Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مواطنون: الرصاص الطائش حرمنا الجلوس في حدائق منازلنا - ليل بغداد مسرح للجريمة وساحة للقتل

17/08/2006

زمان/
تغني كثير من الشعراء العراقيين والعرب ببغداد وليل هذه المدينة السامر وطبيعة نهر دجلة واجوائه الرحبة هذا النهر الذي بات اليوم يفتقد (احباءه الذين كانوا يقضون الاماسي والسهرات علي ضفافه وهم يستنشقون عبيره النقي.
وبغداد التي كانت لا تعرف طعم النوم بدأت تنام مبكرا علي غير عادتها، وليلها الذي تغني به المطربون صار يفتقد الي مظاهر البهجة والسرور.
يقول المواطن (قيس حميد) من سكنة الاعظمية (كانت ليالي بغداد لا تعرف النوم فعجلة الحياة مستمرة علي مدي 24 ساعة، اما اليوم فعندما تشاهد ليل بغداد تري هدوءا وسكنية في بعض الاوقات ثم تاتي العاصفة التي تتمثل بصوت انفجار او اشتباكات بالرصاص واصوات تتعالي هنا وهناك جميعها تزرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين الامر الذي جعل اغلب الاهالي يتوجهون الي بيوتهم مع غروب الشمس ويغلقون ابوابهم خلفهم ليستمعوا الي اصوات الاطلاقات التي لا يعرف مصدرها وسيارات الاسعاف وغيرها وصولا الي اليوم التالي الذي لا يختلف عن سابقه).
وتقول السيدة (اسمهان عبد الامير) من منطقة الكاظمية (كنا في اغلب ايام الاسبوع نخرج من البيت مساء الي محيط الكاظمية حيث نهر دجلة وساحاته التي تمتلئ بالعوائل التي جاءت لتقضي اوقات جميلة احيانا كنا نقوم بالنزهة في شوارع بغداد المختلفة وتناول العشاء في احد مطاعمها ونجول في اسواقها التي تبقي مفتوحة الي ساعات متأخرة من الليل البغدادي الذي يعشقه الجميع ، ولكن في يومنا هذا تغير الحالي كثيرا ولا احد يكاد يصدق ان بغداد تفارق الحياة ليلا وتنعدم فيها الحركة وتخلو شوارعها الزاهية من روادها لقد مات ليل ابي نؤاس وشاطئ الاعظمية ومسارح شارع الرشيد وغيرها من المناطق التي تسر الناظرين).
الأمن وراء سبات المواطن
وقال المواطن (حسين علي) من سكنة حي الجامعة (اصبح ليل بغداد اليوم لا يسر احدا بات سكان بغداد يستقبلون المساء وفي حساباتهم الكثير من الخوف والرعب لانهم يخشون ما يحمله من مخاطر علي حياتهم فرضها سوء الاوضاع الامنية التي عبر عنها صوت الاطلاقات النارية المستمر طوال ساعات الليل ولا تكاد تفارق مسامع المواطنين، فبغداد التي كانت مضيئة بليلها وناسها هجرتها الكهرباء واصبح الظلام يلازم ليلها اما اهلها فكانوا يملأون ساحاتها وشوارعها واسواقها ولا يعرفون طعم النوم فقد جعلتهم الظروف جليسي البيوت حفاظا علي حياتهم وبدأت تثقلهم صعوبات الحياة بعد ان تعقدت كثيرا.
يقول المواطن (أبو سلام) من منطقة الغزالية (اعمل سائق تكسي منذ اكثر من ثلاثين عاما وكنت من عشاق الليل وعملت علي خطوط عدة، وكان الليل (ابو الأزرق) لوفرة حركة المواطنين خصوصا بين كراجات المحافظات واحيانا تزدحم بعض الشوارع ليلا وتجد الناس في حركة دؤوب وتشاهد مظاهر البهجة والسرور تزين شوارع العاصمة. اما اليوم فاننا نعمل نهارا ونخشي كل شيء الراكب والشارع والسيارة المجاورة ونشعر وكأننا نعيش ونسير وسط حقل من الالغام لقد اصبح ملبدا بالظلام الذي ترافقه حرارة الجو والحشرات الطائرة ولا نســــــــــتطيع حتي الجلوس في حديقة المنزل خـــــوفا من رصاصة طائشة.
وقال ضابط الشرطة (عبد الرحمن حسن) في احد المفارز (صار الليل بالنسبة لكثير من المواطنين يمثل مشكلة معقدة تهدد حياتهم بسبب الخلل الامني الذي طرأ علي حياة المجتمع العراق فالشوارع والساحات العامة التي كانت تقصدها العوائل والشباب اصبحت غير آمنة والامر بحاجة الي تكثيف جهود الاجهزة الامنية وفرض سيادة القانون وجعل الشارع العراقي اكثر أمنا وهذا يحتاج الي تنسيق جهود جميع الوزارات لان ادوارها تاتي مكملة احداهما للاخري، فالامن والكهرباء والخدمات عوامل تشترك في زرع بذور الاستقرار وعودة الحياة الي بغداد. Opinions