أبونا القـديس ألبـير أبونا
يا أبونـــــــــــــامَن ذا الذي يوقـظـــــنا
صوت ناقـوس أخـْمَدَه الصدأ
أم صوت مزمار يزمّـر في الفـنا
يرتـدّ صَــــــــداه الصادح مِن بابنا
نحـن مسيحـيّـو شرقــــــــــــــــــــنا
أكـثرُنا ننافـق في حـضرة قـدواتـِنا
************
يا أبونـــــــــا
لا نظـلم الجـميعَ بل بعــضِــهم في قــَولِنا
أصنامُهـم دولارنا ، صكـوكهــــــم غـفـران لنا
أليسوا يـبـيعـون صَـلاتـهم في السـوق بـيت ربّـنا
آراؤهم حِـوارهم جـوهـرهم ليس فـيه غـير الـ أنا
إنْ أخـطأوا في مقال صـــــــــــار الخـطأ نهـجَـنا
إنْ بُـحـنا لهم بالخـبَــر اليـقـين مِن جُـهَـيــنة
زمْجَـروا فــــــــــــــــــــــــــي وجـوهـنا
إنْ قـلنا بالحـقـيقة خارج عِـلـْمِهم
تـنكـَّـــــــــــــــــــــــــــــروا لجَـهْـلهم
فـعَـوّضوه بالبــــــــــــاطل بالكـذب لنا
إنـحـدروا وإنحـدرنا وهـذا هـو قـدَرُنا
فإن كـنـّــــــــــا نقـبل فـيما بـينـنا
لا نعي حـقَّ قــَـــــــــــــــدْرنا
لا أســـــف لا أســـــف
هـذا هـو إستحـقـاقـنا
************
يا أبونـــــــــا
مشرقـنا ، عـراقـنا والكـلـدانيّ شعـبُـنا
مسيحـنا قـدوتـنا فــــــــــي أعـماق قـلوبنا
قادتـنا رموزنا الآنَ أم في الماضي من أيامنا
هــذا هـو واقـعـنا
نـهـِبُ لهـم طاعـتـنا
نـُخـفِـض لهـم جـفـونـنا
نـطأطئ رؤوســــــــــــــــنا
إحـتراماً ، تواضـــــــــــــــــعاً
سـذاجة إنْ شـئـتـَها في وصـفـنا
سـيّان اليومَ أم فـي الغابر من زمانـنا
************
يا أبونـــــــــا
كـيف نجازي ربّـــــــــــــنا وهـو عـلى صـليـبه
تألـّم المسمار في جـسده والخـشب ترنـّح تحـت ثـقـله
فإصطـبغ رأسُه وكـَـفـُّه وقـدمُه ! بأحـمر الألوان مِن آلامه
وصاحِـب القــُبلة في بستانه والقِـطـَعُ الثلاثون في قـبضـتــــــه
يغـدر بالخـبز بالماء بالهـيكـل الحـــــــــــــــــــيِّ بالمخـلــّص ربِّه
إسـتـَرخـَص الدم الزكيّ مِن أجـلنا ، أ بالفـضة البيضاء نسـتـبـدله
ها إنهم قـد إشـتروا عـمارة أو ذهـباً أو مبلغاً في المصرف بـدمه
ها إنهم قـد عـوّضوا آلامه وحــــــــــــــزمة الشـوك تحـزّ رأسه
بحـزمة من شـُعَـيرات لحـية أنيقة تخـدع الناس تحـت إسمه
************
يا أبونـــــــــا
أين هـو السامريّ الذي تريــدُه
مَن ذا الذي مِن نومـــــه يوقـظه
ستــَـتـعَـبُ و تــَتـعَـبُ ثـمَّ تــُـتـعَـبُ
حـتى إذا وجَـدتَ يومــاً غـيرَهُ بـديلـَه
لن يكـون مَـثيـلـَه ، وإنْ أنتَ سـألتــَه
أين هـو صليـبه !
يُجـيبُ عـن سؤالك بأنها تبعـثرتْ أجـزاؤه
لم يـبق منها ما عـدا عـكـّــــــــــــازه
يلتحـف الأخــــــــضرَ مِن أوراقه
يزدوج السَّــــيِّـدانُ في يـده
لا ، ولن يخــــــدم ربَّه
فـ تارة عـكـّازه يرفـــــــعـه
في ليلة بـدريّة ترفـرف أوراقه
بهالة منيرة يُـحـيـطـــُـــــــــــــــه
فـيــنــْـصُب بالجــــــــــرِّ مَن يرغـبُه
و تارة أخـرى يُـلـَــــــــوِّح في نهاره
والأرقـــــــــــــــــــــــــم تحـت إبطه
فـيجـزم المرفـوع حـتى ســـكـونه
والعـسل في الطـرَف من لسانه
فـنكـشـف مأربــــَـــــــــــــه
نحـن هـنا تـفـتــّحَـتْ عــيـونـنا
باللبن بالتيزاب بالبركــــــان أحَـرّه
************
يا أبونـــــــــا
لا يخـجـل من قـوله
حـين صاحَ أحـدهم في داره
هاتوا لنا – أولادكــــــــــــــــــم -
حـتى إذا أحـدهـم كان مَسٌّ في رأســه
نرسمه راعي لكم وإسمه في القـرعة نضيفه
ولما تـشـــْـــــــــــــــــــــــــــــــــتـدّ الوغى
سـترجـح كـفــّـتــُـنا والأثـقـل نــَـصرعـه
هـذا هـو واقـعـنا يا أبونــــــــــــــا
فإعـْرفــْه إنْ كـنـتَ لا تعـرفه
لابـدّك تعـرفـــــــــــــــه
************
يا أبونـــــــــا
قـصورهـــــم لا تـُشـترى
وربُّـهم ليس له مخـَـدَّة فـوق الثرى
أنوفـهم فـوق السماء رداؤهم من الفـراء
وربُّهم يملؤه التواضـــــــــعُ جـوّالٌ بـين القـرى
ثروتهم أرقامها مجـهولة ، أسرارها عـنـدَ مَن درى!
وربُّهم في البريّة في شــــــــقاء لم يفـكـّر في الثراء
تراهـم هُـم يُـجَـرّبـــــــــــــــــون أبليـس في الخـفاء
وربُّهـم جـرّبَـه الإبليسُ خائباً في البريّة في العـراء
قـد زاغـوا عـن طريـقـهم ورجــــــعـوا إلى الوراء
وماتوا في حـياتهم عـنـد بـِئرهـِم دون إرتـــــواء
والمعـلـّم الأعـظم حـقٌّ وطريق وينبوع الحـياة
نحـن نـكـُـنــُّهُ له كـل الولاء والوفـــــــاء
***********
يا أبونـــــــــا
تراه كل يوم يقـرأ في كتابه
كأنـّه مكـلـّـفٌ بالإجـرة في شغـله
يكـدِّس جـهــــــــــــــــــــده في رصيـده
فإن تجـرّأتَ يومـــــــــــــــــــــــــــاً وسألتــَه
قال لك : مَن يعـمل في المـذبح يأكـل مِن مـذبحه
( نحـن عـملنا وشَـقــَينا ولم نـثـقـل عـلى أحـد )
كـلام بولـص القـدوة والرســـــــــول لا يـذكـره
. وقـول ربّه إلهه :
( أخـذتم مجاناً وأعـطـوا مجاناً ) لن يقـوله
إذا مَـلّ مِن ســـــــــــــــــاعاته في مكـتبه
يعـوّض ذلك - بعـيــــداً - في سهـرته
وإذا ســــيّـدُه ( إلى أين ؟) يسأله
قال له :
تلك أيام الإلتـزام قـديمة فـقـد مضتْ
فـنحـن أولاد اليوم وغـده وبعـدِه
************
يا أبونـــــــــا
نام راعـيـنا فـــــــــــــــــــي واديه وإحـتـلم
وخِـرافــُهِ التسعـين والتسعة ضاعـوا في القـمم
إلاّ واحـداً في الـــــــــــــــــــــوادي كان قـد توهّـم
ولما قـيل للراعــــــــــــــــــــــي أين القـطيع يا زلم ؟
قال : يكـفـينا الواحـد ولن أبحـثَ عـن الباقـينَ بعـد اليوم
***********
يا أبونـــــــــا
أمينة نظرتك ، مثيرة آراؤك
حـزينة صرخـَـتـُك ، كـبـيرة هي الأحـداث في وصـفـك
لكـنــــــــــــــــــك
لِـمَـن تــُوجّـهُ دعـوَتـك ؟
الـ لاويّ لا ينـصت لنـــدائك
لا أحـد يريـد أن يَسْـــــــــــمَعـك
الصمم أصابهـــــــــــــم في مطـلبـك
إنـهم أموات يمشـون الهـوينا في دروبك
************
يا أبونـــــــــا
إنّ بعـضـنا وجـميعــــــــــــــــنا نعـرف الحـق ونحـرفه
إنْ كان جُـبناً ، تملـّـقاً ، رأس نعامة أو غـيره ، لا أعـرفـه
ولكـني أقـولها إن هـؤلاءَ في إنـتـظار مَن مِثـلنا بجُــــرأة يعـلنه
فـهـل تريـد مني المزيـد كي أكـتبه ! إنـني مشـغـول بواجـبات غـيره
إنـتـظرني ......................................... فإنّ لـديّ الكـثير لأقـوله
************