Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

غيروا أسماءهم خوفاً من استهدافهم من عناصر القاعدة ، مسيحيو العراق: الرحلة الدائرية الى شارع الموت والملاذات الامنة علاج مؤقت

27/08/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/الملف برس/



بغداد/ واشنطن/
يضطر مسيحيو العراق إلى تغيير أسماؤهم حتى يتمكنوا من اجتياز الطرق الخارجية وإلا تعرضت حياتهم للخطر، إذ قد يستهدفهم من يدعون الإسلام ويقتلونهم باسم الدين الحنيف الذي يرفض ذلك قطعاً، ويروي أحد المسافرين إلى أربيل حادثة مقتل صديقته باسكال عند نقطة تفتيش وهمية قائلاً اوقفت صديقتي في نقطة تفتيش على الطريق الى اربيل من بغداد، وكان على الاشخاص الذين في السيارة ابراز بطاقات هويتهم الى الرجال المقنعين وأضاف كانوا يستطيعون ان يروا بانها مسيحية من خلال اسمها، وسحبوها من السيارة ودفعوها لتنحني على ركبتيها ووضعوا المسدس في رأسها وطلبوا منها ان تعلن اسلامها او تموت وأشار إلى انها رفضت وبدأت تصلي بصوت مرتفع، ولكنهم لم يقتلوها بشكل مباشر، فقد اغتصبوها ومن ثم اطلق أحدهم النار على رأسها وأضاف كان اسمها باسكال واضطر افراد عائلتها إلى تغيير أسماؤهم لحماية انفسهم وقد أوردوا هذه الراوية عدة مرات ليبكوا وينتحبوا اكثر. وهذه القصة لم تكن الوحيدة بين المليوني لاجئ الذين هربوا من العراق منذ سنة 2003، بحسب شبكة الامن الدولية،، ولكن المثير في الامر فقد تم توجيه التهديد الى زوج باسكال بولص الذي قال باتت منطقتنا في الموصل تعرف بـ(شارع الموت) وقبل اسبوعين من مغادرتنا، اطلق الرصاص على باب جاري، وقال له الارهابيون اعط الطفل لامه وحينما فعل اردوه قتيلا بخمس طلقات في رأسه امام زوجته والطفل، ولاحقا ترملت شقيقتي بحادث انفجار سيارة. وأضاف بولص لقد قضت العائلة معظم السنة الماضية في احدى الغرف المغلقة في ضواحي بيروت بمواصفات لا تحسد عليها وتستضيف لبنان نحو 50 الف عراقي، في الوقت الذي تستضيف سورية اكثر من مليون ونصف عراقي، والاردن نصف مليون عراقي، وبالنتيجة فان المهجرين داخل وخارج العراق يتجاوزون عدد مثيلهم في السودان وفقط يأتي هذا العدد بالمركز الثاني بعد افغانستان، ومن العراقيين الذين في لبنان، هناك 30 % من المسيحيين واكثر من نصفهم من الشيعة، والباقي من السنة ويكونون 17 % من المجموع، وهناك عدد من الصابئة واليزيديين، ومثل المارونيين اللبنانيين، فان الكدانيين العراقيين هم جزء من الكنيسة الكاثولوكية في روما؛ ويقول الجنرال اللبناني المتقاعد ميشيل كاسدانو معظم الذين وصلوا إلى لبنان في الاشهر الستة الاخيرة كانوا من أهالي الموصل، بعد تدهور الامن هناك ويدير الجنرال المتقاعد فريقا انسانيا لمساعدة المسيحيين العراقيين في الوصول الى لبنان ويقدم مساعدات مالية وتربوية، ومساعدات صحية وعونا في الحصول على السكن والعمل، والباقي بدون المساعدة عند المنظمات الشيعية والسنية. والانخفاض السريع في عدد المسيحيين العراقيين في العراق، قد ابقى فقط من 450 الف الى 700 الف مسيحي في العراق، ولكن تقديرات تبين ان ما بين 300 – 500 الف مسيحي تركوا العراق منذ إسقاط صدام حسين في سنة 2003، في الوقت الذي هاجر العدد نفسه في الخمسة عشر سنة من حكم صدام، ووصل الاضطهاد ضد المسيحيين في شهر شباط سنة 2008 وفي الموصل على وجه التحديد، الى اعلى درجاته وضحاياه: ووجد رئيس الطائفة الكلدانية فرج رحو قتيلا بعد ان قتل ثلاثة من مرافقيه بعد ايام من اختطافهم، وكان (رحو) قد طلب من رعاياه عدم دفع الجزية، ويذكر انه منذ اسقاط صدام فرضت الجزية لقاء الحماية من المجموعات المسلحة والتي كانت تجمع كما اتضح لتمويل الجماعات الارهابية. وقال الجنرال كاسدانو ان 30 % من الهجمات على المسيحيين هي من باب الفرص الاجرامية الذين يرون في المسيحيين اقلية ضعيفة. وقد ازداد عدد العراقيين الذين خرجوا من العراق بشكل فوري بعد الهجوم على المرقد في سامراء في ومنهم من لجأ إلى أربيل والسليمانية ودهوك حيث محافظات العراق الأكثر استقراراً وعلق المسيحيون وسط حرب تلت تفجير المرقدين وفي المحصلة، فان واحد من كل خمسة عراقيين تركوا بيوتهم منذ سنة 2005، بالرغم من ان المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة، اشارت الى نسبة 40 % من اللاجئين هم من المسيحيين – وهو رقم مذهل مع الاخذ بنظر الاعتبار بان المسيحيين يكونون فقط 4 % من سكان العراق او مليون ونصف من مجموع سكان العراق. والعذر بالنسبة للمسيحيين العراقيين هو بأنهم أقلية لا تتوفر لها الحماية، وبخلاف الشيعة والسنة والاكراد فان المسيحيين لا ميليشيا لهم، وقد كانت الولايات المتحدة وحلفاءها خجولة من حماية المسيحيين في العراق وكجزء من السبب هو الخوف من ايذاء الاغلبية المسلمة. وسرد (بولص) لشبكة الامن الدولية، انه خلال دورة العنف والتشدد التي بدأت في سنة 2003، فان السنة المذعورين بسبب خسارة السلطة في العراق ابلغوا المسيحيين في بعض المناطق: أعمامكم هنا، الصليبيون ولكن وصول العم سام لم يفعل الكثير بالنسبة للمسيحيين العراقيين، مع بعض الاتهامات للقوات الاميركية بالفشل في حمايتهم بسبب الخوف من ان ذلك سيوقد البروبوغندا الخاصة بالمتمردين، ومن جهة اخرى، فان البرنامج المعروف في التلفزيون الاميركي (60 دقيقة) وثق ان المسيحيين العراقيين طالبوا المارينز الاميركيين بعدم الاقتراب من كنائسهم خوفا من ان الميليشيات الشيعية والسنية ستنتقم من المسيحيين على اساس تعاونهم مع الاحتلال ويقول بولص بانهم لم يتوقعوا ابدا ان يضع الاميركيون حراسة امام كل باب بيت مسيحي. وحينما اجتمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالحبر الاعظم البابا بندكت السادس عشر في تموز من هذه السنة فقد طلب منه اقناع المسيحيين العراقيين بالعودة الى العراق وابدى ايمانه بانهم لن يستهدفوا بالصراع والعنف العرقي – الديني في العراق، وفي رده على الاجتماع، قال النائب المسيحي العراقي يونادم كنا بان وضع المسيحيين في بغداد قد تحسن في الشهور الاخيرة لكنه استدرك قائلاً ان الوضع في الموصل هو نفسه ويبدو انه يزداد سوءً. واستناداً الى كسادنو فان اللاجئين المسيحيين من العراق لا يريدون العودة لأنهم يشعرون بانهم قد طردوا خارجا.


Opinions