لاشيعي بدون سني ولا كلداني بدون اشوري وسرياني
دراسة موضوعيةالمقدمة
وحدة الكلمة والصف والقرار انتقلت من مجرد فكرة في ضمير ووجدان كل انسان غيور على بيته ومحلته وعشيرته وبلدته ومجتمعه ووطنه، الى كتابات على الورق والشبكة العنكبوتية خير شاهد عيان على ذلك، ومن ثم انتقلت الى حوار بين شخصين واكثر! وبعدها أخذت بُعدا ومساحة أكبر في أدبيات منظمات المجتمع وحقوق الانسان والاحزاب السياسية والدينية الوطنية التي تتبنى في برنامجها وحدة الموقف ليس كمجرد فكرة او كتابة للاستهلاك الجماهيري! وانما لإيمانها بالعمل الجماعي وتسير وفق قبول الاخر ومهما كان هذا الاخر من دين ولون وشكل، وتعترف بالتنوع والتعدد كونها تعلمت من دروس الماضي والحاضر لانها لا يمكن ان تعيش لوحدها ولا تقدر ان تقود المجتمع بمفردها ولا تملك كل الحقيقة مهما بلغت من درجات عليا في الايمان والوطنية
الموضوع
1 لا شيعي بدون سني ولا كلداني بدون اشوري وسرياني
ونتيجة لهذه المقدمة تبين من خلال التجربة وقراءة الواقع كما هو واضح امام الجميع، انه لا عراق ديمقراطي بدون سني! ولا شعب آمن بدون شيعي! ولا وطن مستقل دون كلداني! ولا سيادة بدون الاشوريين! ولا معنى للحرية بدون السريان! ولا عيش مشترك دون اليزيدية واليهودية والصابئة! وهذا ما نسميه بالمجتمع متعدد الافكار والثقافات والاديان!! ونتيجة لقولنا هذا انه لا مكان لفكر واحد فقط! ولا لدين وحيد! ولا لشيعي فقط! ولا لسني لوحده! ولا لكلداني دون السرياني! ولا الاشوري دون الارمني! ولا يزيدي دون الصابئي واليهودي والمسيحي والمسلم! اذن نحن امام واقع معروف الا وهو (ولا) اي هذه الكلمة بين كل دْينْ وَدْينْ، وبين كل طائفة وطائفة، وبين كل مذهب ومذهب، وبين كل حزب وآخر، وبين فكر وآخر، وثقافة وأخرى، وتاريخ وحضارة وشقيقاتها، عليه نكون مع نتيجة حتمية الا وهي (حتى في الجنة وجوب ان يكون هناك تعدد وتنوع!) وبالتالي ان يكون هناك وحدة الصف والكلمة، بين السني والشيعي وبين المكونات الاخرى لشعبنا العراقي، هكذا يجب ان يكون عراق المستقبل، عراق الوحدة الوطنية، عراق التنوع والتعدد والاختلاف دون الخلاف!
2 فشل مسلسل التسمية لشعبنا
ها قد مضى اكثر من 6 سنوات على حرب التسمية! والنتيجة الملموسة هي:
* الكلدان السريان الاشوريين – المجلس الشعبي ومن بقي في مظلته/ الاب الروحي – الاستاذ سركيس اغا جان
** الكلدان والسريان والاشوريين – تجمع القوى الكلدانية كافة، وهذه التسمية كانت هي التي اعتمدت في دساتير الدولة العراقية منذ نشأتها
*** كلدواشور وسريان – الحركة الديمقراطية الاشورية
**** اقليم آشور (الكلدان والسريان والاشوريين) هم جميعاً من ضمن القومية الاشورية وجوبا – المؤتمر الاشوري العالمي والمنظمات الاشورية الاخرى
امامنا لوحة شارك في رسمها عدة رسامين من مختلف الاعمار والافكار والاتجاهات، انه انقسام وليس تنوع، ربما سائل يسأل: لماذا لا يكون تنوع "وهذا صحي" وليس انقسام؟
نجاوب: انه انقسام بفعل الواقع! لنجاوب على السؤال: ماذا استفاد شعبنا المسيحي بجميع مكوناته خلال الـ6 سنوات الماضية؟ وما فائدة التسميات الجديدة؟ هل التسمية او التسميات الجديدة وحدته أَم فَرًقته؟ لنكون اكثر واقعيين ونقول: ان حرب التسميات كانت نتائجها كارثية على شعبنا! نحن لا نتكلم بل الارقام هي التي تتكلم (708 شهيد – مطران وثلاثة كهنة واربعة شمامسة – 24000 مهجر داخلي – 35000 مهاجر الى خارج العراق – فقدان 8 نساء – زيادة عدد الفقراء والمحتاجين بعد ان كانوا اصحاب محلات وعقارات! ،،،الخ) وتقول هذه الارقام بصوت عالي: كفاكم المتاجرة بنا! نعم ان حرب التسمية لم تكن السبب الوحيد للحالة، ولكن مدة 6 سنوات نعتقد جازمين اننا وقعنا في فخ السياسة وفنها! لان خلال هذه الفترة الزمنية ان كنا موحدين لكان لنا الان موقع ورأي آخر، وكنا في موقع قوي جداً في المركز او في حكومة اقليم كردستان، كيف ذلك؟ لكان لدينا الان على الاقل 6 – 8 برلمانيين في البرلمان العراقي ومثلها واكثر في مجالس المحافظات! والبرهان على انقسامنا الذي اصبح نقمة على شعبنا كمثال ما حدث في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وكيف تحاربنا واتهمنا بعضنا البعض بالخيانة والعمالة من اجل (كرسي واحد) وهذا الكرسي مخصص لنا ان انتخبنا او لم ننتخب
النتيجة
1 كما قلنا من خلال الارقام المبينة اننا اليوم امام حالة ضبابية! مدى الرؤية عند القسم الاكبر غير مشجعة، بسبب وجود فريق معين نصب نفسه ولياً على شعبنا! لذا نتجه نحو القرار الفردي المفروض وليس الجماعي! ويتمثل بتغيير ما جاء في مسودة دستور اقليم كردستان فيما يخص تسمية شعبنا! حيث تم تغييرها بين ليلة وضحاها، فهل يجوز قانوناً ذلك؟ اين حرية التعبير والرأي؟ هناك واقع على الارض مغاير تماماً عند انتخابات المحافظات! ان كانت الانتخابات تجري اليوم مثلاً على الاقل يكون عدد الناخبين ضعف او اكثر من ناخبي انتخابات المحافظات الاخيرة البالغ عددهم 30000 ثلاثون الفاً فقط، اليس من المفروض ان يتم استفتاء شعبي على ذلك؟ وعندها يكون الامر من داخل القانون وطبيعي! وعلينا الالتزام به، ونكون مع الجهة الفائزة حتماً انذاك لانها تكون رغبة الشعب وضمن الاستفتاء التي هو اعلى درجات الديمقراطية الشعبية، نعم ربما يفكر احدهم ويرد: ان فوز المجلس الشعبي في انتخابات مجالس المحافظات بنسبة 59% هي الاساس وكافي لاتخاذ مثل هذا القرار المصيري؟ نقول: نعم انه فاز بنسبة 59% من الاصوات! ولكن من مجموع 30000 ثلاثون الف ناخب فقط! والسؤال هو: ماذا عن باقي الـ70% من اصوات الناخبين الذين لم يشاركوا في الانتخابات؟
2 الكلدان في المعارضة
بعد انسحاب القوى الكلدانية من المجلس الشعبي، وتشكيل الهيئة العليا للمنظمات الكلدانية، والقرارات التي اتخذها السينودس الاخير، ودعوات ورسائل مفتوحة من قبل احزابنا وكتابنا ومثقفينا الى قيادة اقليم كردستان حول النظر بمطاليب الكلدان بصفتهم القومية، اي تثبيت التسمية مع الواوات، ولكن بدون جدوى! و نرى ان الكلدان اصبحوا فجأة في المعارضة ان صح التعبير، والسبب هو اننا لم نقرأ الواقع كما هو،ووقعنا في الفخ مرة اخرى! عليه نقول: اين الخلل؟ هل هو في داخلنا ام في الاخرين؟ نعتقد جازمين ان نسبة الخلل والخطأ هي اكبر في داخلنا، لاننا فوتنا اكثر من فرصة لتوحيد الصف والقرار ان كان داخل البيت الكلداني او علاقتنا مع اخواننا واشقائنا من السريان والاشوريين، من هنا كانت نتيجة هدر 6 سنوات من الخوف والقهر والقتل والاختطاف والتهجير، نعلم ان في الملمات يتوحد القوم، تتوحد القوى المظلومة ضد الظلم وتدافع عن حقوقها المشروعة، عدا نحن كشعب مسيحي لم نتوحد، وان كنا وقفنا عند عدم التوحد كانت الامور لا بأس بها، ولكن تمادينا في الحيلة والتعصب والتخوين وسحب البساط والركض وراء السراب والارتجاف امام الدولار، وتمجيد وتقديس الاشخاص، وهكذا ضيعنا المَشْيَتين، ودفعنا ثمن ذلك، اليس الخلل حقاً في داخلنا كما قلنا؟
3 الحل من وجهة نظرنا المتواضعة
آ- يكمن الحل اليوم في عقد مؤتمر عام يضم كافة "القوى المسيحية" بين قوسين ايضاً لكي لا نسمح بالتصيد واللعب في مساحة الغير، اي نتجنب مؤتمر خاص بالكلدان على الاقل في الوقت الحاضر، بسبب وضوح الرؤية بشكل جلي، او تطويره ليضم كافة الاخوة والاشقاء من السريان والاشوريين والارمن، لتدارس توحيد الصف والكلمة والقرار على ضوء المستجدات الاخيرة، وطرح نتائجه للإستفتاء الشعبي ليقول صاحب الشأن (الشعب) كلمته، عندها نقول: الف مبروك للذي يمثلنا ان كان في برلمان المركز او في برلمان كردستان، ان كنا نحن الكلدان اكثرية امامنا انتخابات برلمان كردستان وبعدها نخوض انتخابات المركز، عندها وجوب ان ننتبه مع كل صفعة نتلقاها في اللحظات الاخيرة، وكأنها رسائل من مجهول يقول لنا: لا يمكنكم ان تعيشوا بدون الاخرين، وخاصة عندما نلمس السكوت المطبق من قبل اصحاب الشأن والقرار! نعم نعترف ان كلامنا نسبي ولكن الحقيقة لا يمكن ان نغطيها طول الوقت وكل الوقت! لنفرض جدلاً ان قائمة الكلدان قد فازت في 3 مقاعد أو 5 مقاعد المخصصة لشعبنا في كوتا- كردستان او في برلمان المركز، هل نلغي الاخرين؟ ام يشاركون معنا في التمثيل؟ اذن جميعنا مرتبطين بحبل سري واحد! لا يمكن قطعه لانه يسبب في موت قوم كامل، موت التوامين! الغاء وجود وكيان! لا نرضاها لانفسنا فكيف نقبلها للآخرين،وهذا غير ممكن على الاطلاق، عليه يكمن الحل في وحدة الكلمة من خلال ممارسة ثقافة الحوار بدون شروط مسبقة، لنتذكر القول: (لا تمثل كل الشعب المسيحي ولا بامكانك ان تقود الشعب بمفردك ولا تملك كل الحقيقة مهما كنت)
ب- بعد ان تلقينا عدة اتصالات عن طريق البريد الالكتروني او الاتصال المباشر من قبل مجموعة من كتابنا ومثقفينا الافاضل اكدوا فيها ضرورة تبني موقف موحد حول القضايا المصيرية لشعبنا وخاصة موضوع الحكم الذاتي وبشكل اخص التسمية، نعم نحن بحاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى الى تجمع ثقافي، يؤمن بأننا من ينبوع واحد! ويعترف ويقبل الاخرين بغض النظر عن المذهب والطائفة، ونخص مسيحيي العراق! كالكلدان والسريان والاشوريين والارمن، وسبق وان نشرنا للعالم اجمع عدة مقالات ودراسات حول (تجمع كتاب ومثقفي كنيسة المشرق) ايماناً منا بمصدرنا الواحد، لا نفرق بين كلداني وسرياني واشوري وارمني الا في شيئ واحد!! الا وهو: ما يقدمه كل شخص او حزب او كنيسة او منظمة من خير وحق وامان للآخرين والمجتمع والوطن، وكما قال احدهم عند احد الاجتماعات بقوله: انا لا تهمني التسمية ولتكن هذا الكأس الذي بيدي! بقدر ما يهمني كيان ووجود وهوية وامان شعبي!! ويسترسل ويؤكد: ماذا قدم الاتكاء على التاريخ لنا؟ سوى التفرقة والحقد والكراهية والتخوين، كفى الضحك على الذقون! يا سادة، والله تجاوزتم الخطوط الحمراء كما يؤكد صاحب الكأس!!
ج - قدم الاخ ورفيق الدرب والزميل مسعود النوفلي دراسة حول "تسمية شعبنا" على ضوء مستجدات المرحلة الراهنة، ويقترح فيها تسمية (مسيحيوا المشرق) (سوراي مذنحاي) لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة الرابط ادناه، نحن في تجمع كتاب ومثقفي كنيسة المشرق نتبنى التسمية الاكثر واقعية وشعبية، لا نريدها تسمية مركبة لانها لا تعبر عن واقع حال – الفكر – والتاريخ – والهوية!! كيف؟ نجاوب مع مثال: هل يجوز ان نسمى احدهم كشخص واسم او كشخص معنوي بالاتي: يُسأل ما اسمك؟ يجاوب ويقول: (عبداللهعبدالكريمبطرس) وتسأله ايضاً ما هي قوميتك؟ يجاوب(كلداني سرياني اشوري) ونؤكد ان رأينا قابل للنقاش والتطور، المهم هو الاستفتاء الشعبي اليوم! لماذا نقول اليوم! لظهور مستجدات على الساحة السياسية والدينية وامامنا انتخابات كردستان وبعدها انتخابات برلمان العراق، عندها يكون الحديث حول رغبة الشعب وليس رغبة القادة! وبعدها نقول: اننا لسنا بديل لاحد، ولا ضد احد، وغير منتمين الى اية جهة سياسية، وهذه التسمية او غيرها من الافكار المطروحة والتي يتبناها هذا التجمع الثقافي قابلة للنقاش والتطور دائماً، كوننا نؤمن بالرأي الاخر، ونقبل التنوع والتعدد، ونحن لا نمتلك الحقيقة كلها بل نكمل مع الاخرين الاجزاء الاخرى، الاهم هو العمل من اجل خير وامان وكيان "شعبنا المسيحي" بين قوسين!
4 لذا نعلن لشعبنا وخاصة كتابه ومثقفيه الذين يتبنون فكر التعدد والتنوع وحقوق الانسان ان ينضموا الى هذا التجمع الذي يعتبر نفسه جزء من الكل، ويعمل بكافة امكانياته الثقافية والمعنوية والمادية مع كافة الشخصيات والاحزاب والمنظمات والكنائس التي تعبر عن طموحات وآمال شعبنا في العيش بسعادة وحرية وامان، انها مبادئ حقوق الانسان وكرامة الشخص البشري، انه عراق المستقبل
shabasamir@yahoo.com
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30057