Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قناة العراقية الحكومية تشجع على ممارسة العنف المضاد!

مارس الإرهابيون جرائم بشعة ومرعبة في آن في يوم الأربعاء الدامي الذي سقط بسببها المئات من القتلى والجرحى والمعوقين. ولا شك في أن الإرهابيين سيسعون إلى تنفيذ المزيد من مثل هذه العمليات الدموية.

لا شك في أن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة يجب أن يقدموا إلى المحاكم وينالوا اقسى العقوبات التي يسمح بها القانون العراقي. وليس أمام الحكومة العراقية التي تحترم نفسها وتحترم الدستور والقانون سوى الطريق الأمثل والأفضل, طريق ملاحقة القوى التي تقف وراء هؤلاء المجرمين الأوباش لاعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاؤهم العادل.

ولكن ما هي الطريقة التي تتعامل معها قناة العراقية والتي يقوم بنقلها مراسلو القناة عبر استطلاع رأي الناس لتنشر الأقوال المرعبة التالية:

تقول امرأة عراقية تقول:

بوية هذولة اللي نفذوا الجريمة لازم نشنقهم ونقطعهم وصلة وصلة ونعلقهم على أعمدة الكهرباء, لازم نمثل بيهم, لازم .. لازم .

ويقول عسكري عراقي:

هذولة المجرمين لازم نعدمهم شنقاً, لازم نعلقهم على الأعمدة بكل مكان من العراق, هذولة يستحقون التمثيل بيهم, لازم نمثل باجسادهم...

كانت هذه الصرخات تذاع يوم الثلاثاء على الساعة الثامنة والربع مساءً. ويكرر في أوقات الاستراحة بين وقت عرض فلم عراقي منتج للتلفزيون.

هل بهذه الطريقة العنفية نثقف الشعب ليلتزم بالقانون ويرفض التمثيل بالجسد الذي هو محرم دينياً ايضاً.

أنه مواطنون لا يعون ما يقولون فللاغضب قد سيطر عليهم, ولكن أليس من واجبنا أن نرشح ما هو سلبي وما هو غيجابي, لكي نبعد عن الرأي العام مثل هذه الأفكار التي تحمل في طياتها الهمجية التي مارسها البعثيون في تعذيبهم للشعب العراقي..

لا أدري كيف يسمح لنفسه مسؤول البرامج في تقديم مثل هذه التصريحات الخطيرة التي تعني التصرف بصورة همجية تقترب من همجية القتلة الذين مارسوا التفجيرات في العراق, إنه من نفس الذهنية والعقلية البعثية التي قامت بتعليق المشنوقين في ساحة باب الشرقي بتهمة الخيانة, أو كالبعثيين الذين مثلوا بجثث القتلى في المعتقلا ت والسجون.

كم أتمنى أن يفكر صحاب دولة القانون والناطق الرسمي بدولة القانون إلى مثل هذه الدعاية السيئة التي تدعو إلى القتل والتمثيل ربما حتى دون محاكمة, فالتمثيل الذي تروج له القناة مرفوض شرعاً وقانوناً.

إن ذهنية من يوجه قناة العراقية يسقط مرة في مستنقع الطائفية السياسية, ومرة في مستنقع المناهضة للقانون وينشر افكاراً تدعو إلى التمثيل بالجسد وتقطيع أوصال المجرمين وتعليقهم على أعمدة الكهرباء, فهل هذه قناة تثقيفية أم قناة تدعو للطائفية والهمجية؟ ليس سوى سؤال, ومن حق المواطن أن يوجه مثل هذا السؤال. وعلى المسؤولين متابعة ذلك!

25/8/2009 كاظم حبيب

Opinions