وزير مسيحي في حكومة الإقليم: المسيحيون ضحايا الإرهاب والسياسة.. والهجرة أولوية للكثيرين منهم
21/10/2008شبكة اخبار نركال/NNN/نيوزماتيك/اربيل/
أكد وزير المجتمع المدني في حكومة إقليم كردستان العراق جورج منصور اليوم الاثنين أن المسيحيين في العراق ضحايا الإرهاب والسياسة، وان الظروف الصعبة في العراق تدفع المسيحيين وغيرهم لفقدان الثقة بالنظام السياسي الجديد، مشيرا إلى أن الهجرة أصبحت أولوية لدى الكثيرين منهم.
وأوضح منصور وهو مسيحي ويشغل منصب وزير المجتمع المدني بحكومة إقليم كردستان في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "المسيحيين في العراق ضحايا الإرهاب والسياسة بسبب طبيعتهم المسالمة وتطلعهم للحصول على حقوقهم بطرق ديمقراطية بعيدا عن العنف".
وقال الوزير منصور إن "مستقبل المسيحيين مرتبط بمستقبل العراق بشكل كامل"، مضيفا "إذا فشل العراق الجديد في وضع دعائم المجتمع الديمقراطي المدني وحماية سكانه وتثبيت حقوقهم ومنحهم الأمان وشيئا من خيراته، فسوف يتضرر جميع السكان ومنهم المسيحيون".
وأشار وزير المجتمع المدني إلى أن "الظروف الصعبة التي تمر على العراق، تدفع المسيحيين وغيرهم من العراقيين إلى أن يفقدوا الثقة بنظام الحكم الجديد".
وكشف منصور عن "بروز رغبة قوية لدى السكان المسيحيين في العراق وخاصة في المناطق المتوترة، للهجرة إلى خارج العراق" ووصف درجة الإقبال على الهجرة في الوقت الراهن بالأمر "غير المسبوق" وقال "لو توفرت جهات ومنظمات تسهل هجرتهم من العراق لهاجرت أعداد كبيرة منهم".
وقال منصور "لم يكن المسيحيون يوما شغوفين بالهجرة خارج العراق كما هو حالهم الآن، لكن الظروف والصعوبات التي يقاسونها تجعل موضوع الهجرة أولوية عند الكثير منهم".
وطالب الوزير الكردي "بالتصدي لهجرة المسيحيين وذلك للحفاظ على التعدد الجميل ولكي لا يكون العراق لونا واحدا بل يبقى متلونا بعدة ألوان من مكوناته القومية والدينية العديدة".
وأشار الوزير إلى أن "الأرقام التقريبية لتعداد المسيحيين في العراق قبل دخول القوات الأمريكية العراق عام 2003، كانت بحدود 800 ألفا، لكن الصعوبات الأمنية واستهداف المسيحيين في المناطق الساخنة في البصرة وبغداد والموصل وجميع أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان، أدت إلى هجرة ما يقارب من 300 ألفا منهم إلى خارج العراق".
وكانت مدينة الموصل، 405 كم شمال بغداد، شهدت حملة نزوح واسعة للمواطنين المسيحيين من بعض أحيائها، خلال الأيام الماضية، بعد مقتل أكثر من عشرة من مواطنيهم، وتلقي آخرين تهديدات من قبل جماعات مسلحة مجهولة.
وأكد منصور في هذا الخصوص أن "معلوماته تشير إلى نزوح ما يقرب من ثلاثة آلاف عائلة، توزعت على بعض البلدات الصغيرة خارج الموصل"، مشيرا إلى أن "الأسر تقاسي ظروفا صعبة في المناطق التي نزحت إليها، حيث لا يجد أطفالهم فرصة للالتحاق بالمدارس ولا أبناءهم فرصة لممارسة أعمالهم ووظائفهم".
واستغرب وزير المجتمع المدني من قيام بعض المسؤولين العراقيين بتصغير حجم المشكلة، وقال "أعتقد بأن المسألة ليست في أعداد النازحين بل في سبب حدوث الهجمات" وتساءل "لماذا تقع الهجمات على المسيحيين أصلا؟".
وطالب الوزير الحكومة العراقية "بتحمل مسؤولياتها في التحقيق العاجل في الموضوع وكشف الذين يقفون وراء نزوح الأسر وعدم التعتيم على الموضوع"، واصفا التعرض للمسيحيين في العراق "بالانتهاك للشرعة والمواثيق الدولية وبخاصة المعاهدة الدولية الموقعة في عام 1957 والتي تدعوا إلى حماية السكان الأصليين في دول العالم المختلفة وعدم تهجيرهم".
واستغرب الوزير من قيام مسؤول حكومي عراقي بتبرئة ساحة تنظيم القاعدة من تهجير المسيحيين من الموصل، واتهام بعض السياسيين للكرد بالوقوف وراء الموضوع.
وقال منصور "إذا كان هناك مسؤول عراقي ينفي صلة القاعدة بهذه الهجمات، فيبدوا أن لهذا المسؤول صلات بالقاعدة ولديه علم بما تقوم به"، وأضاف "اعقد أن القاعدة يمكن أن يكون لها ضلع في الهجمات حتى وأن لم يكن بشكل مباشر وعبر المنظمات التابعة لها، لأن القاعدة جاءت للعراق من أجل تدميره".
وكان قائد غرفة العمليات بوزارة الداخلية عبد الكريم خلف قد استبعد في تصريحات صحفية ضلوع تنظيم القاعدة في الهجمات التي تستهدف مسيحيي الموصل.
وانتقد وزير المجتمع المدني في حكومة إقليم كردستان العراق الاتهامات التي وجهت للأحزاب الكردية بالوقوف وراء هجرة المسيحيين، وقال "أعتقد أن الإنسان العاقل يجب أن لا يأخذ هذا على محمل الجد" مشيرا إلى أن "التعصب الديني هو أساس فكرة استهداف المسيحيين والايزيديين وغيرهم".
وتساءل "كيف يعقل قيام الأكراد باستهداف المسيحيين في الموصل وعلى بعد مسافة قريبة حيث إقليم كردستان تبنى فيه المساكن ودور العبادة لهم؟" وتساءل أيضا "وماذا عن استهداف المسيحيين في البصرة وبغداد هل يقف وراءها الأكراد أيضا؟".
وكان النائب عن القائمة العراقية أسامة النجيفي قد اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والمليشيات الكردية والأسايش بقتل وتهجير أعداد كبيرة من القوميات والأديان في الموصل.
واعتبر الوزير منصور الهجمات الأخيرة على المسيحيين في الموصل دليل على أن "الوضع في العراق باستثناء إقليم كردستان لم يرقَ بعد إلى مستوى الاستقرار الأمني الذي يطمح السكان إليه".
يذكر أن حملة استهداف الأسر المسيحية في مدينة الموصل، نحو 405 كلم إلى الشمال من بغداد، التي تسكنها أعراق مختلفة وتتبع ديانات عدة، بدأت نهاية شهر أيلول الفائت وأدت إلى سقوط ما يزيد على عشرة قتلى وتدمير العديد من المنازل التي تعود لأسر مسيحية هناك وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة من الأسر، قدرتها مصادر مسيحية بأكثر من ألف أسرة، إلا أن الحكومة العراقية أعلنت أن الرقم أقل من ذلك.
http://iraqalaan.com/bm/Politics/9541.shtml