Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

غبطة البطريرك عمانوئيل دللي وقناة الجزيره ومقالة الاستاذ نزار حيدر

إحترامنا لرمزنا الديني وقائدنا الروحي هو أمر مفروغ منه لا يقبل النقاش او المزايده, لذلك ما سنقوله نابع من حرصنا وتقديرنا لدرجته الدينيه علاوة على انه عندما تطرق في كلامه الى امورهي أقرب الى السياسة منها للدين, إذن ما سنكون بصدده لا يتعدى سقف الإدلاء برأينا بعيدا عن اي شأن قابل لتأويل كلامنا بغير حسن نيه .

أن تصاعد وتيرة مأساة الكلدواشوريين السريان والمسيحيين يكاد يكون سببا في تهافت الساسه ووسائل الإعلام بغض النظر عن أجنداتهم سواء بقصد تقصي الحقائق من مراجعها او إستغلال معاناتهم في تمرير أجندة من هنا او من هناك مما ينتج عنه في الغالب سحب القائد الكنسي الى مواقع لا تتناسب ومقوقعه الديني والروحي, وهذا ما لا نتمناه , لان في ذلك توسيع وتشعب في مهمته التي تصل به أحيانا حد الإحتكاك والخوض في إرهاصات السياسة و فبركاتها الإصطراعيه التي لابد وان تؤدي به على سبيل المثال الى الظهور على المنابر الإعلاميه كقناة الجزيره والتكلم امام الجمهور , في هذه الحالة يصبح التعليق على ما يقوله رجل الدين وشكل مساهمته من المنظور السياسي أمر طبيعي دون المساس بشخصه أو بدرجته الدينيه, لأنه في تطرقه أو أشارته للشؤون السياسية ,شئنا ام ابينا, سيمنح المراقب حق التعليق على ما ورد في كلامه .

الكثيرون شاهدوا وإستمعوا الى ما قاله غبطة البطريرك عمانوئيل دللي على شاشة الجزيرة في برنامج المنتصف, إن أردنا تقييم ما جرى بمنطق وحياديه ,نقول بكل أسف بأن غبطته لم يتوفق في تحقيق أي فائده مرجوه لصالح شعبه المسيحي أزاء الكوارث التي يواجهها في العراق , لابل مشاركته القصيره لم تتعدى مهمة قراءة رسالة سياسية لم نكن نتمنى توكيل غبطته مهمة نقلها وإيصالها الى القناة التي نقر ونتفق كونها منبر إعلامي بأجنده طائفيه تنخر تشظياتها في جسد الشعب العراقي و تعمق من محنته .

إن ظهور غبطته الموقره على الشاشة وهو منفعل ربما بسبب كارثة كنيسة سيدة النجاة , لكن لأنه كان يقرأ جمل كلامه من ورقة مكتوب فيها اشبه ما يكون برساله لا علاقة لها بتساؤل مقدمة البرنامج حول اوضاع المسيحيين في العراق , مما يستدعينا التوقف عنده قليلا وتوجيه كلامنا بكل محبة وإحترام الى الأجلاء من قادة كنائسنا, نقول يا سادتنا ,أن قيام رجل الدين بمهمة تمرير خطابات الساسة والرؤساء والإنابة عنهم في خوض صراعاتهم مع التيارات الاخرى السياسية وأوساطها الإعلاميه, نتائج مثل هذه المساهمات ستكون عكسية وسلبيه ليس على المستوى الشخصي فحسب بل على مستقبل الشريحه التي يمثلها المتكلم أزاء مواقف وردود افعال الفئات المتصارعه الأخرى ,لان تمريرما يريده الحاكم بلسان رجل الدين سواء كان مسيحيا او مسلما ليس بالضرورة ان يحقق ما تحتاجه هذه الرعيه في محنتها خاصة والكل يعرف حجم ومدى التجاذبات والتنافرات الدينية المذهبيه والقوميه الحاصلة ما بين قادة ومسؤولي العراق السياسييين اليوم وبين علاقاتهم المضطربة بإمتداداتها الأقليميه ومنابرها الفضائيه المتصارعه بذات الأجندات المرسومة مسبقا.

نعم سوف نقرأ مقالا هنا او هناك يمدح مثلما تفضل الأستاذ نزار حيدر في مقالته التي يشيد بها ويمتدح ما قاله غبطة بطريركنا,علما نحن متأكدون وعلى يقين من حسن نوايا غبطته وشدة محبته وتمنياته للعراقيين كي يعيشوا بمحبة وسلام ,ولكن لو تقصينا الأمر برويه , سنكتشف بأن الكاتب في تقييمه يركز على عبارة توجيه صفعه للقناة وأجندتها الطائفيه الغير الشيعيه ,أي ان اهمية الأمر لا تتجسد حسب منظور الكاتب في إيصال مشاكل وهموم المسيحيين الى الراي العالمي , بل في تمرير رسالة ردع سياسية وتوبيخ لطائفه مذهبيه معينة من قبل طائفة دينيه أخرى ولكن على لسان بطريرك عانى شعبه وما يزال يعاني من تخبطات الساسة العراقيون دون أستثناء وتحديدا قيادات هذه الطوائف وصراعاتهم المذهبيه داخل العراق وليس في قطر أو جيبوتي.

الأخ الكاتب الأستاذ نزار حيدر الذي نشكره على طريقة تقييمه وإشادته بموقف ابناء العراق من الكلدواشوريين السريان المسيحيين , كما نشكره في منح بطريركنا وسام شرف توجيه صفعه لقناة الجزيره, لكننا لا ندري عن أي نوع صفعه يتكلم , هل هي من صنف الصفعات واللكمات التي يتلقاها الكلدواشوريين السريان (مسيحيي العراق) ابتداء من قتلهم في البصره و وقطع ارزاقهم وغلق محلاتهم و تهجيرهم ثم صعودا الى ما جرى لهم في بغداد والموصل وكركوك أم بصفعة تصويت الكتل البرلمانيه الكبيره على إلغاء المادة خمسين وحرمان هذه الشريحه العراقيه من ممارسة حقهم الوطني أم في إعتبارهم جالية مسيحية أم وأم وأم ؟ وهنا نقول للأستاذ نزار حيدر, إن كان كلام البطريرك يسعدكم لانه وجه صفعه شيعيه بصوت مسيحي عراقي الى وجه قناة تدافع عن السنه , أنا كعراقي لا يسعدني بل يستفزني هذا الشكل من التقييم كونه يخفي في طياته رسالة يرفضها المسيحي اساسا , خصوصا حين يكون كم الصفعات التي يتلقاها ابناء كنيسة العراق من الهول بحيث أنستنا مصدرها الحقيقي كي نتساءل عن سبب تلكؤ الساسة في احترام حق الاخرين واسباب تقصير الجهات الأمنيه والحكوميه في ضمان وتوفير الحماية الحقيقية للمواطنين وبيوت عبادتهم في العراق وليس في قطر ولا في اندونيسيا .
يا استاذ نزار, حتى لا تكون أجندة وموقف طائفة معينه تجاه طائفه اخرى هي السبب الشرعي في سجن الأخر الذي هو المسيحي ولا يطلق سراحه إلا عندما يلبي لنا ما في أجندتناالطائفيه , يتوجب علينا اولا الشروع في معالجة ما يدور من فوضى و ظلم داخل بيتنا ومنه ستنطلق صفعات الردع الحقيقية ضد كل من تسول له نفسه التدخل وبسفاهه في امور بلدنا, وقد سبق لي وأفردت على اثر مجزرة كنيسة سيدة النجاة مقالا خاصا طالبنا فيه السيد المالكي وحكومته بالرد على اعلان فرنسا قبولها مئة وخمسين لاجئ مسيحي من الناجين وعوائلهم , وتمنينا ان يكون الرد ليس فقط في نقد او عتاب او شتم فرنسا , بل في تغيير نهج ونظرة ساستنا وبرلمانيينا وحكومتنا في طريقة تعاملهم الوطني الواجب مع كافة مكونات العراق وبالأخص المكون القومي الكلدواشوري السرياني المسيحي دون إعتبارذلك منيه من هذا الطرف او ذاك على ابناء العراق الأصلاء.

شخصيا ولأسباب عده, أنا لا أؤيد قناة الجزيره و أجندتها الطائفيه المشبوهه هي أحد الأسباب , و رأيي لا يتعدى كونه شخصي ولا يمثل اية شريحه او جماعه , من هذا المنطلق ومن شدة حرصنا على مقام ودرجة بطريركنا الجليل وهو المعروف بحبه للعراق والعراقيين بدون تمييز, كنا نتمنى لو أنه استغل دقائق برنامج القناة اولا بتفاعله الهادئ بالرد على سؤال مقدمة البرنامج الذي كان فيه من المجال ما يمكن عبره تغطية موضوع معاناة المسيحيين العراقيين جراء ظاهرة التطرف الديني وهذا حق تضمنه كل الأعراف الانسانيه , ثم كان بامكانه أيضا توضيح تأثيرات تدخل دول الجوار ومسؤوليتها في تغذية الصراعات المذهبيةفي داخل العراق بحيث لها أذرع واضحة تعمل لصالح ساسة وطوائف الدول الجوار , بذلك يكون غبطته قد نقل بكل اعتدال رسالة عموم العراقييين الى المجتمع العربي والأسلامي والدولي , ثم بعد ذلك كان بإمكانه وبكل سلاسه وبكلمة مرتجله دون قراءة ما بالورقة ,ان يوجه نصيحته الروحيه الساميه كرجل دين نذر نفسه لنبذ كافة انواع ومصادر الشر التي تمعن في ذبح البشر .

رحم الله شهداءنا جميعا واسكنهم فسيح جناته

الوطن والشعب من وراء القصد
Opinions