Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قصيدة:الشاعر المتنبي والعرافة والقدر

= لهفة

منْ يعلمني ارتحالاً للمراكبْ؟!

مَنْ يُقاسمني اغتراباً للحروفِ.؟!

مَنْ يؤجلْ قتليَّ بعد المجيءْ.؟!

مَنْ يُقدمْ سفنَ البحرِ إليَّ؟

موجةً ـ

أو غصن زيتونٍ هديــةْ

مَنْ يُعيرُ لاغترابي جنح طيرٍ أو حمامةْ؟

لعبرتُ كلَّ أرض الله ساعة

وقطعتُ كلَّ دربٍ في ثوانٍ

وأعودُ حاملاً ذنب اغترابي

سأقولُ:

سامحيني يامدينة،

مَنْ يُبشرني ببشرى؟!

ويقولُ:إنَّ خيلاً من دمشق قد أتتكَ

منْ يقول: إن(أبجر) سوف يأتيك قريباً

(عنترة) كان يقول: إنَّ فرسان القبيلة

لم تعد مثلُ زمانْ

إيهِ كمْ زدتُ عذابي حين رحتُ راحلاً عنكِ أقول:

(إنَّ في الأسفار خمس من فوائد)…

***

ب= رؤى



حُلماً تأتي المدينةْ،

حُلماً تأتي الخيولْ،

حُلماً تأتي البحارُ

والغريبُ في دوارْ.

لستُ وحدي وبقايا ذلك العشق القديمْ،

***

حُلماً يأتي القمرْ، وشعاعٌ من بعيدْ

موعدٌ تاه الضجرْ

كأسكِ اشربهُ في الليل سنينْ

أنتِ عشقي وجنوني

أينما رحتُ تظلين الحنينْ

أينما رحتُ ستبقين الحكايةْ

وشجون الآهِ في صدر الغريبْ،

مَنْ يُعلمني سني العمر ترحلُ في المكانْ؟

في يديكِ ترسمين…الخرابْ

والجراد يزحف نحو الحقولْ

ويُهاجر كلَّ عصفورٍ يتوه.

في بلاد الغربة العرجى… يضيعْ

في يديك أقرأُ سفر الخرابْ

امنعي آلاَّ يُهاجر كلُّ شاعر

أو قصيدةْ …تتغنى حبها وادي بغيض

(قيس) لم يهو سواكِ…يتغنى بالنشيدْ.

***



ج: وادي بغيض



هذا ليلي قدْ أزاد الكأس زُقا،

ترتوي في السكر أشتات الظنونْ،

إنما قلبي المعنى يكتوي ناراً جنونا،

الكؤوس باهتاتٌ دون ريحٍ من شمالْ.

والزمان قدْ تغير لمْ يعدْ يهدي الرعاةْ،

صوت مزمارٍ حزينْ،

إنَّ ريح الشرق سوف تمطر فوق المدينة،

غيمةً، صيفاً، سرابا…

هُشمَّ الوجهُ ـ

وزهر الروض يخجلْ

والندى صيفٌ مُحالْ،

يابلادي يابلادي

أنتِ حُبي والودادْ

أنتِ عشقي وسمائي

أنتِ عنوان العنادْ

اقتليني ،اصلبيني

سوف أبقى ياسعادْ

حُبكِ لازلتُ أحيّا

مهما طال البعادْ

***





د= غجريـة

مرةً قالتْ: إليَّ غجريةْ

عندك دربان في وادٍ عميقْ،

ثمَّ قالت: أنتَ هاجرت كطيرٍ دائماً تهوى الرجوعْ،

قلتُ :ماذا بعد هذا؟

قالتِ :القصة طويلةْ،

(يُحكى أنَّ في قديمٍ من زمان).

كان طيرٌ في جنان الأرض يحيّا،

جاءهُ جفَّ المكانْ.ثمَّ هاجر لمكانْ.

علَّ في الأيام يرجعْ.ويرى عرس الزمانْ،

كان للطير صديقٌ لم يزرهُ من زمانْ.

مرةً ذاك الصديقْ…حطَّ في الجو وطارْ

إلاَّ أنَّ الدرب طالْ…

ودرى ذاك الصديقْ

أنَّ قحطٌ قد أتى ذاك المكانْ،

رَجعَ الطيرُ الصديقْ…باكياً دمع الفراقْ،

ثمَّ قلتُ: أينَ صرنا أخبريني…

ثمَّ قالتْ: سوف تأتيك الحكايةْ،

لي سؤالْ

كيف تهوى أنْ تعود؟

في طريقك الصعاب… الجبال والوهادْ

صورة في الماء فيها…سبعة جندٍ ونعش،

حاملينْ

وكتابٌ فيه تاريخ الولادة.

ثمَّ قالتْ:في الكتاب أقرأُ هذا الكلامْ

تذكرُ(ميادة حميدان)1قالتْ:يامعلمْ

(أنتَ تزرع فوق أرض المستحيلْ)











هامش: ميادة حميدان.إحدى الطالبات النجيبات عندي في الصف الخاص.تلك الطالبة التي تحسست صدق عطائي للدروس لمادة علم النفس.أتذكر أنها وقفت ذات صباح في درس علم نفس الطفل .لتقول: أستاذ اسحق.رجاءً كفى.أنت تزرع الأمل في حديقة المستحيلْ.وعندما سألتها لماذا هذا؟ قالتْ:أنتَ الوحيد من يُعطي الحصة كاملة.مكانك ليس هنا بل في أوروبا.شرحت لها أن من يُخلص لعمله ليس من العدل أن نتهمه بشيءٍ ما.وشكرتها على مشاعرها..أنها ميادة حميدان.





ثمَّ قلتُ: آهِ آهِ كيف تدرين اخبريني؟!

ضحكتْ ثمَّ أضافتْ…يابنيَّ

أنت لازلت صغيراً في الدروبْ

لك أن تسمع كلامي.

كلُّ شاعر قد يُهاجرْ

ويقول: فيه تاجرْ

إنهُ خان الوصيةْ

إنهُ خان الوصيةْ

نمْ صغيري أنا أدري

إنَّ عشق الشعر يبقى مثلَ طيفٍ ـ

سرمديةْ،

ورأيتُ لمحَّ برقٍ قد أطلَّ

ثمَّ غاب وتعالى وتوارى…

فصرختُ أين رحتِ …اخبريني،

جاءني صوتٌ يقول: كلُّ شاعر قد يُهاجرْ

ويقولُ: فيهِ تاجرْ

إنهُ خان الوصيةْ…

نمْ صغيري أنا أدري إنَّ حبَّ الشعر يبقى مثل طيفٍ سرمديةْ

******



ألمانيا.26/1/1992م





اسحق قومي

شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

Sam11@hotmail.de.



Opinions