Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

في الصميم والبعد الثالث – تحول استراتيجي امريكي لضرب مواقع الارهابيين والقاعدة

هناك حرب نظامية تستخدم فيها احيانا جميع انواع الاسلحة التقليدية وغير التقليدية الغير معروفة . الحسم دائما يكون لصالح الجهة التي لديها القوة والقدرة والذراع الطويلة في الطيران والضربات الصاروخية المتوسطة والبعيدة .
القوة الضعيفة في ادارة الحرب والمقاومة تحاول دائما تحويل الحرب من المواجهة الى حروب ومعارك صغيرة هنا وهناك ولكي تشتت القوة الرئيسية الضاربة وهذا ما يعرف بحروب العصابات والمدن والشوارع وتقودها ميليشيات .

هذا التكتيك في الحروب نراه اليوم يحدث في العديد من المنظمات الارهابية والقاعدة تحديدا وكما يحصل في عدة مناطق على سبيل المثال افغانستان والعراق . تلك المنظمات والارهابيين من القاعدة وجدت ارض خصبة لها في العراق من احتضانها من قبل مجموعات تدعي لنفسها بانها مقاومة عراقية . بعد هذا الضخ الهائل للارهابيين من قبل بعض الانظمة العربية الدكتاتورية ودول اقليمية معروفة بانظمتها الرجعية . من اهم تلك الدول والانظمة التي زجت بالاف الارهابيين بعد ان دربتهم في معسكراتها وقدمت لهم الدعم المالي والمعنوي والفكر العقائدي المتخلف والدعم اللوجستي والمخابراتي هي النظام السعودي الوهابي الدكتاتوري والنظام السوري القمعي والطائفي واخيرا وليس اخرا نظام الملالي الاسلامي الايراني الارهابي . العراقيون اكتشفوا ولو بعد حين والذين احتضنوا تلك الجماعات والمجموعات الغريبة عن الواقع العراقي والتي بطشت بالعراقيين وانتهكت الحرمات وقتلت عشرات الالوف من العراقيين . اتت الصحوات لتعلن الحرب عليها وعلى القاعدة والغرباء من غير العراقيين وفعلا قد نجحت الى حد ما بالقضاء على اكثر من 80 % في مناطق تواجدها ومناطق اخرى عديدة ومن بينها بغداد . انا في تصوري ان الصحوات ادت دورا مهما في الحالة الامنية العراقية . ولكن تبقى محدودة الفعالية للقضاء على جميع بؤر الارهاب لا سيما ان القاعدة تغير من تكتيكاتها بين حين واخر حسب مقتضيات المرحلة . كانت بعض المواقع المحصنة تضرب من خلال الضربات التقليدية المعروفة . وهذا النوع من الضربات اعطى فرصة وخبرة للارهابيين لتفادي تلك الضربات من خلال عملائها وجواسيسها من المجموعات الاستخبارية الصغيرة والمنتشرة على ارض العراق وحتى في اجهزة الشرطة والجيش العراقي المخترق

اذن نجد اليوم ونقف امام استراتيجية جديدة للمشهد والنظرة العسكرية مع الاتجاه الاخر والمخفي في ادارة هذا الصراع لقنص ما تبقى من مواقع الارهاب في القوة والصدمة والسرعة والاخفاء . ما شوهد من استخدام واستعمال لاول مرة في مثل هكذا حروب صغيرة لقاذفات – بي 1 – واف 16 – ودكها لاربعين موقعا للقاعدة مع اطلاق وقذف 38 قنبلة ووزن هذه الحمولة الاجمالي حوالي 18 طنا من المتفجرات في منطقة عرب جبور – في القاطع الجنوبي من دولة العراق الاسلامية والتي اعلنتها القاعدة . قاذفات بي 1 معروفة بميزاتها وخصائصها منها التخفي عن بعض الرادارات وهذا ما يطلق عليها بالشبح . وطيرانها على ارتفاعات شاهقة لكي لا يسمع صوتها . والقصف من مواقع بعيدة عن الهدف . وهي عابرة للقارات بدون التزود بالوقود وتميزها هذا يطلق عليها بالاستراتيجية مع القنابل العملاقة التي تحملها . استخدام اف 16 مع مهمات بي 1 ما هو الا لتوفير الحماية . قاذفات بي 1 دخلت الخدمة في بداية ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي وكان لها دور مهم في حرب الخليج . واليوم تعيش ايامها الاخيرة وقريبا سوف يتم اخراجها من الخدمة .....!

josefshalal@hotmail.de Opinions