Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نخل السماوة

بعد غياب دام خمسة ً و ثلاثين عاما ً عن أرض العراق عاد والدي رحمه الله إلى أرض الوطن ليسجد على ترابه يشمه و يقبله. هذا الرجل الذي خرج من العراق شابا ً يافعا ً عاد إليه كهلا ً منهك القوى من طول السفر و مشقة الأيام و وحشة الغربة. و لم يتمالك صديقنا الكويتي الذي رافقنا رحلة العودة تلك نفسه فهو أيضا ً يتذكر العراق و يحن إليه و كان مشتاقا ً لزيارته ، فبكى و أخذته العبرة و بدأ يشتم هواء العراق و هو يقول: ما شاء الله ، ما شاء الله ، ما أجمل بلدكم ، عندكم و الله جنّة على الأرض ...!
و لا يبدو هذا الكلام مستغربا ً على بلد ٍ عُرف بأنه أرض السواد لكثرة خضرته و أشجاره لكن المستغرب أن تقرأ خبرا ً يقول بأن الكويت انضمت إلى قائمة الدول المصدرة للمنتجات الزراعية إلى العراق.

نعم ، صدّق أو لا تصدّق.

الكويت التي لا يوجد فيها دجلة و لا يصب فيها فرات. الكويت التي كانت تستورد من العراق كل شيء تقريبا ً حتى أن أهلنا في الكويت يذكرون خيرات العراق و بساتينه الغنّاء باتت اليوم مصدّرا ً للخضروات و المزروعات. أما العراق الذي كان ينتج ثلاثة أرباع انتاج العالم من التمور و يوزع أكثر من (629) نوعا ً مختلفا ً منها أصبح اليوم أرضا ً مهددة بالتصحر و الجفاف. نخيل العراق الذي وصل في مرحلة من الزمن إلى أكثر من 31 مليون نخلة وصل اليوم إلى أقل من ثماني مليون نخلة. و قد انعكس هذا على صناعة التمور أيضا ً فقد كان عدد معامل كبس التمور العراقية قرابة المئة و الخمسين معملا ً في حين أنها اليوم انخفضت إلى ستة معامل فقط. بل إن جزءا ً كبيرا ً من تمور العراق تكبس اليوم على أرض دولة الإمارات.

الإمارات التي كانت في يوم ٍ من الأيام صحراء خالية تراها اليوم خضراء باهية و تزداد رقعة المساحات الخضراء فيها يوما ً بعد الآخر.



و أتعجب و الله من كلّ تلك الأعذار الواهية التي نسمعها من هذا المسؤول أو ذاك. فهل الإمارات أو الكويت مثلا ً تعانيان من السدود التي تقيمها الدول التي (تشاطؤهما) أنهارهما أم أن التصحر هو مشكلة عراقية فقط و ليس مشكلة المنطقة برمّتها ؟ لماذا تتمكن الكويت من زراعة الخضروات و تصديرها إلينا و تربتها ليست بأخصب من تراب العراق؟
إننا نحترم كل المحاولات التي قامت من أجل دعم القطاع الزراعي و لكننا لا نفهم لم يتم عرض الأراضي الزراعية في العراق للاستثمار الأجنبي و بشروط أقلّها الحصول على زيادة الحصص المائية. هل من المعقول أن لا نجد في العراق من يزرعه في حين أن البطالة وصلت إلى مرحلة خطيرة باتت تهدد أمنه القومي و الاجتماعي .



إن التنمية الزراعية قد تكون رافدا ً أساسيا ً لخزينة الدولة العراقية في المستقبل و قد تغني عن الموارد المقتطعة من قطاع النفط إذا ما تم ّ الاهتمام بشكل جدّي و حقيقي بالفلاح العراقي أما إذا بقي الحال كما هو عليه اليوم و العراق يفقد خمسة بالمئة من أراضيه الزراعية في كل عام فإنّ نخل السماوة بل نخل العراق كله سوف يبقى يقول (سعف و كرب ظليت ، ما بيّه تمرة).

Sadekalrikaby@gmail.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
تقدم التنبؤ بالأحوال الجوية يساعد الدول على التكيف مع تغيرات المناخ شبكة اخبار نركال/NNN/ الحكومات والصناعات التي تتلقى الإنذار المبكر تستعد لمواجهة الآثار المدمرة لظاهرة إلنينيو الإحتباس الحراري يزيد من هـمسات خافـتة في صالة صامتة إضطهـد مار ﭙولس المسيحـيّين ثم تاب و صار من أشـد المبشـِّرين حماسة بالمسيحـية وهـو الذي قال :" إنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزَهم مجـد الله " لابل تحـمّسَ أكـثر محمد باقر الحكيم والوحدة العراقية لم تمض مدة طويلة على حياة السيد الحكيم عندما نستذكرها فهو منذ ظهوره القوي جعل من المهجر عنواناً له، فأصبحت الجعفري يتقي الأزمة بإعلان تمسكه بالفيدرالية - تقديم موعد افتتاح البرلمان الي 16 آذار لكسر جمود مشاورات تشكيل الحكومة العراقية زمان:

لم تسفر مشاورات الكتل السياسية خلال الساعات الماضية عن نتائج ملموسة لايجاد حل للازمة العراقية فيما يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري

Side Adv1 Side Adv2