Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مام جلال الكثير من السياسيين بحاجة إلى دروس خصوصية

ربما القليل من الساسة المتواجدين في الساحة العراقية يستطيعون كتابة المعادلات السياسية التي تمكن الإنسان سواء كان زعيم تيار فكري أو حركة سياسية أو حتى في منصب اجتماعي مرموق من البقاء لفترة طويلة والحفاظ على المصالح المتشابكة مع أكثر من طرف دون الحاجة إلى التنازل له أو صفعه فما بين الاثنين دائما هناك حل وسط أرقى من سلوك الحالتين. حل يحتاج من السياسي خبرة ومعلومات كافية ومهارة عالية في الانتقال بين المواقف والمبادئ وإلى أشياء أخرى كثيرة تبدأ بالدهاء السياسي ولا تنتهي بعدم التزمت والمرونة المطلوبة في كل مكان ليتمكن السياسي المحنك من النوم في عسل انجازاته والاستيقاظ على جرس أخطائه قبل أن تكبر الزلات وتصبح كبائر لا تغتفر بحق الآخرين.
القليل من ساستنا فقط يمتلك قدرة استشعارية تكون بمثابة الرادار تمكنه من رصد الأجواء الداخلية والخارجية قبل اتخاذ أية قرارات أو الدخول في التزامات سياسية مع أي طرف كان.
أما بخصوص الحضور الأعلامي والقدرة على خوض المؤتمرات الصحفية الناجحة والتكلم فيها بكل حرية دون خدش هذا أو استفزاز ذاك فيمكن أن نعد من تتوفر فيهم هذه الشروط على أصابع اليد الواحدة مع تألق كبير يظهر فيه مام جلال الذي يصعب على أي صحفي أثارته ومن ثم وضعه في موقف محرج بسؤال جريء لأنه دائما يخرج من الحفر بخفة النسور وينتزع احترام الرأي العام لأنه يجيد الكلام ويتفوق في الإجابة على الأسئلة دون أن يعاكس التيار المتدفق عليه حتى لو بدى على ملامحه بأنه يواجه الأمور بعصبية كبيرة تستقر على جبينه للحظات محدودة وتفر مهزومة دائما لأن روح الدعابة والتحول إلى الفكاهة حاضرة معه يحملها أينما ذهب تماما كحقيبة الدبلوماسيين ومذكرة الصحفيين وكل هذه الصفات تجعلنا نتمنى من كافة السياسيين العراقيين الذين ينقصهم الكثير من الخبرات والمهارات التي يتمتع بها مام جلال في أدارة العمل السياسي بأن يعترفوا بمواقع الخلل لديهم ويبادرون إلى معالجة ذلك حتى لو تطلب الأمر تلقي بعض المحاضرات منه شخصيا لكي يتعلموا أدارة الحديث والكلام في السياسة وألا فأن الكثير منهم لا يصلح لإدارة كشك صغير لبيع السكائر والسكاكر (( المصاصات )) ولكنه يضيع وقتنا ووقته في ما يظنه خطأ بأنه نضال سياسي ومشوار تاريخي وهؤلاء طبعا منهم الكثير من الوزراء والزعماء الدينيين وقادة بعض الاتجاهات والحركات السياسية والأحزاب المرموقة وقد تشمل القائمة رؤساء أقاليم قائمة أو مقترحة أو رؤساء وزراء وقادة الجمهورية طالما لا نفكر بحل ما للنهوض بالمستوى النوعي لساستنا حتى لو كانت المحاولة بتلقينهم دروسا خصوصية في أصول التعامل السياسي في حالة موافقة مام جلال وتفضله بإلقائها عليهم مشكورا . Opinions