Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أبواب ألقوش كانت وستبقى مفتوحة لكل العراقيين النجباء في إحتفالاتهم وساعات ضيقهم , ولكن,,,,,,

يقول الأستاذ يوسف حداد في كراسه ( مختصر تاريخ ألقوش):

((تعتبر ألقوش ذات أهميه تاريخية ودينية كبيره في شمال العراق, نظرا للأهميّه ألتي أولاها لها ملوك أشور بحيث سمّاها أحدهم (أيل قوشتي_ ألإله قوسي). ومن الناحية الدينيه كانت لقرون عديده مقرا للكرسي البطريركي لكنيسة المشرق,,والغرب يسميّها روما الثانيه, ولي كل الأمل أن يساهم كل من له معلومات إضافيه لتعميق المعرفة ببلدتهم العريقه واثارها القديمه ألتي تعود إلى أيام الأشوريين القدماء مثل: شيرو ملكثا_كبّا دمايا_ ديارديس_ كرا_ خنداقي_ صدرواثا _ موكرثا_ خاروثا_ بلكا_ رؤولا دخيلاني, شويثد كناوي, وتلخش القرية القديمه والمصيف الاشوري الذي تدور حول قلعته الأساطير بخصوص خزائن ملوك اشور التي كانت فيها ....كان أهالي ألقوش قبل المسيح وثنييّن يعبدون الأوثان والأجرام السماويه كبقية المدن الأشوريه, ولقربها من العاصمة نينوى كان فيها مقر الإله أيل قاش أحد الهة أشور الذي هو الإله سين إله القمر, وكان هيكله في شويثا دكناوي أمام كبّا سموقا أي الغاره الحمراء, وقد سميّت محلّة سينا بإسمه)) إنتهى الإقتباس.
بداية أطلب المعذره عن إظطراري إلى حصر موضوعة مقالي في أحداث تتمحور فقط حول مدينة ألقوش, وأتمنى أن لا يؤخذ ذلك سلبا عليّ , فهو ليست تعنصرا مني ولا تعاليا على أخواني وأخواتي من مدننا وقرانا الكلدواشورية الأخرى ألتي أحبها وأعتز بها , لكن للضرورة أحكام.

من يعرف تاريخ ألقوش و سخاء عطاءات أبناءها الذين ابدعوا في مجال العلم والدين والسياسة و في مواقف أهلها النضاليه والإنسانية تجاه كل شيئ إسمه عراقي,سوف لن يستغرب حين يرى جيرانها من مختلف أطياف الشعب العراقي من العرب والأكراد والأيزيديون يطوفون في شوارع هذه المدينة الكلدواشوريه التاريخيه وهم يحتفلون في مختلف المناسبات الوطنيه والدينية والقومية العراقيه .

لقد كان للعديد من ألمواقف الوطنيه والقوميه والإنسانيه ألمشهوده ألتي إتخذها أهل هذه المدينةماضيا وحاضرا , نتائجها السلبية ألتي غالبا ما أوصلتها إلى فرمان ضربها بالسيف أو بالطائرات والمدافع ,و تكرار مثل هذه الوقائع يثبت بأن تلك النكبات لم تثنيها يوما عن ذلك الطريق الذي رسمه لهم أجدادهم وأسلافهم العظام في مناصرة المُظطهَد ومواجهة الظالم مهما كلّفهم ذلك , ولو عدنا إلى سبر القرون القريبة سنقرأ ما يؤكد ذلك, حيث لجوء علي بك (المير اليزيدي) ورجاله إلى ألقوش على سبيل مثال في العام 1831 هربا من ملاحقة احدى القبائل الكردية له , و إصرار الأهالي على حمايته ومعه رجاله من مطاردة محمد باشا الراوندوزي الملقب ب(ميري كور) أي الأمير الأعور , كان سبباّ دقع بالسفاح الراوندوزي إلى الهجوم على القرية الأمنه ألقوش وفيها قتل أكثر من 370 رجلا من أهاليها ما عدا النساء والأطفال يوم 15 أذار 1832 والمعروف ب (سيبا د ألقوش),وفيها كان إستشهاد سبعة كهنة منهم القس بولص صبائا والقس يوسف, والقس منصور,والشهيد بولس مقدسي تم ذبحه هو الأخر حسب ما تروي لنا المصادر في مكان يدعى رؤولا دسيما بعد أن رفض أن يكفر بالمسيح ويعلن إسلامه, ويومها كان أيضا مقتل رئيس الدير ربان هرمز الأنبا جبرائيل دنبو والقس أوغسطين ومعهم رهبان كثيرون منهم الراهب إيشوع ساكو والراهب حنا في صيورتا د تلخش, هذه إلمذبحة كانت نتيجة لإحدى المواقف المشرّفه الكثيره التي إتخذها الألقوشيون في تاريخهم,وهي كثيرة لا يتسع المقام هنا من الدخول في تفاصيلها.

لألقوش في تاريخها العريق مواقف وادوار قلّما إتصفت بها أيّة مدينة أخرى, وكلامي هذا ليست كوني أحد أبناءها ,لكن قديم التاريخ وحديثه يثبت ذلك , فمدينة كألقوش ألتي تمكّنت من الجمع ما بين تلقيبها بروما الثانيه , وبين تشبيهها بموسكو الثانية في اّن واحد , يجعلها نموذج فريد في جمعها بين الإثنين. كما وقد سبق لي أن ذكرت في مقالات سابقة بأن ألقوش مقارنة بالمدن العراقية الأخرى التي كان يزورها صدام أيّام سلطانه وجبروته , كانت مدينتنا العزيزه هي الوحيده التي رفضت المثول أمام الطاغية حين أوصدت ابوابها بوجهه أثناء زيارته المنطقه بداية الثمانينات من القرن الماضي, ممّا أثار غضبه وأمر بمعاقبة ونقل كافة المسؤولين البعثيين ورجال الأمن ومدير ناحيتها متهمّا إياهم بالعجز عن إقناع الناس حتى في الخروج لإستقباله,و في ذات الوقت, كان أهالي ألقوش يفتخرون بطيب العلاقات و بأرقى درجات رقيّها في إحترام شعوب قرى ومدن الجوار سواء مع الإخوة العرب أو الإيزيديين او الأكراد وهكذا الشبك والتركمان, وما زيارة الخليفة المأمون لألقوش 813_823 ومشاركته في إحتفالات السعانين في دير الربان هرمز في عهد البطريرك مار تيماثيوس الكبير إلا إحتراما لأهلها وتقديرا لعرفانهم , ومما لا ريب فيه, فإنّ هذا النوع من العلاقة لا يتحقق إلا لدى أصحاب الفكر النيّر و حاملي المعتقد الديني الهاديئ والإنتماء الوطني الصادق ,و ذلك من دون شك قد سبّب لها العشرات من الكوارث والنكبات , فسجون الطغاة كانت دائما مليئة بمناضلي هذه القرية الصغيرة/الكبيره وسجّل شهدائها البرره يزيّن أرشيف الحركات الوطنيه , وهكذا حال سوح الوغى ألتي لم تخلو يوما من أبطالها الذين تقاسموا المر والظلم مع جميع العراقيين من دون إستثناء, و الإخوة الأكراد كانوا دوما من الفائزين بحصة الأسد من دعم ومساندة جيرانهم من أهالي ألقوش في دعمهم لنضالهم التحررّي الوطني .
كما لا يمكن لأيّ منا أن يتناسى موقف القوش عام 1933 أبان المذبحة المروّعة التي إرتكبها الطغاة بحق أشورييّ مدينة سميل الشهيده, حين إحتضن الألقوشيون أهلهم السالمين بجلدهم من تلك المذبحة المنظمّه, وتحدوا كل التهديدات التي أطلقها الجلاوزه أنذاك في حال عدم تسليم اللاجئين للسلطات الحاكمة ,كما أن ألقوش نفسها هي التي إستقبلت إخوانها العراقيين من مختلف مدن العراق هربا من بطش إنقلابييّ شباط عام 1963 من عرب وتركمان وصابئه وارمن وشبك .

لو أردنا أن نستأنس في الغور في هذا المجال , فإننا سنحتاج إلى عشرات الصفحات , وما إستعراضي لهذه المقدّمة المقتضبة سوى تذكير الإخوه المسؤولين في الوطن دون إسثناء أحد, وأخص بالذكر السادة في قيادات الأحزاب الكرديه , بأننا بين الفينة والأخرىّ نسمع تصريحات بعضها عبر مؤتمرات تبعث فينا الطمأنينة , لكن الذي يؤسف له هو أنّ ما نعيشه واقعا على الأرض يبدو مغايرا لما نسمعه , بالأمس على سبيل المثال, كنت اقرأ تصريحات السيد فؤاد معصوم , وهو يقول في معرض موضوع كركوك الساخن , بأن الأكراد لا يريدون ضم المناطق الغير الكردية عنوة,,وهو كلام رغم أنه يحتوي على مفردات ( ضم, يريدون او لا يريدون,,,عنوة,,,,الخ,,,) فهو كلام فيه طمأنينة لحد ما, لكن المحصلّه على الأرض في أماكن كمدن وقرى سهل نينوى هي مع الأسف عكس ما يقوله او يتمنّاه السيد فؤاد معصوم , وفي هذا النسق لو تساءلنا عن سبب عدم مشاركة أهالي ألقوش في إحتفالات نوروز التي جرت في نفس مدينة ألقوش ؟ , وهكذا في الحفل الذي أقامته مديرية تربية تلكيف في أـلقوش؟
أليست هي نفس القوش التي كانت تدفع بدماء شبابها من أجل نصرة قضية شعبنا العراقي في نضاله من أجل الحرية وبالأخص الأكراد منهم؟وأنا أتذكر جيدا حين كانت السلطات السابقه تعتقل شبابنا لأنهم كانوا يشعلون الإطارات في قمم الجبال مشاركة منهم في إحتفالات نوروز, لكن الذي يحصل اليوم ربما هو عكس مايريده الإخوة الأكراد , والسبب بكل بساطة هو أنّ لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوه ومعاكسة في الإتجاه .

إنّ ممارسة السياسي (مهما كان منشأه) لظاهرة إختزال قضية شعب و تهميش حقوقه على أراضيه التاريخية عن طريق حصر فعالياتها في دور شخص ينتمي إلى حزبه ليخولّه بإستخدام الأموال في إغراء الناس و عقد مؤتمرات من أجل تمييع قضية قوميه و وطنيه لشعب عاني الكثير , لا يمكن لمثل هذه الممارسة أن تمرربسهولة على شعب قد عرك الحياة السياسية وتجاربها ,ولابّد أن تكون لها أصداءها في ردود أفعال مختلفة , بالضبط كما شهدنا في ثمانينات القرن العشرين حين زارها صدام, ولو أردنا التفريق بين الحالتين فهنالك الكثير من الفرق من دون شك , لكن يبقى مشهد المقاطعة الذي نراه اليوم هو أيضا تعبير عن موقف لكن بشكل سلمي يحفظ العلاقات السياسية وربما غير معلن جهارا بسبب الأوضاع التي يمر بها البلد, من هنا ومن منطلق ذكر الأشياء بمسمياتها, وكوني إنسان مستقل ولا أنتمي إلى أية جهة سياسية, أرى أن رفع العلم الكردي من قبل البعض من الضيوف الذين قدموا الى ألقوش للإحتفال من دون أن يرفرف فوقه العلم العراقي هي ظاهرة لا يمكن وصفها بالصحيّه, كما لا تنطبق مع ما قاله القيادي البارز السيد فؤاد معصوم.
إذن من ومتى سيبادر أحدهم إلى تصحيح هذه الممارسات كي تتطابق مع الاقوال من أجل عكس المصداقية المطلوبه و التي يمكن الإعتماد عليها في المقبل من الايام في التأسيس على منطق إحترام حقوق ومشاعر الأخرين في أرضهم التاريخيه. Opinions