وأنا أيضاً أقترح تسمية لشعبنا
zaidmisho@gmail.comسهلةٌ هي مسألة التسمية لشعبنا المسيحي في العراق ، ولمَ لاتكون وقد أصبح لدينا الكثير من التسميات ؟
وكوني واحد من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره ، وأسعى لوحدته وبالإسلوب الجديد المتبّع ، لذا فقد فكرت كثيراً بإ قتراح أعلنه للملأ علّ وعسى أن نتوفق بتسمية قد يرضى عنها الجميع ، وهي تسمية لطيفة ولذيذة ولها شعبيتها ، وهذا لايعني إلغاء المقترحات الساخرة الأُخرى البارزة على ساحة المعركة ، معركة مسيحيي العراق فيما بينهم ، إنما إضافة جديدة ممكن أن نأخذها بعين الإعتبار مع قليل من التوابل . فهل من متقبّل للإقتراح ؟
فما أن نتصفح مواقع الأنترنيت حتى نلاحظ الكم الهائل من مقالات تدعم بعض التسميات التي تخص مسيحيي العراق ، والمميز بهذه المقالات هو التأييد الكامل لتسمية إختارها أحد الأشاوس ويصفق له شريحة لابأس بها من المؤيدين . والميزة الثانية لكل المقالات هو الهجوم الشرس لكل من يعارض تلك التسمية . وكل مرة يدّعي كاتب المقال " من له حسٌ وطني ويهمه وحدة الشعب المسيحي وله غيرة و و و " ، وأضيف على خطبهم ، ومن كان شريف وحباب وإبن أوادم وأخو خيتة وشهم وبطل وراضع حليب أمة عليه أن يقبل بهذه التسمية وإلا ... وما بعد الإ سوى الشتائم . ومن وحي هذه الديمقراطية الجديدة ، ومن باب تقبل حرية الآخر بإسلوب عصري يختلف عن المنطق ، والسماح للرأي المختلف كوسيلة تبرر هجوم الرأي الآخر ، فأينما ذهبنا فإننا سنلاحظ هذا الحب الذي يجمعنا ، الله يبعد عنّا الحسد .
وأحتار الشعب المسكين أي تسمية يختار ، هل التي تلغي الكلدان ؟ أم تلغي الآشوريين ؟ أم تلغي السريان ؟ ام من الأفضل إختيار التسمية المركبة التي تلغي الجميع معاً ؟ .
فمن هو الشريف والغيور ؟ وأي إسم يختار ؟ هل هو من يتمسك بماضي ولّى وحاضر بائس ؟ أم من يقرأ التاريخ كما يحلو له بعد أن يقرأه على أساس إن أصله الوحيد في التاريخ والبقية ليسوا سوى أتباع أو منشقين عن هذا الأصل ؟ " طرزان وبس والباقي خس " . أو الذي يرفع شعار " مع القوي ضد الحق " ، و " مع المموّل تباً للوحدة " .
وهل الشريف هو من يبتسم عندما يقرأ مقالات شتائم الكلدان على الآشوريين والآشوريين على الكلدان وفي بعض الأحيان تشمل السريان ومن السريان كذلك ، وهلمّ جرى . أو من يقول للشاتمين " عفية ، زين تسوي بيهم !!
فأي أصل نتفاخر به ونحن نضعه تحت أرجلنا غير مبالين من إن أسلافنا أصحاب أرقى حضارة خرج منهم أحفاد حضارتهم التفرقة والكره . وأي حضارة نتباهى بها والمنحدرين منها في هذا الزمن قد أساءوا لها بأحزاب وتجمعات تحت أسماء تاريخية عظيمة تحارب بعضها البعض . فلماذا لانغير تلك الأسماء ونجعلها قريبة للحقيقة وذلك بإضافة كلمة الحاقد أو المفرّق أو التابع ، أو تنظّم جميعاً تحت تسمية " حزب مأجور عبد المأمور " .
وبما إن نتانة الأحقاد إشمأزت لها الأنوف ، وبما أن كل تسمية تخرج للساحة المسيحية كفيلة بتدمير شعبنا ، لذا أقترح تسمية جديدة توحدنا وتجمعنا في سقف واحد ألا وهي "" جدر دولمة "" .
نعم جدر دولمة ، فيه البصل والسلق وورق العنب والباذنجان والشجر وفلفل أخضر وطماطة . تلتحم فيما بينها وتقدّم كوجبة شهية بعد أن يوضع لها الحامض والبهارات والملح وأشياء أخرى حسب الرغبة .
وماأجملها عند قلبها ، فالكل يمتزج بالكل ، وللآكلين حرية الإختيار ، فبعضهم من يفضل السلق على ورق العنب أو البصل على الباذنجان ، إنما المحصلة هي دولمة . ومن يأكل السلق يقول أكلت دولمة ، ومن يأكل الشجر يقول أكلت دولمة ، فجميعها تجتمع تحت إسم واحد مهما إختلفت ، ولم نسمع شتائم فيما بينهم من قبل ، ومن جدر الدولمة تأتي العبر إنما بإختلاف جدير بالذكر . فطبخة الدولمة عندما تكون لذيذة فسوف لن يبقى منها شيء سوى ذكرى طيبة عالقة في اللسان ، وشعبنا بدون تسمية توحده وطباخين ( مسؤولين سياسيين وروحيين ) يكترثوا لمصيره فسوف لن ييقى منه سوى الذكريات الطيبة ، وقد خسرنا الكثير وشهدنا على ذلك ، وبزعامة المصلحجية سنخسر أكثر وأكثر ، وسيشهد أبناءنا ، فمتى سنفتخر بأمين يجمعنا ؟