ليلة من ورق
ذات مساءْأقتفى أثر معنى
و نزْف ألمْ
فوق جرح كلمهْ
في أرض وريقاتْ
تكسوها خطايا قلمْ
استوطن مكاناً
في جنوب صفحهْ
بين لهفةِ الشدّة والضمّهْ
سقط السُّكونْ
تمشي على تُراب السطرْ
زُرقة مِداد
بالقافيةِ مفتونْ
***
تفرّق سرب النقاطْ
بانفلات جنونْ
حين يسقط اللّحافْ
تتعرّى الحُروفْ
***
تسقط الكلمات تُرًّا
في ضيق معنى
في انحدارٍ للجنوبْ
محتارة بين دخولٍ وخروجْ
حين غاصتْ بين ثنايا قصيدهْ
تضوّع مِسك على الصّدرْ
وعلى العجُز عطورْ
***
أدهشني هدير بحره
تقطّعت فيه أمواج العَروضْ
تكسرت على صُخور تفعيلهْ
بين صحيحٍ ومكسورْ
انتشرتْ
وانتثرتْ
على شاطئ جزيرهْ
***
تحت سماء النّثرْ
ترقص مخمورهْ
على الرّمل
والرّجز
و السّريع
و المقتضبْ
فاختلّت أوزان البُحورْ
على خصْر قصيدهْ
فُكّت قيود الوزنِ
و جُنّتْ حروفْ
***
بين فاصلة و فاصلهْ
هزّت شهقة حنينْ
تشكو الاختناقْ
تلتهم قطعة من معنى
بين شهيق و زفيرْ
لحظة ساحرهْ
مشتّتة في الأرجاءْ
تساقطتْ أشلاءْ
بين صُراخ وانتشاءْ
***
و افتراءات جُملهْ
يسقط الكلام فوضى
في حُضن الورقْ
تدّعي النّعاسْ
أيّ فتنة للبحر شدّك
على كفّ عتْمهْ
أمهِلني حتّى …
تعود صفحتي ثلجًا
ألِمّ أشتات حرفي
و أغدق بكائي
من حرّ اشتياقي
على كفّ لحظهْ
***
استيقظتْ الورقة حُبلى
بخطايا قلمْ
تسكنها أجنّة الشّعرْ
تغسل وجهها بالحِبرْ
بعد أن وضع على خدّها قُبلهْ
وانخرط في ميلاد جُملهْ
أمتهن التِّرحالْ
بين الورقْ
حين أجمّ الفراقْ
ودّعها القلمْ
بفتنة اشتياقْ
طــــــــاغية في الوجعْ
إشــراف شيــراز