Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كتابا قرأته : الكلدان .. منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

جزء 1
نبذة عن حياة المؤلف عامر حنا فتوحي:
رسام ومصمم ومؤرخ مختص في النقد التشكيلي وتأريخ وادي الرافدين ، درس هندسة الطيران والفن التشكيلي ثم درس تأريخ وفنون وادي الرافدين أكاديميا . عرف الباحث فتوحي في الوطن الام من خلال دراساته ومقالاته الجريئة في مجالي الفن التشكيلي وتأريخ وادي الرافدين . ألف ونشر العديد من الكتب الدراسية والروايات واصدر العديد من المجلات الثقافية . كما انتخب في المهجر رئيسا للمركز الثقافي الكلداني والمتحف الكلداني في ديترويت . وللباحث الفنان عامر فتوحي شرف ابتكار وتصميم علم الامة الكلدانية عام 1985 ومصمم علم العراق الحر الذي ألغاه صدام حسين وهمشه مجلس الحكم المحلي الانتقالي عام 2004 . ساهم في الحياة الثقافية في الوطن الام منذ عام 1978 وشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه كما قدم اربعة معارض شخصية ( الزمن الصعب / كالري متحف الجامعة التكنلوجية 1981 ) ، ( بيت الجنون / كالري الرواق 1985) ، ( الغرفة / كالري بلدنا 1992) و ( البحث عن فردوس اخر / كالري معهد تيرفانتس 1994 ) إضافة الى المعرض المشترك (حصار / مع الفنان برهان كركوكلي / كالري مركز الفن الحديث 1992) .
اسس مع عدد من الفنانين العراقيين جماعة أفق عام 1986 كما حصل على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية المحلية والدولية كان اهمها تصميمه العلم القومي للامة الكلدانية . والفنان فتوحي عضو في الرابطة الدولية للفنانين المحترفين في باريس والرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان في الولايات المتحدة ورابطتي أرت سيرف ميشيكان ورابطة ميشكان لفناني الجاليات في الولايات المتحدة الامريكية وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وجمعية الفنانين الكلدان وعضو في الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان .
بدأ الفنان عامر حنا فتوحي رحلته الفنية كفنان محترف عام 1978 بأسلوب رمزي مزج بين التشخيص الذي يعتمد البناء التصميمي للوحة مع كم من الرموز المثولوجية والفيزيائية ، انتقل بعدها الى اسلوب تعبيري يعتمد المزاوجة ما بين البناء التكويني للوحة الاكاديمية وحرية التعبير اللوني وقد تطور الفنان موضوعه وأسلوبه عام 1984 واستقر على موضوعات العنف والجنس والحرب وذلك بأستخدام مفردات بصرية أساسية منها وحيد القرن والعاريات والجنود المدججين بأدوات القتل وملابس الحرب الكيمياوية والنووية . ثم انتقل بعد ذلك الى التأكيد على مفردة الكركدن ( رمز القوة الغبية ) حيث راح يمارس عليه العديد من عمليات الاختزال والتورية ، وفي عام 1988 بدأ الفنان فتوحي مرحلة جديدة تعد أساس منجزه الحالي حيث راح يدخل رموزا جديدة على ما تبقى من صورة الكركدن التي لم تعد اكثر من خلفية شبحية للكتابة الصورية الاركية ( ألألف الرابع قبل الميلاد ) وكذلك رموز الآلهة والشياطين البابلية التي استقر عليها بعد دراسة طويلة بمساعدة العديد من علماء الاثار منهم د. فوزي رشيد وهنا انتقلت اعماله من الهم الإيدولوجي الى الهم الجمالي حيث راح الفنان يؤكد على البحث اللوني والملمس البصري وتحولت الرموز والاشكال الى نوع من الارضيات التي راح الفنان يؤسس عليها بثه الجمالي .
ألف كتابا مختص في تأريخ وفنون وادي الرافدين الموسوم " الكلدان منذ بدء الزمان .. 5300 – الوقت الحاضر " حيث فتح هذا الكتاب منفذا جديدا لفراءة التأريخ العراقي الذي شوهته كتابات المحتلين وتناولته اقلام الغربيين بأسلوب تقليدي . نشر هذا الكتاب عام 2004 ويتألف من ثلاثة اجزاء رئيسة كتبت بأسلوب سلس علمي اكاديمي وبلغة سلسة يسهل على المختص في مجال البحوث التأريخية والقاريء الاعتيادي قراءتها بيسر ومتعة ، يقع البحث في 400 صفحة الذي يعد السادس ضمن سلسلة الدراسات المنشورة للاستاذ عامر فتوحي في مجال التأريخ الرافدي بعد دراسته الموسومة ( اور الكلدان ، رؤية عراقية ، بغداد 1988م ) وروايته التأريخية ( آن ماكور ، بغداد 1989م ) ودراسته الاكاديمية ( الهة وشياطين ، بحث فــي رموز آلهة العراق القديم ، بغداد 1990م ) ودراستيه القصيرتين ( الكلدان ، شمس لا تنطفيء ، ديترويت 1997م ) و ( الاشوريون ، سكان دولة ام قومية ؟ ديترويت 2001م).
كتب الاخ عامر حنا فتوحي على الغلاف الخارجي للكتاب ان البحث ( الكلدان منذ بدء الزمان ) هو نتاج اكثر من سنتين من العمل المتواصل وخبرة ما يزيد على ربع قرن من الدراسة والبحث النظري والعملي حدود زاوية النظر التقليدية في تناول التأريخ الكرونولوجي للامة الكلدانية الى حالة فريدة تتمثل في سحب القاريء الى منطقة لم يجرؤ الكثير من الباحثين الاكاديميين للتحرك فيها بسبب ما قد تثيره من اعتراضات من قبل الباحثين التقليديين . كما حدث مع انطوان مورتكات عند طرحه لفكرة تبني عهد ميسالم الكلدي كمرحلة تطورية رافدية معاصرة لفترة نضج الثقافة الرافدية. وهو ما حدث مع لاندزبيركر ايضا عندما طرح افكاره حول اسلاف الكلدان الاوائل ( بناة اريدو وكيش ) . فكان لتحديهما للتقليديين باسلوب علمي رصين وتمسكهما بما طرحاه لأن يقتنع العلماء آخر الامر بصواب بحوثهم الاكاديمية وبخاصة بعدما بينت الاكتشافات الموقعية اللاحقة صحة ما ذهبا إليه . في المقابل لم يحتمل الاستاذ الكبير صامويل نوح كريمر عاصفة النقد الموجهة له فتراجع عام 1961 عن آرائه التي تضمنها كتابه الموسوم ( الاساطير السومرية ط 1944 )حول اسلاف الكلدان ( الساميون بحسب شلوتزر ) التي ثبت صحتها بعد وفاته !
يسعى هذا البحث ايضا ( الكلدان منذ بدء الزمان ) الى التصدي العلمي لعدد من المفاهيم المغلوطة التي تم تضخيمها واشاعتها بين العراقيين وعامة الكلدان منذ منتصف عقد السبعينات من القرن المنصرم ، كما يسعى الى تصويب التأريخ الرافدي الذي امتهنته واجتزئته طروحات التعريب من ناحية وعمومية النظرة الغريبة لدى الباحثين التقليديين من ناحية اخرى .
يتمنى الباحث فتوحي ان يجد القاريء ضالته في معرفة التأريخ العراقي كما هو ، والاطلاع على مشهده الحضاري الموثق بالتأريخ السلالي والثوابت العلمية المتفق عليها منذ مائة الف عام ق.م وحتى الوقت الحاضر .
يتبع عن موضوع الكتاب
Opinions