" قادسية " مجلس النواب وزيارة الآلوسي واستشراء وباء الكوليرا
*لم يشهد مجلس النواب العراقي هبة " مضرية " كالتي حدثت بتاريخ 14 . 09 . 2008 عندما تنادى " ممثلو الشعب الحقيقيين " من عرب وأكراد وتركمان وأقليات أخرى في " قادسية " جديدة أشهد أنها هي " أم المعارك " الحقيقية لا معركة المشنوق صدام حسين عندما اجمعوا ولأول مرة في تاريخ مجلس " نوابنا " العتيد على رفع الحصانة عن( ابن آلوس مثال) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها لزيارته لدولة إسرائيل التي التقى البعض منهم في زيارات سرية مع العديد من سياسييها ( لكنهم يزحفون نحو بروكسل برعاية إيرانية صرفة من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وكانوا يخضعون لقيادة ممثلين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية بشكل كامل ، بل وهيأت لهم الجبهة مرافقين إيرانيين يتحدثون اللغة العربية من العرب الاهوازيين ، وكان وفد المعارضة السنية التي تزعمها عدنان الدليمي ضيفا على منظمة مجاهدي خلق ، أكثر مما هو في ضيافة البرلمان الأوروبي ، واستثمرت منظمة مجاهدي خلق علاقاتها مع الدبلوماسين الاسرائيلين في بروكسل ، وقامت بترتيب لقاء بين اثنين من أعضاء الوفد السني العروبي مع شخصيات إسرائيلية تم تعريفها لهما باعتبارها مهتمة بمتابعة تطورات الوضع في العراق ، وهي شخصيات من داخل الموساد الاسرائيلي ، وقالت المعلومات التي تسربت عن طريق المخابرات البلجيكية إن من اجتمع بالموساد الاسرائيلي كل من " ظافر العاني وخلف العليان" ) – من مقال للكاتب على الرابط التالي :
http://www.alsaymar.com/my%20articels/20062008myarticle21.htm . والحقيقة إن العراق الجديد غير معني بما حصل من حروب وصراعات سابقة لم تجلب على المنطقة إلا الدمار والخراب وضياع الأنفس والأرض . وبعد سقوط نظام الفاشست البعثيين لم نر إسرائيليا فجر نفسه ، أو يهوديا أو أي من الديانات الأخرى بل كان ولا يزال " فرسان " جرائم التفجير والقتل والتدمير هم دعاة الإسلام السياسي من انصار بن لان ومن تبعه من البعثيين من مختلف الملل والطوائف والأقوام من عرب وعجم . لذا لا اعتقد إن شعبنا يفكر بالعداء كما صور ذلك أعضاء مجلس نوابنا " الأشم " لأية جهة أو شعب أو دولة كانت ما لم تعتدي علينا .
وبدل أن يهب مجلس نوابنا " العتيد " هبته المضرية " الأخيرة كان عليه أن يهب ومن موقعه الحساس كممثل ومراقب للسلطة التنفيذية ومشرع للقوانين ضد من شاركوا في الإرهاب وتوقف كل الإجراءات القانونية ضدهم بسبب التوافق الجاري بين كل القوى المشاركة في السلطة في الوقت الحالي لكي يتم تقسيم الغنائم العراقية ( كل حسب موقعه ومن كل حسب مركزه وهيمنته ) . كذلك سكت مجلسنا " الموقر " عن مليارات الدولارات التي سرقت من خزينة العراقيين ، وغض الطرف عن وزراء حرامية وغير كفوئين مثل وزير التجارة والبلديات والكهرباء وغيرهم بينما شحذ سيفه وتمنطق برمحه واضعا إسرائيل نصب عينيه وهي على بعد الآف الكيلومترات عنه ، وترك القتلة واللصوص وسراق النفط والخزينة العراقية الذين يعيشون معه أو يجلسون على بعد أمتار منه .
فبدل أن يكون لمجلس النواب موقفه الفاعل في درء الأوبئة والأمراض عن الشعب العراقي والمطالبة بتقديم الخدمات البلدية والاجتماعية والصحية له ، وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والدواء يهب هبته " المضرية " وينسى إن البلد يعاني من خطر تفشي وباء الكوليرا الذي مهدوا هم ووزرائهم لانتشاره عن طريق السكوت عن فقدان الماء الصالح للشرب والكهرباء والرقابة الصحية على الأغذية والمأكولات والمطاعم، وما تم استيراده من مواد وأطعمة وأدوية غير صالحه صحيا من دول الجوار وخاصة إيران والهند . فتفشي وباء مثل وباء الكوليرا شئ عادي بالنسبة لمجلس نوابنا " العتيد " لا يستوجب سرعة في الإجراءات التي يجب أن يتخذها المجلس وتتم من خلالها محاسبة جميع المقصرين من وزراء ومدراء ومسؤولين في كافة أنحاء العراق لكن زيارة لنائب لاسرائيل تجلب كل ذلك الانتباه وشحذ السيوف والمناداة بالويل والثبور وعظائم الأمور .
وغلطة (ابن آلوس ) انه تناسى وهو السياسي الحصيف إن إيران ليست لوحدها من تقلق الأمن في المنطقة وكان الأجدر به أن لا يكيل بمكيالين ويتحدث عن باقي الأطراف المشاركة بدعم وتوجيه الإرهاب وإيواء الإرهابيين كالسعودية التي لا زالت تدعم الإرهاب العالمي بكل الوسائل المتاحة من فتاوى لعلمائها المتخلفين عن ركب الحضارة البشرية ، أو ما تصرفه من أموال تحت عناوين ويافطات إرهابية متعددة ومتلبسة بالإسلام بدعوى الإغاثة . كذلك سورية " العربية الشقيقة " التي تأوي القيادات البعثية المخططة للإرهاب مع بقية المحميات الأمريكية الخليجية التي تصرف الملايين لدعم الإرهاب وتشجيعه في داخل وطننا ، ووصل الحد لدولة الشخاطة " قطر " أن تتآمر علينا .
وما تفعله إيران من دعم وتشجيع للإرهاب في العراق والمنطقة ما هو إلا خيال مريض سياسي فعله ويفعله كل من خطا خطواتها من قبل وحصد الفشل كصدام وغيره من الطغاة في محاولة لمماحكة أمريكا واثبات قدرات خيالية لا تعيش إلا في عقلية الحاكمين فيها ، للتسيد في المنطقة والعالم ولسحب البساط من تحت أقدام المرجعية العراقية في النجف الاشرف لكي تكون هي القائدة الفعلية للشيعة في العالم الإسلامي ، وتترك شعبها يعاني من الفقر والعوز وارتفاع الأسعار المخيف مع هبوط كبير للقوة الشرائية للتومان الإيراني .
مبارك لمجلسنا عودة " النخوة العروبية الأصيلة " لعراقنا من جديد ، بعد أن اعتقدنا بان زمن البعث العروبي الكاذب قد ولى إلى الأبد ، وهاردلك لأبن آلوس الذي تصرف بعيدا عن الحكمة وعلى طريقة لي الأذرع والحواة التي لم يفهمها تماما ، فقد كانت الزيارة الخطأ في الوقت الخطأ والتحليل السياسي الخطأ ، فقد استعجل الرجل كثيرا وهدم مجده السياسي الحديث العهد بخطوة لم يتحسس مكان الأرض الرخوة التي وضع رجله عليها . فالسياسة فن الممكن الذي لم يفهمه ابن آلوس وتعجل في هدم موقعه السياسي الضعيف بعد ان استمرأ " النصر " في زيارته الأولى ولم يدرك مقدار الدعاية الانتخابية التي يبحث عنها السياسيين الجدد الذين يحاولون صناعة مجدهم السياسي الجديد على منوال ما فعل .
* ناشط في مجال مكافحة الارهاب
www.alsaymar.com