Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

"كلدو واشور" و الكتاب الأوحد !

بين حين واخر نقرا مقالا وفيه " نصيحة مجانية " لكاتب أخر لكي يقرأ كتاب " كلدو واشور " وهذه النصيحة تأتي بعد اختلاف الرأي في مسالة معينة سواء كانت قومية أو مذهبية أو تاريخية أو جغرافية فيما يخص " كلدو واشور " وهناك من ينصح بقراءة " كلدو واشور " وجعله مصدرا لأي شك في التاريخ القديم أو الحديث وربما المستقبل ! واتذكر مرة كتبت تعليقا على مقال استنادا إلى بعض المصادر ، فعلق على ذلك أحد الاخوة من " الكتاب " ونصحني بقراءة " كلدو واشور " لكي استوعب التاريخ بصورة أوسع واشمل ولعدم إضاعة الوقت مع مصادر أخرى ! وبالرغم من إني قد كنت قد قرأت هذا الكتاب منذ فترة ولم أتذكر باني قرأت ما نصحني بقراءته في هذا الكتاب ؟ وخاطبت حالي وقلت ربما قد تصفحت بعض الأوراق سهوا وفاتني قراءتها بسبب " كبر السن " و أصابني داء النسيان بالرغم من أن الطبيب نفى أن يكون لي هذا الداء ، فقررت مرة أخرى بقراءته استجابة للنصيحة المجانية ، ولكن قراءتي له هذه المرة كانت مركزة وإعادة أي جملة أراها ا مهمة أو مبهمة ، وأنهيت الكتاب وكما يقال " من الجلد إلى الجلد " ولكن لم أرى في جميع صفحاته و" ما بين الجلدين " ما أشار أليه " الناصح المجتهد " ! فعلمت أن هذا وغيره مثل الكثير من أبناء " البعث " في النظام البائد والذين كانوا يصرون على الرجوع إلى كتاب " في سبيل البعث " لمشيل عفلق في أي نقاش قومي أو ايدولوجي أو اشتراكي أو ماركسي بينهم وبين الآخرين مع العلم أن هناك الآلاف من الكتب التي تبحث عن القومية العربية والاشتراكية والأيدلوجية العربية وبأقلام كتاب لهم باع طويل في التأليف والفكر العربي المعاصر بعد سقوط الدولة العثمانية في القرن الماضي والى سقوط النظام العراقي في 2003 يفوق ما كتبه مشيل عفلق ، ولكن الانفراد بالرأي وعدم قبول الرأي الأخر جعل من البعثيين أن يكون " في سبيل البعث " المصدر الأوحد والحل النهائي لكل معضلة دراسية أو فكرية حول القومية العربية أو الفكر العربي المعاصر ، وكما يعتبر القذافي " الكتاب الأخضر " هو الطريق الوحيد والنظرية الوحيدة التي يجب على البشرية الأيمان بها وتطبيقها سواء في الشرق أو الغرب أو في أفريقيا أو الأمريكيتين الجنوبية والشمالية أو جزر القمر وجيبوتي !

ليس هناك من ينكر الجهد الذي بذله المرحوم المطران أدى شير في كتاب ( تاريخ كلدو واشور ) وما يحتويه من " معلومات " قيمة ولكن نحن لا نريد من هؤلاء الاخوة أن يجعلوا من " كلدو واشور" أبو الكتب ولا يفكروا بتأسيس مركزا يسمى " دراسات كتاب كلدو واشور " لان كتاب " كلدو واشور " أحد الكتب التي تبحث بعض الشيء وليس كل شئ وهذا الشيء لا يتجاوز " حبة خردل " في الآلاف من الموسوعات و والدراسات التي تبحث عن" كلدو واشور " والتي تزدهر بها المكتبات العالمية العامة والخاصة وهناك أطنان من المخطوطات لا زالت قيد الدرس والتدقيق والتحميص ، ومازال التنقيب جاريا في ارض الرافدين لاكتشاف كل ما هو جديد في تاريخ " كلدو واشور " وربما هناك معلومات في كتاب معين حاليا ولكن هذه المعلومات ربما تكون بعيدة عن واقع البحث التاريخي والعلمي بعد فترة قصيرة ، واخر مثل ما اكتشف ألان في المخطوطة القبطية التي تشكّك بواقعة خيانة يهوذا للمسيح!! أليس هذا تحولا في معتقدات العالم المسيحي قبل 2000 سنة ! وكلنا نعلم الهول الذي أصاب الكنيسة المسيحية بكافة تفرعاتها ومذاهبها من هذا الاكتشاف الخطير !!

على المتعصبين للأفكار" المنفردة " أن يقبلوا الآراء الأخرى ويكون النقاش بشفافية والاستعداد لقبول أي رأي جديد لأننا نعيش في عصر فيه الكثير من تنوع المصادر و المفاجأة وربما تظهر مخطوطات جديدة ونظريات جديدة واراء جديدة تقلب الآراء السائدة رأسا على عقب . Opinions