Skip to main content
نازحو العراق.. في نصف درجة الغليان صيفاً Facebook Twitter YouTube Telegram

نازحو العراق.. في نصف درجة الغليان صيفاً

المصدر: العربي الجديد

يعاني النازحون العراقيون في المخيمات من حرارة الطقس التي أرهقت آلافاً منهم خلال الأيام الأخيرة التي شهدت ارتفاع حرارة الجو إلى نحو نصف درجة الغليان، خصوصاً أنّ معظم مخيمات النازحين تقع في مناطق بعيدة عن مراكز المدن، وتحديداً في أراضٍ ذات مساحات شاسعة وبعضها قاحل. وهكذا زادت مأساة هؤلاء النازحين، ما دفع ناشطين إلى مطالبة الحكومة بزيادة دعم هذه الشريحة خلال هذه الفترة الصعبة، وفتح ملف عودتهم إلى مناطقهم الأصلية، وتقديم تعويضات لهم.

وتحدث أعضاء في منظمات محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن أنّ النازحين في أسوأ حالاتهم حالياً، بسبب حرارة الطقس. وقد تعرّض بعضهم لإغماءات جرّاء الحرارة المرتفعة، وعدم توفر التيار الكهربائي لتشغيل المراوح، علماً أنهم لا يملكون المال لشراء مولدات صغيرة خاصة أو أجهزة تبريد.

وقال عضو جمعية "الأمل"، مصطفى عزيز، لـ"العربي الجديد": "تتواصل منظمات محلية مع نازحين في مناطق متفرقة، وتحديداً في مخيم بزيبز، حيث اشتكى الأهالي من مواجهتهم أزمة غير اعتيادية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الإمكانات، في حين لم تقدم وزارة الهجرة والمهجرين دعماً كافياً لهم على صعيد تأمين قوالب ثلج، أو إمدادهم بكهرباء بالتنسيق مع الإدارات الحكومية".

تابع: "مخيمات النازحين متهالكة منذ سنوات، إذ يعيش نازحون كثيرون في غرف حديدية يمكن تشبيهها بالأفران، وأيضاً في مخيمات من القماش تجعلهم كأنهم في العراء فيتعرضون لمشاكل صحية كبيرة. وحصلت حالات إعياء، ونُقل بعض كبار السن إلى مستشفيات".

وكشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق سابقاً وجود أكثر من مليون نازح، أما أولئك الذي يتواجدون في مخيمات إقليم كردستان فيناهز عددهم 650 ألفاً. 

وكانت وزارة الهجرة أعلنت عدة مرات، في العامين الماضيين، إغلاق كل مخيمات النازحين في المحافظات باستثناء تلك التي أقيمت في إقليم كردستان، كما أعلنت هذا العام أنّ الملف سينتهي بالكامل خلال 6 أشهر تنفيذاً لبرنامج حكومي، وهو ما لم يحصل.

من جهته، قال عضو البرلمان هادي السلامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع الحالي في مخيمات النزوح غير إنساني، خصوصاً مع الارتفاع الهائل في درجات الحرارة الذي يهدد حياة كثيرين بخطر الموت. ورغم ذلك لا تلتفت الحكومة لهم، وتنشغل الكتل والأحزاب السياسية عن معاناتهم وتكتفي بالبحث عن كيفية الاستعداد للانتخابات المقبلة".

أضاف: "الدعم الحكومي قليل بالنسبة إلى الاحتياجات الحالية للنازحين. وفي ظل الظروف القاسية السائدة يجب أن تتحمل كل الأحزاب المسؤولية، وتحدد مصير النازحين الذين تضرروا كثيراً"، مشيراً إلى أن "بعضهم أبلغوا نواباً مستقلين أنهم يتمنون الموت على البقاء في المخيمات".

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أقرّ رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي شريف سليمان بوجود "أجندات سياسية وإقليمية تمنع عودة النازحين إلى مناطق سكنهم الأصلية، ما فاقم معاناتهم، والجهات الحكومية لم تتخذ خطوات جدّية لإعادة النازحين في المخيمات إلى مساكنهم الأصلية في المناطق الغربية، وأطراف بغداد ومناطق غرب الموصل، وتحديداً في قضاء سنجار، وذلك لأسباب أمنية وقانونية سياسية بحتة".

ولفت إلى أنّ "ملف النازحين أصبح يمثل ورقة إنسانية وسياسية تتطلب تدخلاً حكومياً فورياً لحل مشكلة عودتهم، وهو ما تستطيع فعله لأسباب سياسية، كما يجب الاهتمام بمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي لكل أسرة نازحة، وتردي الخدمات في مناطقها بعدما خسرت غالبيتها ممتلكاتها وأموالها خلال فترة عمليات داعش، وذلك من خلال صرف تعويضات مالية، وإعادة تأهيل المنازل والمناطق لإعادتها إليها تمهيداً لإنهاء ملف النزوح نهائياً".

وكان مرصد "أفاد" المعني بالقضايا الإنسانية قال، في بيان تناول فيه أوضاع النازحين: "نتابع منذ أكثر من 8 سنوات استمرار معاناة عشرات آلاف المهجرين قسراً من منطقتي جرف الصخر والعويسات التابعتين لمحافظة بابل. وهذه سابقة لم يشهدها التاريخ المعاصر للعراق، وحصلت تحت أنظار الحكومات المتعاقبة المتهمة بالتخاذل عن نجدة النازحين". 

أضاف: "يقيم مئات آلاف النازحين من محافظة الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك في مخيمات يضربها العوز والجوع والابتزاز الأخلاقي، ويفتقرون إلى أدنى الاحتياجات التي التزمت الحكومات توفيرها، وبينها صرف رواتب للإعانة الاجتماعية، وفتح مراكز صحية وتعليمية. وتضم هذه المخيمات عائلات لأرامل وأيتام بلا معيلين قتل بعضهم أو فقدوا وسجنوا، ونسي الجميع ملفاتهم".

ولم تستطع الحكومات المتعاقبة بعد عام 2014 الذي شهد اجتياح "داعش" عدداً من المحافظات، حسم ملف النازحين لأسباب عدة بينها سيطرة فصائل مسلحة على عدد من المناطق الأصلية للنازحين ومنعهم من العودة، أو بسبب هدم منازلهم وسلبها. ولم يتلقَ هؤلاء النازحون تعويضات حكومية، إذ إنّ ملف إعمار المناطق المهدمة التي نزح أهلها ما زال عالقاً، ولم يتمّ تأهيل غالبيتها.

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
•	السيدة كيت كيلمور نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان تعقد اجتماعا موسعا لمناقشة الوضع الحقوقي في العراق والانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات • السيدة كيت كيلمور نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان تعقد اجتماعا موسعا لمناقشة الوضع الحقوقي في العراق والانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات • السيد وليم وردا يشارك في الاجتماع ويأشر حالة الإحباط التي يعاني منها الشعب العراقي بسبب التذبذب في العملية السياسية • السيد وردا : ليس داعش وحدها التي تضطهد المسيحيين والايزيديين والأقليات الأخرى بل هناك أوساط عراقية مارست هذا الاضطهاد منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة •	السيدة باسكال وردا تشارك في ندوة بعنوان ( البنك المركزي وسياسة الاصلاح الاقتصادي ) • السيدة باسكال وردا تشارك في ندوة بعنوان ( البنك المركزي وسياسة الاصلاح الاقتصادي ) • الدكتور على العلاق محافظ البنك المركزي يشخص تحديات السياستين المالية والنقدية التي يواجهها البنك • باحثون ومعقبون يؤكدون نجاح البنك المركزي في مواجهة هذه التحديات بالرغم من ضخامتها بارزاني يعد بتسهيل الدخول لأربيل مع التحوط للمحافظة على امن المسافرين وكوردستان شبكة اخبار نركال/ شفق نيوز/ وعد رئيس حكومة اقليم كوردستان نيچيرفان بارزاني بجعل اجراءات دخول مواطني الوسط والجنوب الى اربيل بطريقة اكثر سلاسة، •	بشار سعدون الساعدي الناشط الحقوقي عضو الهيئة العامة لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان ينال درجة الدكتوراه من كلية العلوم السياسية جامعة بغداد • بشار سعدون الساعدي الناشط الحقوقي عضو الهيئة العامة لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان ينال درجة الدكتوراه من كلية العلوم السياسية جامعة بغداد • وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان ضم السيدة باسكال وردا ووليم وردا وعادل سعد يحضر جلسة مناقشة الرسالة الجامعية • الدكتور بشار يتناول في أطروحته الأكاديمية الفكر السياسي الديني الغربي في العصر الوسطي " أوغسطين أنموذجا"
Side Adv1 Side Adv2