كنت عراقيا فصرت مجرماً
سيدي العراق:كنت منك واليك, ويدعوني الآخرين باسمي, وينادوني (يا عراقي), فأصبحت اليوم مجرماً, لا تعجب مما أقول!!!! فليس بالأمر معجزة, ولا تلاعب في شيء..
كنت عراقياً..... يحلم حلماً كبيراً, فأصبحت مجرماً احلم بالذنب ,حدث هذا لي منذ أن رأيت الصباح قد اختلف في العراق, ولم أميز بين الصباح والليل الاّ من خلال موعد صلاتي أو فطوري أو عشائي...
بعض من أصدقائي تركوني... منذ إن كنت عراقياً, وعادوا لي عندما أصبحت مجرماً, فبدورهم أصبحوا مجرمين مثلي..
كنت لدى ذكر العراق ارفع رأسي, فأصبحت اختفي بسرعة امام كل من يذكر هذا الاسم أمامي..
كنت أنام ليلاً, فأصبحت اغفوا نهاراً, كانت لي سيماء رجل جعل من صدره درعاً إلى وطنه, فأصبح فكري وعقلي لا يأبه بما يجري في بلدي..
سيدي:
انا لم اختار ان اكون مجرماً بل هم اختاروا لي ..
قالوا لي:
إذا أصبحت مجرماً لن تدخل سجناً, ولن يطاردك أحد, ولن تكون حديثاً للمسؤول, ولن يدقق احد في هويتك, ولن يوقفك الحارس في دوائر الدولة, ولن تأتي الشرطة إلى بيتك....
قالوا لي:
اذا صرت مجرماً سوف ترضى عنك أمريكا, لأنهم يريدون ذلك, ولن تلقى تميزاً عنصرياً بين مجرم ومجرم...
قالوا لي:
إن حقوقي سوف تكون محفوظة بدلاً من ان اتظاهر او اعتصم او ترفض معاملة لي أو اضرب عن الطعام....
قالوا لي:
إن السياسة تخرب البيوت ولكن المجرم لا دخل له لأنه لا يتعاطى السياسة...
قالوا لي:
إن المجرم يستطيع أن يهرب متى شاء فلا خوف على مستقبله, لكن المشكلة سيدي ليست هنا.... المشكلة إني أعددت نفسي مجرماً, فما عدت أؤنس كلمات الحب في الوطن...
صرت اذا سمعت ببغداد وفي الحلة وفي البصرة وفي ديالى ما يحصل ادفن رأسي في مخدتي وألعب بحاسبتي من أجل معرفة رصيد حسابي...
فهل عرفت يا سيدي لماذا دبّ الكسل فينا منذ سنين,,,,,
لأن المجرم ينام نهاراً ويستيقظ ليلاً...
سيدي العراق:
لا تتكل علينا بشيء, اعتق نفسك بنفسك من دون فضلنا, لأنا أصبحنا لا نحب الوطن, ألا بألفاظنا وقلوبنا تسرق به مع أيدينا, فتابع (يا وطني) انتفاضتك ضدنا...
لأننا نحن مجرمون بحقك.
غزوان العيساوي
ghazwan.hamed@yahoo.com
gazwankufa@hotmail.com