Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقتل كبير أساقفة العراق والتمثيل بأختيه وأنباء تتحدث عن ذبح عشرات الراهبات في النجف

لقي غبطة البطرياك( شمعون- سميع) كبير الأساقفة مصرعه على أيدي مسلحين إيرانيين بعد قيامهم باقتحام مقر إقامته في كنيسة( سالوقا) الواقعة في (المدائن) جنوب بغداد واقتادوا أختاه وخادمته إلى جهة مجهولة تزامنا مع استمرار عمليات ذبح العشرات من الراهبات في النجف وكركوك ومقتل آلاف المسيحيين في عموم مناطق البلاد حسب خبر عاجل وزعته شبكة( ماري) للأنباء نقلا عن مصادرها التي وصفتها بالموثوقة، فيما انتابت العائلات المسيحية حالة من الفزع والترقب ما أدى إلى نزوح جماعي لها باتجاه سوريا. في غضون ذلك دقت أجراس الكنائس في عموم كنائس البلاد معلنة إقامة القداس عن الأرواح وسط إقبال ضعيف بسبب المخاوف و تردي الأوضاع .هذا ما حدث في القرن الرابع الميلادي حين أمر ملك إيران( شاه بور ) المعتنق للمجوسية جيشه بشن حملة إبادة ضد المسيحية في العراق ،البلد الذي كان يخضع لسيطرته، راح ضحيتها مئة وستون ألف في بلدات اربيل الموصل وكركوك وثلاثون ألف في بلدات حوض الفرات ومنها النجف بعد أن وصلت إلى الملك أنباء أفادت باعتناق غالبية الشعب العراقي للدين المسيحي ردا على الاضطهاد الإيراني، لكن الأمر الخطير الذي جن بواسطته جنون الملك هو تبني الديانة المسيحية من قبل عدد من المقربين له داخل قصره فضلا عن تواتر أنباء الانتشار الكبير للديانة المسيحية في معظم أقاليم إيران ومنها إلى الهند ومشارف الصين إضافة إلى الجزيرة العربية بواسطة مبشرين عراقيين. وعن مصير أختي البطرياك وخادمته إليكم التفاصيل:اقتاد المسلحون الأختين مع الخادمة إلى قصر زوجة الملك بناءً على طلب منها بعد أن اخبرها كبير كهنة المجوس أن مرضها المزمن الذي تعاني منه جاء اثر سحر قامت به الأختان انتقاما لمقتل أخيهما البطرياك، وحال امتثال السيدات الثلاثة أمام زوجة الملك أمرت بتشكيل لجنة مؤلفة من رئيس الكهنة واثنين من كبار الضباط للتحقيق بصحة ما أشيع عن السحر، أعضاء اللجنة حين شاهدوا الأخت الكبرى وهي راهبة ومعلمة اسمها (تاربو) في غاية الجمال فكر كل واحد منهم عقد صفقة تقضي بالزواج منها مقابل إطلاق سراحها مع أختها والخادمة.. دون أن يفصح الواحد إلى الآخر عن رغبته أو ما كان يدور في ذهنه على أن الكاهن كان لديه علم مسبق بما تحمله( تاربو) من مفاتن . وفي أول جلسة تحقيق عقدتها اللجنة ردت (تاربو) على الاتهام الموجه إليها بالسحر قائلة: :((أما التهم المزيفة التي تتهموننا بها فهي بعيدة جداً عن نهج حياتنا؟ ما الخطأ الذي إرتكبناه حتى تتهمونا زوراً وبهتاناً بتهم غريبة تماماً عن الحقيقة التي نعيش من اجلها؟ هل انتم متعطشون لدمنا؟ إن كان ذلك، فما الذي يمنعكم من شربه؟ أتهدفون إلى موتنا؟ إن أيديكم ملوثة مسبقاً بقتلنا نحن المسيحيين.. كل يوم قد نقتل ولكن لن ننكر ديننا. مكتوب لنا أن نخدم الله وحده وألا نفكر بوجود إله يشبهه لا في السماء ولا على الأرض.)).
في اليوم الثاني بعث رئيس الكهنة رسالة إلى (تاربو) وهي في داخل سجنها جاء فيها:
(( سأتشفع عند الملك وأنقذ ثلاثتكن من الموت شرط أن تصبحي زوجتي )). ردت عليه برسالة قالت: :(( أغلق فمك أيها الرجل الشرير، عدو الله، ولا تقل كلاماً مقرفاً كهذا. فكلماتك القذرة لا تؤثر في أذني النقيتين. وعرضك الشنيع ليس له أي تأثير في عقلي الطاهر النقي، لأني خطيبة السيد المسيح. باسمه أحتفظ ببتولتي وعلى رجائي به أعلق إيماني القويم أعهد إليه حياتي لأنه قادر أن يخلصني من يديك النجستين ومن نياتك ومقاصدك الشريرة تجاهي. لست خائفة من الموت أو من فكرة قتلي وأنا أرى إنك ترسم لي الطريق الذي به سأرحل لأرى حبيبي وأخي العزيز البطرياك شمعون. وهكذا سأجد العزاء لجميع آلامي ومعاناتي وأنا أتبع خطاه)).
أما بالنسبة للضابطين فقد بعث كل منهما على انفراد برسالة الى (تاربو) حملت نفس المضمون وجاء الرد عليها مفعما بالسخط الشديد،، وبعد أن يأس رئيس الكهنة من تحقيق رغبته أقنع زوجة الملك على فكرة وافقت على تنفيذها تقضي بأن يشطر كل جسد من أجساد النساء الثلاث إلى شطرين ثم عليها بعد ذلك المرور من بين الأجزاء الستة سيرا على قدميها كي ينجلي عنها السحر وبالتالي يمكنها استعادة عافيتها وإزالة المرض عنها. وفعلا جرى تنفيذ الفكرة وسارت زوجة الملك ومن خلفها موكبها من بين الأوصال وسط بركة من الدماء لكنها وبدون وعد مسبق فارقت الحياة بعد الانتهاء مباشرة من مراسم المرور في مشهد جدير بالتفكير والتذكير .
وبحسب المصادر فان( القديس توما) و( مار عداي) من تلامذة السيد المسيح وتلميذه( مار ماري) هم أول من بشروا بالمسيحية في العراق، وهذا الأخير شيد أول كنيسة في العراق عند المدائن جنوب بغداد سميت بكنيسة بابل لتتحول فيما بعد إلى مقر للمرجعية المسيحية في العالم ، حتى تفرعت منها كنائس للاقاليم في النجف ، تكريت ،الكوت، اربيل، الموصل، الاحواز، البصرة وميسان،، ارتبطت بكل واحدة منها كنائس فرعية داخل المدن والقرى التابعة لكل إقليم.
المصادر
ـ روفائيل اسحق/ تاريخ نصاري العراق/ طبعة ثانية ( مطرانية الكلدان في ديترويت) 1989
ـ سبستين برك / قديسات وملكات/ دار قدمس/ حلب 2000
ـ الاب البير ابونا/ تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية/ دار المشرق / بيروت 1992
-فاطمة صابر الحلي/شهيدات المسيحية العراقية/ميزوبوتاميا

رشيد الفهد


Opinions