Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عيد القديسة برناديت سوبيرو

القديسة برناديت سوبيرو: ولدت برناديت في 7 كانون الثاني 1844 في بلدة لورد الفرنسية، من أبوين وضيعين هما فرنسيس سوبيرو ولويز كاستارو. بعد أشهر قليلة أودعت عند صديقة للعائلة من مدينة برتراس تدعى مريم أفرانت لتهتم بتربيتها. وما أن ترعرعت وأضحت قادرة على الاضطلاع ببعض المهمات، أرغمت على رعي مواشي الأسرة، فقضت الساعات الطوال في المروج وعلى منحدر الوديان، تحرس الخراف والحملان الصغار. ولم تسأم برناديت من حراسة القطيع، فبالرغم من أنها لا تعرف القراءة فهي تعرف أن تصلي. إنها تناجي يسوع ومريم العذراء ببساطة، وتُصعد من قلبها أجمل الصلوات كأبانا والسلام ونؤمن، غير منفكة عن تلاوة السبحة التي لا تكاد تفارق أناملها الصغيرة. وعندما بلغت برناديت من العمر أربع عشرة سنة عادت إلى لورد لتعيش مع أهلها. وكان والدها يعمل طحاناً، ويسكن مع عائلته في الطاحونة، وبسبب إتلاف حدث في الطاحونة تركت العائلة مكان إقامتها، وسكنت في كهف مهجور كان قديماً سجناً للمدينة. وفي هذا الكهف الحقير عاشت برناديت مع والديها وأخوتها، والفرح يملأ صدرها، بعد أن كانت بعيدة عنهم. في 14 شباط 1858 خرجت برناديت مع أختها مريم ورفيقتها حنة، ومضوا إلى نهر الغاف للالتقاط الأخشاب والعيدان، والتي تحتاجها العائلة للطبخ وغسل الثياب. وبينما كانت مريم وحنة منهمكتين بجمع الحطب، سمعت برناديت صوت ريح شديدة ينطلق من حولها في الحقول ! فالتفتت يمنة ويسرة، فلم ترى للشجر تأرجحاً أو حفيفاً، فظنت أنها ساهية حالمة. وبعد لحظات صدع آذانها الصوت نفسه، فرفعت رأسها ونظرت، وإذا بصدرها يختلج خلجات منقطعة، فحاولت الصراخ، فأختنق صوتها متردداً في حلقها. فارتجفت أعضاؤها، فتهاوت على ذاتها، وأحست بركبتيها تهويان بها إلى الحضيض. لقد رأت أمامها حسبما وصفته، فوق المغارة فرجة في الصخر قد نحتها يد الدهر، وداخل الفرجة عذراء في هالة من نور باهر وجمال ساحر. وكانت العذراء معتدلة القامة، في ريعان الصبا. وعلى وجهها مسحة من العذوبة لا توصف، وعيناها زرقاوان تذيبان شغاف الأفئدة، وشفتاها تتنفسان حلاوة وعطفاً. أما ثيابها فقد أفرغت عليها فستاناً فضفاضاً متغضناً مسترسلاً إلى منبت قدميها الدائستين برفق غصن الوردة المتموجة، وشدت وسطها بزنار أزرق كلون السماء، ووضعن على رأسها غطاء أبيض يغلف منكبيها، ويتهدل على ظهرها إلى أطراف الفستان. وفي يديها المضمومتين سبحة حباتها ناصعة البياض وحلقاتها ذهبية اللون. أما برناديت فلقد أمسكت سبحتها لأول وهلة من غير ما تفكير، وأرادت أن ترفع يدها إلى جبينها لترسم إشارة الصليب، فلم تقوى بسبب ارتجافها، فهوت يدها على ركبتها المنحنية. إلا أن نظر العذراء القاطر حلاوة، وابتسامتها اللطيفة المشجعة، قد أعادا الهدوء إلى نفسها. فأخذت تتلو السبحة وعيناها شاخصتان إلى العذراء، حتى إذا أتت على إشارة الصليب النهائية، غابت العذراء عنها فجأة. وكان هذا الظهور الأول، والذي دام ما يقارب ربع ساعة. ما أن انتهى الظهور حتى عادت برناديت إلى المكان الذي كانت مريم وحنة تجمعان الحطب، وسألتهما: ألم تريا شيئاً ؟. فردا عليها: لا ؟. إلا أن مريم وحنة لاحظتا ارتباك برناديت، وبعد أن استنطقاها أخبرتهما بما عاينت وسمعت. وبعد ثلاثة أيام طلبت برناديت من أختها مريم أن تطلب من أمها الأذن بالذهاب معاً إلى المغارة عسى أن ترى العذراء من جديد. وعندما طلبت مريم من أمها رفضت خوفاً على برناديت، مبررة رفضها لما تزعمه برناديت أن امرأة ظهرت لها، وما ذلك إلا توهمات. لكن برناديت أكدت لوالدتها أن السيدة التي ظهرت لها ليست شريرة، لأن وجهها كان يذوب حلاوة. عندها قالت مريم لوالدتها لنذهب، وفي حال ظهرت السيدة سوف ننضحها بالماء المقدس، وبهذه الطريقة نستطيع أن نعلم إن كانت السيدة من الله أم من الشيطان. فوافقت الوالدة وسمحت لهم بالذهاب. فمضت برناديت ومريم ورفيقتهما حنة إلى المغارة، ولما وصلوا جثوا وبأيديهن سبحتهن. وللحال صرخت برناديت: ها هي ! ها هي ! إنها تبتسم لي !. فقامت إحدى رفيقاتها وناولتها قنينة الماء المقدس، فتقدمت برناديت ورشت عليها الماء قائلة: إن كنت من قبل الله هلمي إلينا. ثم سكتت لأن لسانها لم يطاوعها أن تقول: وإن كنت من قبل الشيطان فأغربي عنا. لأن بهاء العذراء أسر فؤادها. فابتسمت لها العذراء ثانية، وتقدمت إلى حفة الصخرة وانحنت نحوها برفق. فقالت برناديت: إنها لا تنفر مني، فهي تهز هامتها راضية منبسطة. ثم ركعت وقد أشرق وجهها الشاحب وأضاء سنياً. وعندما فرغت برناديت من تلاوة مسبحتها، أشارت إلى رفيقاتها بالانصراف والعودة إلى البيت. بعد ثلاثة أيام أقبلت السيدة ميله والآنسة بيريه من معارف الأسرة لترافقاها إلى المغارة، وكانتا تعتقدان أن تلك السيدة العجائبية نفس مطهرية أتت تستنجد أبناء الأرض لينقذوها من وهدة الآلام. وما أن وصلوا حتى شرعت برناديت في صلاة المسبحة، محدقة ببصرها إلى الفرجة الصخرية. وإذ بهالة النور تضيء أولاً، وإذا بالعذراء تظهر بشوشة الوجه، وتأمرها بالتقدم نحوها. وكانت الآنسة بيريه قد تزودت بمحبرة وقرطاس وريشة وشمعدان، فلما رأت أسارير برناديت مشرقة، أنارت الشمعدان، ثم قالت لبرناديت: تقدمي نحوها حسبما أمرتك واسأليها عن اسمها ومرادها. فإن كانت من الأنفس المطهرية، تستمطر الرحمة من البشر، فنحن مستعدات لإغاثتها قدر استطاعتنا. واطلبي إليها أن تخط على هذا القرطاس مبتغاها. تناولت برناديت القرطاس والمحبرة والريشة، واقتربت من العذراء لتسلمها إياها، إلا أن العذراء مانعتها قائلة: ليس من الضروري كتابة ما أريد أن أطلعك عليه. ولكن عديني بأن تزوريني مدة خمسة عشر يوماً. فرد برناديت: إني أعدك. فابتسمت العذراء، ثم أردفت كلامها لبرناديت: وأنا أعدك بالراحة والسلام، لا في هذه الحياة ولكن في الآخرة. وبعد انتهاء الظهور قالت برناديت لرفيقتيها: إن السيدة تود أن تكونا حاضرتين طوال الخمسة عشر يوماً، لا أنتما فقط ولكن جمع غفير أيضاً. وبعد عودتهم استمعت والدة برناديت من ابنتها على ما سمعته من العذراء خلال هذا الظهور، فقررت عدم صد رغائب ابنتها في الذهاب إلى المغارة، لا بل عزمت على مرافقتها مدة الخمسة عشر يوماً. وفي الظهور الخامس علَّمت العذراء صلاة لها فقط. ومنذ ذلك الحين لم يدري أحد ما هي هذه الصلاة، وأما برناديت فكانت تتلوها كل يوم من أيام حياتها. وصباح الأحد وصلت برناديت إلى المغارة نحو الساعة السادسة، وكان هناك ألوف من الرجال والنساء أتوا من كل أنحاء المدينة، ليعاينوا الخوارق التي ضجت بها لورد. فجثت برناديت على الأرض وسبحتها بيدها. وللحال استنار جبينها وصار مشعاً، فكل من رآها تعجب لهذا المنظر، واعترف أن ليس في ظواهر الطبيعة ما يضاهيه. ثم استبان لبرناديت أن العذراء تسرح طرفها في كل الأرض، وتلقيه مخضباً بآلام موجعة. وإذ سألتها عن سبب حزنها، أجابتها العذراء: صلي لارتداد الخطأة !. فامتقع لون برناديت لما رأت السيدة في هذه الشدة من الألم. وإذ بدمعتين كبيرتين تنحدران وتقفان على الخدين فلا تتزحزحان !. وبعد دقائق عاودتها البهجة. فلربما أحالت العذراء آنذاك طرفها إلى تلك النفوس المتعطشة الآتية إلى المغارة، لتعُبَّ من ينبوعها الحي إيماناً وشفاءً وحياةً. وفي هذا الأثناء اختفى الظهور، وكان الشعب يتوسم حركات برناديت مذهولاً. وكان الناس يتزايدون حول المغارة أكثر فأكثر، يوماً بعد يوم، حتى اضطرب رئيس الشرطة واسمه جاكومه، فأرسل رجاله فقبضوا عليها. وقد بذل جهده ليظفر من برناديت بتناقض واحد في كلامها فلم يستطع. وقد تجمهر في الخارج أناس كثيرون، ينتظرون على أحر من الجمر خروج برناديت، وهم يضجون ضجيجاً مرعباً، ويتربصون الفرص للإيقاع برئيس الشرطة إن أصيبت برناديت بمكروه. لأنهم كانوا قد عاينوها في المغارة وشهدوا أنها قديسة لا غير. وبعد قليل وصل والد برناديت إلى مقر رئيس الشرطة، وطلب منه أن يسلمه ابنته. لكن رئيس الشرطة رفض طلبه، قبل أن يتعهد بعدم ذهاب ابنته إلى المغارة. فوافق والد برناديت على طلبه، ثم أخذ ابنته ومضى إلى بيته. في صباح اليوم الثاني تأبطت برناديت حقيبة الكتب وقصدت المدرسة، وفي الطريق شعرت بقوة خفية تجذبها نحو المغارة، فانقادت إليها. إلا أن العذراء لم تظهر لها هذه المرة، فعادت أدراجها كئيبة النفس شاغلة البال. وما أن وصلت إلى البيت على هذه الحال، فعلم والديها ما جرى لها، فشرعا يعزيانها. وشجعاها للذهاب إلى المغارة في أي وقت تريد، لأن مشيئة العذراء فوق مشيئتنا، ولن نهاب رئيس الشرطة جاكومه. وفي الثالث والعشرين من شباط ظهرت العذراء لبرناديت، وأسرتَّها ثلاثة أشياء، محرضة إياها على ألا تبوح بها لإنسان. وفي اليوم التالي، وبينما برناديت مخطوفة بالروح، إغرورقت عيناها بالدموع، وصاحت بصوت خنقته العبرة: التوبة ! التوبة !. ولما قالت هذا زحفت على ركبتيها صاعدة التل الصغير المرتفع في مؤخرة المغارة، وهاتفةً بالكلمات المذكورة وهي متجهة نحو الشعب. وفي الخامس والعشرين من شباط، كان الظهور التاسع، والذي فيه أخرجت المغارة ماءً، لا يزال إلى يومنا هذا منهل النعم والأشفية. فقد قالت العذراء لبرناديت: اذهبي واشربي من هذا الينبوع واغتسلي بمائه. فاتجهت برناديت ناحية الزاوية اليسرى من المغارة، وانحنت على الأرض تنقب أديمها بأصابعها النحيفة. فامتلأت الحفرة الصغيرة بالماء، فشربت منه وغسلت به وجهها، ثم جثت على الأرض تصلي. فأمرتها العذراء هكذا: قبلي الأرض لارتداد الخطأة. فخفضت رأسها وقبلت الأرض، وحذا حذوها جميع الحاضرين. وعند نهاية الظهور الحادي عشر، أسرع الناس إلى برناديت يسألونها عما جرى, فأخبرتهم أن السيدة قالت لها: إمضي وبلغي إلى الكهنة أني أحب تشييد معبد في هذا المكان. وكانت برناديت تهاب الكاهن بيرامال، ولا تجرؤ على محادثته لصلابة طبعه. ولما أطلعته برناديت على رغبة السيدة، أجابها قائلاً: بلغي السيدة من قبلي، أن ليس من عادة كاهن لورد التفاهم مع من يجهلهم. إن أحبت تحقيق أمنيتها، فما لها إلا أن تعرّف اسمها، وأن تبرهن أن ذلك الاسم يخصها. وفي صباح الأحد الثاني من آذار، كررت السيدة طلبها وأردفت: إني أريد أن يزار هذا المكان في تطواف. فاصطحبت معها خالتها لوسيل عند الكاهن، ونقلت له ما قالت السيدة مرة ثانية. فرد عليها الكاهن بالقول: ليس إلي ولكن إلى سيادة المطران يجب أن تطلبي معبداً وتطوافاً. فأنا آليت ألا أصنع شيئاً قبل أن أعرف اسم السيدة. ثم خاطبها بصوت مفعم بالوعيد: من يصدق كلامك يعتقد أن تلك السيدة هي مريم العذراء؛ ولكن أتدرين أنك ستحرمين رؤيتها في السماء إن كنت كاذبة خادعة، فتزجين في نار جهنم إلى الأبد ؟. وفي الرابع من آذار كان الظهور الخامس عشر والأخير، وقد غص المكان بالناس، وقد أقبلوا جميعاً ليعرفوا من هي هذه السيدة. فأخفقت أمانيهم لأن السيدة لم تعرف نفسها، بل اكتفت بابتسامة خفيفة لبرناديت واحتجبت عن أنظارها. لكن برناديت كانت تشعر في داخلها، أنها ستعاين العذراء رغم تصرُّم الخمسة عشر يوماً. ذهبت برناديت مرات عديدة إلى المغارة لملاقاة السيدة، ولم تكن تعاين شيئاً. وفي صباح عيد البشارة 25 آذار شعرت باندفاع حثيث لمشاهدة السيدة. فمضت مسرعة، وما أن وصلت رأت العذراء في انتظارها، فانحنت إلى الأرض وجبينها يندى خجلاً، واستغفرتها عن إبطائها. ولكن العذراء طمأنتها بابتسامة خفيفة، فامتلكت روعها وسألت العذراء: سيدتي تنازلي وأخبريني من تكونين. فكررت عليها السؤال ثانيةً وثالثةً لأنها لم تحظى منها بجواب. عندئذ رفعت العذراء ذراعيها المضمومتين، بعد أن نظرت إلى السماء طويلاً، وخفضتهما نحو برناديت باتضاع سحيق، فتساقطت هذه الكلمات الدرّية من شفتيها العذبتين: أنا الحبل الطاهر. وما أن انتهى الظهور ، قصدت برناديت بيت الكاهن وهي تردد ما قالته العذراء. وعندما وصلت عنده ردد ما قالته العذراء. فأدرك كاهن لورد هذه المرة من هي هذه العذراء العجائبية. أما دعاة الظلام فقد استمروا في شكوكهم، وعملوا جهد المستطاع تفنيد الأعاجيب التي جرت في لورد، فلم يفلحوا حتى خارت عزيمتهم. فسدوا فوهات المغارة بسد مرتفع، ووضعوا حواجز عديدة لمنع وصول الناس إلى المكان. وفي مساء السادس عشر من تموز، كانت برناديت تصلي في الكنيسة، فأحست في داخلها بالصوت المعهود يهيب بها إلى المغارة، فأسرعت تتبعها خالتها ونساء أخر. وما أن وصلن وقفن واستغرقن في الصلاة. وبينا هن على هذه الحال إذا ببرناديت تصرخ: ها هي ! إنها تنظر إلينا من فوق السدود باسمة. وبعد قليل تلاشى كل شيء لناظري برناديت، كأنه لم يكن هنالك حواجز ولا سدود. وكان الزائرون يقصدون المغارة كل يوم متكاثرين. أما المطران لورانس فبعد أن صلى طويلاً أمر بتشييد كنيسة حسب رغبة العذراء مريم، ونصب تمثال رائع في الفرجة الصخرية تذكاراً للسيدة. وقد جهد النحات ليكون التمثال مشابهاً ممثله، حتى إنه كان يقول بإعجاب: إذا نظرت إليه برناديت صرخت ها هي ! ها هي !. إلا أن برناديت لما رأت التمثال هتفت: التمثال جميل جداً، ولكنه ليس هي. الفرق شاسع كبعد السماء عن الأرض. بعد أن أتمت برناديت رسالتها على الأرض، عزمت على تقديم ذاتها لخدمة المرضى والأطفال، ودخلت دير راهبات المحبة في مدينة نيفير. وبعد ستة أشهر من دخولها الدير سطا عليها داء السل، فلازمت الفراش. وعندما ثقل عليها المرض زودها مطران نيفير بمسحة المرضى. لكنها بعد أيام استعادت عافيتها. وظلت برناديت حتى سنة 1874 تخدم المرضى بكل ما أوتيت من رأفة وحنان. وفي شتاء سنة 1877 أصابها قرح وورم في ركبتها اليمنى، وكان ذلك كله لتتم نبؤة العذراء مريم: " أنا لا أعدك السلام على هذه الأرض، ولكن في الآخرة ". وانتشر على جسمها النحيل من البثور والقروح. وعندما أخبرتها إحدى رفيقاتها أنها ذاهبة لتستمطر عليها التعزية من الله، قاطعتها بقولها: " لا ! لا أريد التعزية ولكن القوة والصبر ! ". ثم سكنت فترة ويداها بشكل صليب هامسة: " كم أحبه ! يسوع . . . ". ثم وزعت على الراهبات أغراضها الزهيدة، سوى صليب استعصمت به متمتمة: الصليب لي فلا يعوزني شيء من بعد. أخيراً التفتت إلى الرئيسة قائلة: " سامحيني يا أمي عن كل ما أحزنتك به طوال إقامتي في الدير، وعن المثل الرديء الذي فرط مني إزاء أخوتي الراهبات، ولا سيما كبريائي ". تحملت برناديت عذابات المرض وهي جالسة لمدة أسبوع بسبب السعال المتواتر، وقبالتها صورة العذراء مريم وصليبها معلق على صدرها. وفي السادس عشر من نيسان سنة 1879، وفي الساعة الثالثة والربع عصراً قالت بجلاء ووضوح: " يا إلهي أحبك من كل قلبي، وكل نفسي، وكل قواي ". ثم استغفرت الراهبات عن زلاتها وهتفت: " أنا عطشى ! ". وقبل أن تبل شفتيها رسمت على صدرها إشارة الصليب وقالت: " يا قديسة مريم، يا والدة الإله، صلي من أجلي أنا الخاطئة . . أنا الخاطئة . . ". وأسلمت الروح. وفي سنة 1925 أعلنها البابا بيوس الحادي عشر طوباوية، ثم رفعها إلى درجة القداسة سنة 1933. وتحتفل الكنيسة الجامعة بعيد القديسة برناديت سوبيرو في 18 شباط.



Opinions