لو حجبت رواتب أعضاء البرلمان: لتشكلت الحكومه فورا
ولكن هل سيرفع العلم العراقي في الصالة التي إجتمع المالكي فيها مع نظيره الايراني في طهران.في خضم فوضى الشارع العراقي , تكثر التساؤلات حول اسباب تاخير تشكيل الحكومه وتحايل الامريكان في تحمل مسؤولياتهم القانونية تجاه اوضاع البلاد,وتتنوع التفسيرات لكن يبقى القول بأن الامريكان قد هزموا أو سيغادروا لوجه الله فهو كلام يخفي في طياته تغفيل العقل عن حقيقة ما يدور ,أما القول انهم قدأغرقوا حالهم في الوحل وانهم في طريقهم للتخلي عن مشروعهم فهو ليس سوى تسخيف سطحي يحاكي العقل السياسي , لان المجريات تثبت إفتقار الكتل السياسية لاي مشروع وطني مستقل مع عدم إمتلاكها سلطة قرار بمعزل عن إرادة وأجندة مشروع المحتل بعيد المدى الذي محوره الأساسي هو سلطة إقتصاد تسويق النفط المصنـِعه لسياسته المستقبليه, أما أداته التنفيذيه فهي أكثر من واحده وف مقدمتها تخبطات ساستنا بشتى ألوانهم و عفوية أصطفافات ابناء الشعب وراء الشعارات القومية والدينية الطائفيه .
المشروع الأمريكي ليس له سقف في حالة العراق ولن ينتهي في عهدة وزير محدد ولا في دورة انتخابيه ولا دورتين , بل ستتوالى المشاهد و يتناوب الشخوص في تسابقهم على تحقيق الدرجات القصوى من شرعنة نهب خيرات هذا الشعب وإنهاكه في صراعاته الداخليه وإستقواءات ساستنا الوهميه والعبثيه بأنظمة دول الجوار السائرة في فلك الامريكان الى ان لا قدر الله تتحقق درجة الإختناق التي ستظطرنا جماعيا خانعين بقبول الواقع المفروض, هل فكر ساستنا المحترمون بهذا الشأن؟ ام انهم لا يمانعون ممارسة دور المنفذ لهذه الأجنده ؟
مشكلتنا هي ليست كما تبرزها وسائل الإعلام العراقية أو الاقليميه الصديقه والمعاديه على حد سواء, لان مصالحها تظطرها على تضليلنا وهي بذلك تصب الزيت على النار التي أضرمها المحتلون بعد إسقاط النظام الديكتاتوري بدء من تنصيب جي غارنروبسبب فشله المبكر في مهمة حاكميته المدنيه خلفه بول بريمر الذي فور التحاقه سارع الى تطبيق برمجة فتح الحدود و زج العراقيين في حرب لا هوادة فيها معتمدا على الدستور الأفلج في تدوير رحى هذه الفوضى على مختلف الصعد والجبهات والألوان , فاذا ضعف جانب الصراع القومي دستوريا استعان بنص اللون الديني والمذهبي الطائفي ولو ضعف الاثنان دفع بالجوار كي ينبشوا مسالة التعويضات والحدود ومطاردة الصيادين العراقيين في شط العرب او شن الغارات الجويه على ألناس الآمنه في سليمانية واربيل ودهوك ولايستبعد ان تنالهم المفخخات ايضا لا سامح الله .
إن كان المشروع الامريكي تحرير البلد وخلق وضع مستقر لأهله في الداخل ومساعدة الملايين السته المنفيين للعودة , يا ترى كم من هذه الملايين عاد ونحن نلج العام الثامن بعد التحرير , ناهيك عن السؤال حول مئات الالوف التي تم ذبحها وتهجيرها بعد هذا التحرير؟ الجواب سيصلنا حين نتعرف على عشرات الالوف لا بل مئات الالوف من المتسللين من ايران وتركياوسوريا السارحون في مختلف انحاء البلاد بطولها وعرضها بينما العراقي المسكين يغادر هاربا , هل فكر سياسيينا جديا ببشاعة هذا المشهد كي يخرجوا لنا بمشروع يضادد الاجنده الاجنبيه ويحمي المواطن؟ ام سيظلون كما هم ما دام العراقي مستمع جيد للوعود وقارئ مدمن ليافطاتهم الملونه وابواب الامم المتحده مفتوحة امامه لطلب اللجوء؟
يا أستاذ مكيه,أمرنا اليوم محكوم بمصلحة اميركا, و بحكم تسلطها على ساستنا فهي تحيل الأدوار وتنيطها كيفما تشاء ومتىما تشاء, فبعد توريط المساكين من عامة العراقيين(الناخبين)الذين إصطفوا طوابيرا لأنتخاب من يمثل عرقهم ودينهم ومذهبهم , باشروا بعدها بالاجتهاد ( في تبادل التسقيطات والإتهامات) ثم أبدعوا( في طرق ذبح بعضهم البعض) , و الآن تحيل امريكا الدور على هؤلاءالمساكين ثانية , لكن عليهم هذه المره أن يجيدوا ويجودوا في تقديم الالتماسات والمحفزات والمقبلات ومختلف المغريات لممثليهم كي يسرعوا في تشكيل الحكومة كيفما كانت , لا يا سيدي الامر ليس بأيدي الذين إنتخبناهم لانهم وعدونا اكثر من مره ولم يوفوا , اليس كذلك , أم يا ترى هذا ما وعدونا به؟
وأنا اقرا تصريحا لسياسي عراقي مغترب سطع نجمه قبل أربع او خمس سنوات خلت ثم إختفى , جذب أنتباهي قوله (الأستاذ مكيه): لو حجبت رواتب أعضاء البرلمان لتشكلت الحكومه,السيد مكيه كما بدى هو أحد المنظرّين المبكرين لعملية التغيير , وهو من الدعاة الذين إنعشتهم دعابة مقدم الامريكان لاجل سواد اعين العراقيين, لكنه في مقترحه بحجب رواتب البرلمانيين يضع المتابع في حيرة من امره, الاستاذ يتناسى بأن راعي العمليه السياسية هو الامريكي , ويعلم جيدا بان قيادات الاحزاب المعــّول عليها في هذه المرحله مازالت تترأس الكتل البرلمانية المتنافسه لأكثر من دورتين , وهل يجهل الاستاذ نوعية علاقة الجندي الامريكي بأي مسؤول عراقي , إذن بأمر من ستحجب الرواتب يا أستاذ مكيه ؟ هل تطالب وزير المالية مثلا فعل ذلك؟ أما إن كنت تتوقع إمكانية السيد نوري المالكي ومجلس وزرائه من حجب رواتب البرلمانيين لكان غادر طهران على نفس الطائرة التي أقلته بسبب الإهانه التي تلقاها العراق أولا ثم هو شخصه والوفد المرافق له حين لم يعزف السلام الجمهوري العراقي ولم يرفع العلم العراقي اثناء زيارته لطهران .
للأ ستاذ نوري المالكي ولساستنا العراقيون المحترمون نقول , لقد كثرت زلاتكم وطفح كيلها يا إخوان, والعراقي بكرمه الطياوي ما يزال يصفح ويدير خده الايمن ثم الايسر امام صفعاتكم دون ملل ,لكن الى متى؟ من يشاهدك في الصورة يا ابا إسراء مع الرئيس الايراني في حضرة العلم الايراني و في غياب العلم العراقي, لا يمكن ان يتصور بانكم كنتم في طهران بزيارة حكومية رسميه كما إدعى السيد علي الدباغ في تصريحه ضمن برنامج المختصر على قناة البغداديه يوم الثلاثاء, سامحني يا أستاذ لو قلت باني حزنت كثيرا وانا اراك وكانك محافظا لاحدى المدن الايرانيه , العلم عند الله ,عسى ان يكون الايرانيون استقبلوكم كرئيس حزب شيعي لا أكثر وهذا ينفي ما قاله السيد الدباغ, إذن سؤالنا لكم وللسيد علي الدباغ هو اي من هذه الاحتمالات هو الصحيح ؟ عذرا ليس القصد من ذلك كي نتعرف على فنون ترويض الشعوب على قبول الإهانات لأننا سبق وعشناها تحت ظل من سبقوكم, لذلك نريد منكم ردا للإعتبار لو سمحتم.
الوطن والشعب من وراء القصد