مقتل 32 في تفجير انتحاري استهدف مأتما في العراق
01/05/2007رويترز/
قالت الشرطة العراقية إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا قتل 32 شخصا عندما فجر نفسه يوم الاثنين وسط معزين في مأتم شيعي شمالي بغداد.
ووقع الهجوم داخل سرادق عزاء مكتظ بالمعزين في بلدة الخالص بمحافظة ديالى المضطربة. وقالت الشرطة ان ما يربو على 60 شخصا أصيبوا في الحادث.
ومنذ أن بدأت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية في بغداد في فبراير شباط الماضي حول مسلحون من بينهم أعضاء تنظيم القاعدة هجماتهم بصورة متزايدة الى خارج العاصمة.
وذكر عدد من الاهالي أن المأتم كان لاحد أفراد عائلة شيعية لقي حتفه برصاص مسلحين.
وقال ماجد منصور وهو من عائلة القتيل ان فترة العزاء التقليدية ومدتها ثلاثة أيام كادت تنتهي وان العائلة كانت قد دعت لتوها كل الحضور للمشاركة في غداء قبل أن يرحلوا عندما وقع الانفجار.
وأضاف منصور "الانفجار جاء من وسط الخيمة. لقد قتل كثيرون. كان هناك دخان كثيف والجثث في كل مكان. سادت حالة فوضى كاملة."
وكانت محافظة ديالى التي يسكنها خليط من السنة والشيعة مسرحا لقتال ضار بين القوات الامريكية والقاعدة فضلا عن المسلحين من العرب السنة.
وأرسل القادة العسكريون الامريكيون في الشهر الماضي قوة مؤلفة من مركبات مدرعة وألف جندي اضافي الى المحافظة.
وفي بغداد هز ما يصل الى اثني عشر انفجارا أجزاء مختلفة من المدينة في تتابع سريع بعد حلول الظلام وشوهدت سحب دخان تتصاعد من المنطقة الخضراء.
ودوت أصوات صافرات الانذار من المنطقة الخضراء عقب الانفجارات التي نتجت فيما يبدو عن قذائف مورتر أو صواريخ. ولم يكن لدى المسؤولين معلومات عن وقوع خسائر في الارواح أو اصابات.
وعثرت الشرطة أيضا على 27 جثة بها جروح من جراء الاصابة بطلقات نارية في بغداد يوم الاثنين وهو مؤشر على أن فرق الموت الطائفية عادت تجوب الشوارع مرة أخرى بعد التراجع الحاد في حوادث القتل من هذا النوع منذ بدء خطة بغداد الامنية.
ومن جهة أخرى قال الجيش الامريكي يوم الاثنين ان خمسة جنود أمريكيين قتلوا في العراق خلال اليومين الماضيين ليرتفع بذلك عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا هذا الشهر الى أكثر من مئة مما يجعل ابريل نيسان واحدا من أكثر شهور الحرب دموية بالنسبة للقوات الامريكية.
ويمكن لهذه الخسائر التي تكبدتها القوات الامريكية في العراق في شهر ابريل نيسان أن تزيد من الضغوط على الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش الذي يعارض خطة للديمقراطيين لوضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق.
وتعهد بوش بنقض مشروع قانون للانفاق على الحرب تمكن الديمقراطيون من تمريره في الكونجرس يلزم الادارة ببدء سحب القوات المقاتلة اعتبارا من أول أكتوبر تشرين الاول المقبل. ويعتزم الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ارسال مشروع القانون الى بوش يوم الثلاثاء.
وينظر الى الحملة الامنية في بغداد على أنها محاولة أخيرة لمنع انزلاق العراق الى اتون حرب أهلية بين الشيعة والعرب السنة.
ويعترف قادة أمريكيون بأن هذه الحملة التي نشر بموجبها الاف من القوات الامريكية الاضافية في شوارع بغداد زاد من خطر سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الامريكي.
وقبل اعلان الجيش الامريكي يوم الاثنين عن مقتل الجنود الاربعة قدرت المنظمة المستقلة لحصر الخسائر البشرية في موقعها على الانترنت عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في العراق في ابريل بما يصل الى 99 جنديا.
ومنذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 قتل أكثر من 3350 جنديا أمريكيا بالاضافة الى عشرات الالاف من العراقيين.
وكان أبريل شهرا سيئا أيضا على القوات البريطانية التي فقدت 12 جنديا وهو أكبر عدد من القتلى تتكبده خلال شهر واحد منذ مارس اذار عام 2003 عندما قتل 27 في الايام الاولى من الحرب.
وقالت السفارة البريطانية ان وزير الدفاع البريطاني ديس براون قام بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لبغداد يوم الاثنين. وقال مسؤولون انه التقى برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وزار براون أيضا مدينة البصرة التي تتمركز فيها القوات البريطانية في جنوب العراق.