نكران الجميل... (قصة قصيرة )
لم يكن الرجل البسيط (ف) أبداً يعرف كيف يتعامل مع هذه الألية البسيطة(الدنبر)،حيث كان يعرف كيف يسير بها للأمام والخلف...ولمّا كان(ف) عبداً مأموراً كونه موظفاً بسيطاً ،فكان عليه تنفيذ الأوامر التي تصدر أليه من دائرته.ومنها على سبيل المثال رمي الأوساخ و الفضلات في البئر(مصدر الخير) الى وقت قريب،كون مياهه كانت تستخدم للأستخدامات المنزلية بما فيها الشرب وكذلك لسقي وري المزروعات من محاصيل و خضر ونحوها فكانت تسّد بعضاً من أحتياجات البلدة لها.
وفي أحد الأيام لدى وصول (ف) متطياً الدنبر الذي كان محملاً بالفضلات والأوساخ لحافة البئر لكي يرمي بها فيه.بدلاَمن قيامه بالضغط على دوّاسة الموقف تمهيداً لأيقافه ،ضغط بالخطأ على دوّاسة الوقود.وما هي إلاّ لحظات وكان فيها المسكين(ف) في قعر البئر المملوء بخليط الماء والقاذورات والأوساخ والدنبر معه.
قد تكون هذه النتيجة خطيئة ردم البئر(مصدر الخير) بهذه الطريقة الشنيعة، هذا النكران للجميل الذي قدمته هذه البئر للبلدة لفترة طويلة من الزمن...
وكان السقوط والفناء،الذي ذهب ضحيته الرجل البسيط (ف) أحد أبناء البلدة.
ماجد إبراهيم بطرس ككي
7\2\2010