مؤتمر عينكاوة ما له وما عليه
لا بد في البداية ان نشير الى خلاصة فكرنا وما كتبناه خلال الثلاث سنوات الماضية , حول مصير ووجود شعبنا المسيحي في العراق , في البداية كانت الامور مشوشة وغير مفهومة للكثيرين ! ومن ضمنهم كاتب هذه السطور! اما الان بدى كل شيئ واضحا ,وخاصة بعد التجارب المريرة الكثيرة والحلوة القليلة التي مر عليها شعبنا الصابر . و ما قدمه له ممثليه من احزابه { لم نكن نتوقع هذا العدد من الاحزاب لكل طائفة ومذهب , بحيث اغلبية الجماهير المسيحية لا تدري مع من تسير! ومن هو الحزب الذي يمثلها حقا ! كل طرف يقول ويعلن شعارات كبيرة وكبيرة , وندوات ومؤتمرات ومقالات كثيرة ! وتقدم على أرض الواقع ,عفوا لا تقدم عمليا شيئا يذكر لهؤلاء العطاشى الى الخبز والماء والامان وقبل ان نقول الوجود والهوية ,هذه الاغلبية تفكر الان بمأوى يقيها من برد الكلام الفارغ والنفاق والضحك على الذقون , ومن حرارة المؤتمرات الموقتة وكأنها حقنة مورفين , نرجع الى ما كنا عليه سابقا , وفي بعض الاحيان اقل من السابق , بزوال المخدر , لماذا ؟ لأن كل مخدر يكون طبعا وقتي } لذا المطلوب الان من مؤتمر عينكاوة في 12 / آذار / 2007 عدم استعمال المخدر بتاتا ! وليكن الامور المطروحة واضحة أكثر من الشمس , وعملية وسهلة الهضم , لكي لا يكون المؤتمر هذا مجرد مؤتمر, ومثل أي مؤتمر , صحيح انه يعقد في ظروف ذاتية خاصة وصعبة ,ومن هنا تكمن أهميته , وصحيح أيضا أن مدة التهيئة له كانت بالفعل قصيرة ,لانه على الاقل في الظروف الاعتيادية : تعقد مؤتمرات مصغرة لكل حزب ومنظمة وجمعية ,بعد أن طرحت البرامج المتفق عليها على مؤيدي كل حزب والمستقلين والوطنيين الغيارى الذين يكونون في الصفوف الامامية قبل الحزبيين في التضحية ونكران الذات , وتشكل لجان منها لجنة المتابعة ! وبعدها تجتمع هذه اللجان التي تمثل تنظيماتها للتهيئة للمؤتمر بعد أن كانت قد طرحت برامجها للمناقشة الشعبية ,وكل شيئ أصبح مفهوما وخاصة ماذا يريد الشعب؟ وليس ماذا نريد نحن؟ أو ماذا يريدون الرؤساء من مناصب ومكاسب ,,,الخ { أي من يكون الرئيس ! ومن يكون الأول ؟هل هو الذي يدفع أكثر أو أكبر مبلغ من الدولارات ؟ أم الكفوء وليس الموالي ؟ إذا كان الاول ! فلا داعي لعقد المؤتمر ! لانها ستكون صدمة للجميع ,! اما إذا كان الكفوء بغض النظر عن إنتماءه السياسي , أو من المستقلين , ولو الان لا يوجد مستقل بالمعنى الحرفي للكلمة, اذا كان كذلك نقول لكم : ألف مبروك أيها السادة الكرام . لا بل تقول لكم المليون وربع المسيحيين في الداخل والجارج شكرا للرجال ! هذا إذا كانت الظروف اعتيادية , اما الان وبغض النظر من الاستعجال وعدم ايصال البرنامج الى الشعب للاستفتاء , واقتصاره الى عدد معين لذا نرى وجوب طرح كل شيئ للاستفتاء بعد المؤتمر ويكون هذا واجب لجنة المتابعة المشكلة لهذا الغرض والمنبثقة من المؤتمر,لأنه يجب أن يعلن بأن المؤتمر هو في حالة إنعقاد دائم , ويحق لأي مواطن طرح وجهة نظره فرديا أو جماعيا في نتائجه لمدة يحددها المؤتمرون ! وبهذا نبتعد عن النقد والاجتهادات قبل وبعد إنعقاد المؤتمر . وهنا نود الاشارة الى نتائج وقرارات وأمنيات المؤتمر الكلداني الاول المنعقد في بغداد للفترة من 16 - 20 / ت / 1995 ,والذي كنا نمثل فيه كنيستي { الرسولين ومار يعقوب } ومثلنا علمانيي بغداد بأنتخابات حرة وديمقراطية ,وفي المؤتمر قدمنا فرديا وجماعيا أكثر من 34 دراسة واقتراح ,,, وجاءت النتائج ليس بمستوى الطموح ولكن كانت من المنجزات برأينا , كونها منبثقة من اعلى سلطة كلدانية وهو المؤتمر الذي حضره ممثلي الكلدان من جميع انحاء العالم مع ممثلي المذاهب والاديان الاخرى , وثانيا كون القرارات خضعت لتصويت المؤتمرين بدرجة A الذي كنا نحملها ولحد الان بكل فخر ,,, ولكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ هذه هي الغاية من طرح هذا الموضوع ! حدث انه خلال التصويت وبعده أن قسم من المؤتمرين وهم القادة ! قالوا بالحرف الواحد وأمام كثيرين : ليقرروا ما يشاؤا ونحن نعمل ما نشاء !!!! وبالفعل اصبحت قرارات المؤتمر امنيات كما اشار الشهيد البطل د يوسف حبي فيما بعد ! ولو يغيض البعض قولي هذا ولكنها الحقيقة يجب ان تبان يوما ما , ولحد الان ! لكي لا نقع بنفس الخظأ , ومن اجل سد اكبر عدد ممكن من الثغرات , وعدم اعطاء الفرصة لفرض الراي القديم والابقاء عليه للحفاظ على الكراسي ,والابتعاد عن الفردية والانانية والمصالح الشخصية الضيقة ,نرى ما يلي :اولا : اعلان على الشعب
1- التسامح والسماح ,وترك الخلافات جانبا , اي مصلحة الشعب فوق كل اعتبار حزبي ومذهبي وطائفي ,
2- ممارسة النقد والنقد الذاتي ,مع ترويض المتشددين من جميع الاطراف
3- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ! وهذا من اهم الأعمال والبنود وجوب تطبيقها , وإن طبقت ! معنى ذلك اننا نسير على السكة الصحيحة .
4- احترام خصوصيات كل طرف , حزبيا وطائفة ومذهبا , وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للاطراف الاخرى , كنائسيا , وثقافة , واستراتيجية , وتاريخا .
5- عدم الغاء الاخر وتهميشه , لأن اي طرف هو مكمل للاخر , كون ان لا احد يملك الحقيقة كاملة , بل يملك جزء من الحقيقة , وان الاخوة يكملون الاجزاء الباقية .
6- لا شروط مسبقة , ولا فرض رأي القوي , ليس بالدولارات وحدها يحيا الانسان , لنتنازل من اجل مصلحة الاكثرية والشعب .
ثانيا : لجان المؤتمر
1- لجنة الرئاسة - مهمتها تمثيلنا : داخليا وخارجيا , فيما يخص الانتخابات والبرلمان .
2- لجنة المتابعة - الاتصال المباشر وغير المباشر مع الدولة والشخصيات والاحزاب والمنظمات ومتابعة قرارات المؤتمر وتطبيقها ,وتكون دائمة الانعقاد .
3- لجنة العلاقات الجارجية - مع الاديان الاخرى ,والحكومات العالمية ,والدعاية والاعلام .
4- اللجنة المالية والاقتصادية - وحذاري من المحسوبية !
5- لجنة صياغة البيان الختامي
ثالثا : القضايا والمواضيع المطروحة
1- موضوع الحكم الذاتي او المنطقة الامنة ,,,,الخ , طبيعي ان لا تكون الاراء متطابقة لوجود امامنا مفترق طرق , البقاء على ما نحن عليه ,او الانضمام الى كردستان , او من يرغب البقاء في مكانه او الانضمام الى المنطقة الامنة , فعليه يمكن الاتفاق على اكثر من راي وطرحها للاستفتاء الشعبي , المهم ان نكون اكثر من يقضين وعيوننا مفتوحة دائما ,بحيث لا نصبح جسرا يعبرون عليه الاكراد متى شاؤوا ! شئنا ام ابينا ! ولا نكون سياجا لنصبح تحت مطرقة العرب وسندان الشمال .
2- عدم التطرق للتسمية الموحدة ,لانها في كل الاحوال تكون موضع خلاف , وان كان لا بد منها ,عليه طرح عدة مقترحات وعرضها للشعب ايضا ,واننا نرى هنا الابقاء على ما نحن عليه { الكلدان والسريان والاشوريين } ,وعندما تنضج الظروف الذاتية والموضوعية في المستقبل ,يمكن ان نصل الى تسمية مقبولة .
3- موضوع تشكيل جبهة مسيحية - مسيحية ,بخصوص الانتخابات وقائمة موحدة , وضمان عدد ممثلينا ان كان في المركز او في الاقليم لاكثر من 15 عضو ! هذا ان اتفقنا ! اما ان لم نتفق لا سامح الله , فيبقى واحدا فقط , والتاريخ لا يرحم !!!!!!!!!!!!!
4- العلاقات المسيحية - المسيحية , والمسيحية - الاسلامية والاديان الاخرى , وموضوع الارهاب ,والقتل والخطف والتهجير وطمس الهوية ,وخطر الابادة والازالة من الوجود لعدد من الطوائف ,,,,,,,,,,,الخ
5- موضوع المرأة ودورها في المجتمع !!!!!
6- موضوع التعليم والمناهج الدراسية في المركز والاقليم !!!!!
7- موضوع المهجرين والمهاجرين ,وخاصة في سهل نينوى والشمال ,وفي الاردن وسوريا والدول الاخرى !!!!!!!!!!!!!!!
إذن نحن الان امام مهمة ليست سهلة مطلقا ,اننا امام تحدي الذات , امام امتحان لمسيحيتنا , هل نقدر ان نمسح البصاق من على وجه الرب بتواضعنا ومحبتنا وتسامحنا ومغفرتنا وسماحنا وترك انانيتنا وحسدنا وكبريائنا من اجل الشهداء والفقراء واليتامى والارامل والمهجرين والمهاجرين الذين هم بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب , ولا أمان , لنشعر بهم نحن اللذين في أمن وأمان وماء صافي وكهرباء ومأكل ومشرب ومدارس ومستشفيات ودولارات وكراسي , ولنعلم ان كرامة هولاء تساوي بالضبط كرامة الاخرين بدون زيادة ولا نقصان , فهل تضعوا البسمة ايها المؤتمرون في عينكاوة على شفاه من يحتاجها ؟ كلنا بحاجة اليها , وفقكم الله من اجل الاخر ,مهما كان دينه ولونه وشكله , ومن اجل كرامة الشخص البشري .
shabasamir@yahoo.com