Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسيحي منذ الطفولة والتاريخ شاهد..

لم تكن طفولتي بالحياة المرجوة ولم تكن كالطفولة التي يحلم بها أي طفل وهو في مقتبل عمره، فمن حيث المبدأ كانت طفولتي بسيطة ومع ذلك كنت كطفل حالم بالغد الجميل، انعم مع أصدقائي في زقاقنا المتواضع وسط بغداد الحبيبة وكان أصدقائي خليط من الكورد والمسيحيين والمسلمين والأرمن، ومع ذلك لم نكن نفرق بين هذا وذاك لا بالدين ولا بالمذهب والطائفة، وكانت حياتنا عبارة عن لهو وتأملات في غدا مشرق خالي من الحروب التي كنا أحيانا نلتفت ونفكر بها وبعقل طفولي خاصة لدى مرور موكب لشهيد أو رؤية لافتة سوداء رسم عليها اسم احد جيراننا أو معارفنا، ومع ذلك لم يكن يخلوا حينا من أصوات الأطفال وهم يلعبون ويمرحون.. وكان الجدار الفاصل بين بيتنا وبيت جاري حسن مجرد جدار بسيط منخفض، فلم تكن أعيننا ترف نحو الجار إلا إن اعتاز ذلك الجار لشيء أو عند مناداتنا لأمر ما، كذلك الحال لدى جاري ماسيس من الجهة الأخرى، ولا أخفيكم كانت أم جاري كل ثلاث أيام تخبز الخبز في التنور الطيني حيث كنا نلتف حوله ونأكل من ذلك الخبز ذي المذاق الطيب والحار، ولكي يدون التاريخ طفولتنا البريئة، كنا أحيانا نذهب إلى الكنيسة التي كانت قريبة من زقاقنا وبرفقة جيراننا أحيانا بعيدين كل البعد عن التفكير سواء كان المصلي منا مسلما أو مسيحيا.. فيا لها من أيام طفولة جميلة بالرغم من فقرنا وعوزنا المادي الذي لم نكن نهتم له كثيرا خاصة بوجود أصدقاء من حولنا.

واليوم وبعد إن كبرنا ووعينا لذلك المستقبل الذي كنا نحلم به بالأمس بعقول صغيرة ومملوءة بالحب والبهجة، صدمنا بواقعه المرير وتمنينا في بعض الأماكن انه لو لم يكن هذا المستقبل قد أتى لكان أفضل لنا، هذا المستقبل الذي انتهت به الألعاب البسيطة التي كنا نلعب بها وكانت عبارة عن الكرة وبعض من العاب الميكانو(المكعبات) والتي استبدلت اليوم بمعدات حربية وعسكرية بلاستيكية، تباع وتشترى في جميع أنحاء بغداد الجريحة بغداد التي كانت بالأمس عبارة عن بستان ورد مفتوحة الذراعين للزهر والفراشات والطيور المغردة واليوم نرى الأشواك تغزوها من كل الجهات والغربان تعكر صفوها وتقتل بلابلها المغردة.. فما بال الزمان والقدر.

ها نحن اليوم شاء القدر إن يسخر منا فشتت الأحباب وفرق الخلان، وجعل جاري الذي كان يخاف على بيتي بالأمس، يعتدي عليه اليوم وينبذني لأني مسيحي لا بل يسمع أبنائي وينعتهم بالكفرة.. كذلك رؤية كنائسنا ومساجدنا تدمر ويقتل مصليها أمام أنظار المارة المرددين(وليي شكد حرام، خطيية)، وأما الشهداء فحدث ولا حرج، حيث كان الشهيد المعزز المكرم الذي كان يحمل على النعش الأبيض وملفوفا بالعلم العراقي بالأمس، نراه اليوم متناثر الأشلاء وممزوج دمه بالأتربة التي خلفتها المفخخات ومع قطع الزجاج المتناثر، ناهيك عن ذلك التنور الذي كنا ندفئ بناره والذي انمحى اليوم وصار ذكرى كباقي الذكريات.. ولم يبقى مكان لتلك المحبة التي توارثناها في صغرنا بين الأصدقاء وحلت مكانها التفرقة والمشاحنات.. فأين أنت يا جاري وأين رحلت ذكريات الأمس والماضي؟!!

فهل للتاريخ رجعة وهل له إن يعيد جاري وصديقي الذي تربيت معه منذ صغري؟؟ قد يأتي ذلك التاريخ مع إني اشك في هذا الأمر.
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
17 عنصر من وحدة الأستجابة الطارئة الثالثة في محافظة ميسان يكملون دورة تنفيذ عمليات مذكرات التفتيش والمداهمة شبكة أخبار نركال/NNN/ بغداد/ أفادت مصادر القوات الامريكية في العراق ، بأن 17 عنصر من وحدة الأستجابة الطارئة الثالثة في غربال الذاكرة : نزار قباني اول ما حفظت وانا في بداية الشباب من شعر نزار قباني ، مقطعين يتحدثان عن خيبة امل مرأة برجل ، ولا ادري الان لماذا كنت ارددهما باعجاب ، فانا انذاك لم اكن قد عرفت بعد شيئا من تجارب الحب الخائبة او الموفقة ، اهو تعلق غريزي بالمآسي والميلودراما !! لا تدخلي . الرئيس طالباني يلقي كلمة في الحفل التأبيني لشهداء وزارة الخارجية شبكة اخبار نركال/NNN/ ألقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، اليوم الجمعة 16-10-2009، في فندق الرشيد، كلمة في إقامة قداس خميس الفصح في كنيسة مار ايث الاها في دهوك شبكة أخبار نركال/HHRO/NNN/ أقيم مساء اليوم 21 نيسان 2011 ، قداس خميس الفصح في كنيسة مار ايث الاها في
Side Adv2 Side Adv1