هل يفعلها الزوبعي ويكشف المستور عن الوثائق والأسرار
ما زال المشهد السياسي العراقي مالئ الدنيا وشاغل الناس ويزدحم بالمفاجآت والمفارقات وقد يبدوا من الصعوبة في مكان تفسير هذه الظواهر بدون قاعدة حقيقية للمعلومات وتحليل موضوعي بعيد عن الأنحيازات والأنانيات .ولعل آخر التصريحات المثيرة هي تلك التي أطلقها سلام الزوبعي وطالب فيها أولا عقد اجتماع للقائمة العراقية للبحث في تعديل برنامجها الحقيقي الذي كما يعتقد بأنها انحرفت عن مسارها وبوصلتها الوطنية ولابد من مراجعة ومكاشفة مع كل مكونات القائمة لوضع النقاط على الحروف ومحاولة تطهيرها من الداخل من العناصر المسيئة التي تتاجر بالقضية فترفع الشعارات الوطنية في العلن وتتعامل مع أطراف خارجية في الخفاء .
وهذا الكلام الذي أعلنه الزوبعي يستند إلى وقائع لان كما يقولون إن أهل مكة أدرى بشعابها ولعل أكثر الناس دراية وخبرة في السير الذاتية لبعض أطراف القائمة العراقية في السابق والزمن اللاحق هو سلام الزوبعي ، فقد هدد بعد إن منح أصحاب الشأن مهلة للمراجعة والمكاشفة بإعلان الوثائق والأسرار في مؤتمر صحفي ليعرف الناس حقيقة بعض الأسماء والشخصيات ودورها في تضليل الرأي العام وخداع الشعب وخيانة القضية واللعب على كل الأطراف لتنمية الكروش وملئ الجيوب على حساب الشهداء والأرامل والأيتام .
إن المطلوب من كل الأطراف الوطنية الحقيقية وفي مقدمتها التحالف الوطني العراقي عامة والمالكي خاصة إن يتأملون ويتدارسون هذا الإعلان الصريح للزوبعي واخذ الأمور بعين الجد والاهتمام كون هذه الدعوة المخلصة تنطلق من دوافع وطنية وانتماء حقيقي للهوية العراقية والتسامي فوق الطائفيات والمذهبيات واعتبار المصلحة العليا للوطن فوق المكاسب الشخصية حيث تحاول بعض الأطراف وفي مقدمتهم ثنائي الشغب صالح المطلك وحيدر الملا من تشويه هذا الموقف الجريء ومحاولة خلط الأوراق لكي تمر العاصفة الزوبعية دون إن تحقق أهدافها في قضم المتآمرين على العملية السياسية من داخلها وهذا مصدر خطرها الأكبر .
إن البعض منهم يحاول أن يصور الزوبعي بأنه لا يمثل القائمة العراقية والاتجاهات التي تمثلها ويفسر البعض الآخر بطريقة التشكيك بان هذه الدعوة هي محاولة للتقرب من المالكي لنيل بعض المناصب لكن من يعرف الزوبعي سيدرك بان للرجل قضية وموقف وخير دليل على ذلك محاولات اغتياله المتكررة من تنظيم القاعدة التي أغاضها مواقفه وعشيرته وانتصاره لقضية العراق ومقاتلته للمتطرفين من المقربين إليه واضعا امن العراق وسلامة أهله فوق كل شيء وقد حاولت أطراف أخرى محلية اغتياله لأنها تدرك بان الزوبعي يمتلك وثائق مهمة لإدانتها بالخيانة وانه ينتظر الوقت المناسب لفضحها أمام الرأي العام ولعله وجد التوقيت المناسب عندما أدرك خطر دخول هذه العناصر في العملية السياسية ومحاولتهم الاستيلاء على مناصب مهمة لتحقيق أهدافهم المشبوهة .
إن سيرة الزوبعي ونحن لا نريد أن نتزلف إلى الرجل ويشهد الله بأننا لم نلتقيه ولم نرتبط به بأي نوع من علاقة أو مصلحة لكننا نشعر بصدق نواياه وجرأة مكاشفاته وهذا ما سيعرضه إلى مخاطر كبيرة من ذئاب متربصين لكل الشرفاء فهل ستدرك القوى العراقية وقادة الرأي العام ووسائل الإعلام أهمية ما أعلن عنه وهدد به كلام سلام الزوبعي وهل ستبقى تحدياته بدون مؤازرة وإسناد لإنقاذ ليس العملية السياسية فحسب بل كل العراق .
إن الصمت إزاء رسالة الزوبعي معناه خيبات أمل لكل عراقي غيور يتصدى لذئاب العملية السياسية وخفافيش الليل مما سيوفر الفرصة لتدمير العراق وإدخاله في نفق مظلم لانهاية له وليس بعد ذلك إلا أن نقول اللهم اشهد إننا قد بلغنا وما على الآخرين إلا الانتصار لقضية الزوبعي لأنها ليست قضية شخصية بل هي قضية العراق كله ولا يصح إلا الصحيح .
firashamdani@yahoo.com