى ثلاث عقود حتى تعفن وفاحت رائحته أصبح يضم تنوعات اجتماعية كثيرة بعضهم في قمة الهرم والآخر في أسفله والقاسم المشترك هو ارتباط مصالحهم بمصير الفرعون .



وهكذا فان الثورة التي اندلعت لإسقاط النظام اصطدمت بكل هذه الحثالات التي تشبثت في الدفاع عن النظام لان إسقاطه هو سقوطهم ولذلك أصبحت المعادلة واضحة فان الذين ثاروا على الفرعون لابد لهم إن يعلنوا الثورة على حاشيته وهذا ما حدث فعلا عندما حملت جماهير الصحفيين الشجعان جنازة زميلهم الشهيد الصحفي احمد محمد محمود وشيعوه من مقر نقابة الصحفيين المصريين إلى ميدان التحرير وهم يهتفون بسقوط مبارك وسقوط مكرم محمد نقيب الصحفيين الذي خان الأمانة ودافع عن الدكتاتور وتجاهل دماء الشهداء فأصبح من الخائبين الذين قادتهم ظروف الفساد والانحطاط وغياب القيم بان يكون نقيبا على صاحبة الجلالة وأصبح مصيره أن يسقط تحت أحذية الصحفيين الشرفاء .



عندما يسقط الدكتاتور تسقط كل أنيابه ومخالبه التي تختفي وراء أقنعة مستشارين وناطقين و إعلاميين ومثقفين وفنانين ومغامرين وصحفيين وكتاب وبلطجية ومجرمون وعاهرات وقوادون وعمداء وألوية ووزراء ودعاة لحقوق الإنسان ومناضلين من اجل الحريات وكل التسميات ذات الشكل النظيف والمحتوى الخبيث .



أيها السيدات والسادة ما حدث في مصر الآن سيغير كل المعادلات التاريخية والجغرافية والسياسية في المنطقة وإن شرارة الثورة المصرية قادمة لكل البلدان العربية والخليجية بما فيها العراق وستهدد الملوك والأمراء والرؤساء والقادة الذين لا يذعنون لصوت الشعب وهم الآن يرتجفون ومعهم كل الفاسدين والمفسدين وقد إصابتهم حمى الانتفاضة الكبرى وسقوط الطغاة بالكآبة والإحباط وشملتهم جميعا بدون استثناء من المخنثين وأشباه الرجال .



firashamdani@yahoo.com



Opinions