Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أرمن العراق يحتفلون اليوم بأعياد الميلاد

06/01/2006

من سانتياغو كارلوس بغداد-(أصوات العراق)

إحتفل ألارمن في العراق اليوم، مع بقية أتباع الكنيسة الارثوذكسية (الكنيسة الشرقية) بأعياد الميلاد والدنح (عماد المسيح ) الذى يوافق السادس من كانون الثاني يناير من كل عام، حيث إقتصرت الاحتفالات هذا العام على الطقوس الدينية بسبب الأوضاع التى يمر بها العراق. وقد اقيمت بهذه المناسبة الصلوات ورفعت الابتهالات في الكنائس الأرمنية بالعراق، وقدم المطران آفاك اساورديان، رئيس طائفة الارمن الارثودكس في العراق التهنئة الى أبناء رعيته بهذه المناسبة قائلا "أتمنى بكل جوارحي الحياة السعيدة والرفاهية والأمان والسؤود للجميع. " وتابع "نحتفل نحن المسيحيون من أبناء الرافدين بالميلاد، لكن قلوبنا حزينة لسفك الدماء الزكية لابناء العراق من كافة ألاديان والطوائف والقوميات"معربا عن "أمنياته بان ينهل ميلاد المسيح على الجميع بالامل المفعم بالقوة لاجتياز الوطن هذه المحنة العصيبة لتعود الابتسامة الى الوجوه الطيبة "داعيا الجميع "للعمل سويا يدا بيد لوضع اللبنة في مكانها الصحيح لاكمال بناء حضارة العراق".

من جهته، قال الاب ناريك اشخانيان راعي كنيسة ألارمن الارثودكس في بغداد لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "إن الإحتفالات باعياد الميلاد والدنح ستقتصر هذا العام على اداء الطقوس الدينية، وإقامة حفلات خاصة للصغار وذلك بسبب الاوضاع التي يمر بها الوطن."

وقالت احدى النساء بعد انتهاء قداس العيد "حرمتنا الاوضاع من اقامة الاحتفالات، لكنها لم تمنعنا من الفرح بالعيد حيث اننا نحتفل في بيوتنا ومع الاقارب والجيران ".

أما السيدة "أشخين" فقد بينت ان "الاحتفال يتمثل في اعداد المعجنات الخاصة بالعيد وإعداد الماكولات الخاصة بهذه المناسبة ". وقال الموطن (أبو ليون) "نتمنى ان يكون الاحتفال بالعيد القادم افضل، وان تكون الاحوال تحسنت بحيث تقام الحفلات الكبيرة كما في الايام الخوالي".

ويوصف ألارمن في العراق بانهم منعزلون لايحبون الاختلاط ،والسبب في ذلك رغبتهم في المحافظة على كيانهم ونوعهم ، وهو مايفسره الاخرون بالانغلاق والانعزال على حد قول "الاب ناريك اشخانيان" الذى قال ان "كثرة الاضطهادات والهجرة اكسبتهم الخبرة والمناعة والقدرة على احتواء الاختلاط والتعايش مع المجتمعات المضيفة للجاليات ألارمنية ". ويؤكد الاب ناريك ان "الارمن كانوا موجودين في بابل القديمة في عهد (نبوخذ نصر) اي قبل 4 آلاف سنة ، الا انهم هاجروا الى ارمنستان، وهى مايسمى(ارمينيا) الان، وتلك كانت (الهجرة الاول)." ويصر ناريك على ان القول بأن(الأرمن ليسوا عراقيين) هو قول"خاطىء وعاري من الصحة وكتب التاريخ تشهد على ذلك".

لكن عالم الآثار العراقي الدكتور بهنام ابو الصوف (باحث ومؤرخ تاريخي) بين أن "الارمن أصلهم من بلاد اوررارتو (أرمينيا حاليا شرق تركيا على أطراف بحيرة وان) والتي كانت بمحاذاة الحدود الشرقية لبلاد الرافدين، وقد عاصروا الاشوريين منذ القرن السابع قبل الميلاد." أضاف ابو الصوف "الأرمن لم يكونوا قط في بابل، وان وجدوا هناك فلربما لكونهم اسرى حيث كان الارمن في حالة حروب مستمرة مع الاشوريين، وأصولهم هندوأوربية كالاكراد. "

وينقسم الارمن في العراق الى قسمين، وحسب تاريخ هجرتهم الحديثة (حيث كانوا ينتشرون في تركيا وايران والاتحاد السوفيتي) واستقرو في العراق: 1- أرمن بغداد الذين جاء بهم شاه عباس (البهلوي-الدولة الصفوية ) عن طريق البصرة واستقروا في بغداد في القرن السابع عشر للمساعدة على تطوير المدن الايرانية حيث كانوا تجارا وفنانين وحرفيين ماهرين،وهم يسمون بالارمن التجار.

2- الأرمن الذين فروا من تركيا على اثر المذابح التي تعرضوا لها في بداية القرن الماضي من قبل الزعيم التركى كمال اتاتورك واستقروا في بغداد والموصل والبصرة.

وأشاد الاب ناريك" بدور عرب العراق في استقبالهم وحمايتهم وتوفير سبل المعيشة لهم."

وتعرض الأرمن في تاريخهم للعديد من المذابح إمتدت مابين القرن التاسع عشر والعشرين وجميعها تمت في تركيا، الا أن اشهرها مذبحة عام 1915 في تركيا والتي تم فيها قتل وذبح وتشريد وتهجير ما يقارب المليون والنصف أرمني".

وتواجه تركيا الان مشكلة الاعتراف بعمليات الإبادة التي قامت بها ضد الارمن، وهو ماترفضه تركيا تماما لكونها تخشى أن يؤدي اعترافها بذلك ان يطالبها المجتمع الدولي بدفع تعويضات او إعادة الاراضي الخاصة بالارمن، والتي هي الان ضمن الحدود التركية، ويعد هذا احدى شروط انضمامها للاتحاد الاوربي.

وللارمن لغة خاصة بهم لكنها كانت لغة محكية فقط دون حروف، وتعود في اصولها الى الآرامية على حد قول الاب ناريك، اما الحروف فقد وجدت عام 403 ميلادية من قبل الاب (مسروب ماشتوت)الذي قام ببحث في بلاد الرافدين ووادي النيل لايجاد الحروف ألابجدية عدا حروف العلة . اما حروف العلة فيعتقد الارمن "ان الله هو من قام بخطها بيده لهم." وهو إعتقاد مشابه لكتابة الله الوصايا العشر على الالواح للنبي موسى. لكنهم الان يستخدمون (اللغة الارمنية الحديثة) التى هى في اصولها لغة هندوأوربية . كذلك نجد أن اسماءهم مميزة، فما ان نسمع إسم ( اشخين ، ساركسيان ، رازميك... ألخ ) حتى نعرف ان صاحب الاسم أرمني. وتميز الأرمن منذ ايام النظام السابق فى العراق بانه كان يسمح لهم بتدريس مادتين باللغة الارمنية، أضافة الى الدين المسيحي باللغة الارمنية في المدارس الحكومية، كمدرسة الظفار الابتدائية (عام 1845 ) وابن الهيثم الثانوية، وروضة خمائل في بغداد، لكن هذه المدارس كانت بالاصل مدارس خاصة للارمن وتم تأميمها عام 1974 على اثر قرارات التاميم التي اصدرها حزب البعث المنحل في العراق بعد تسلمه السلطة عام 1968. والآن هناك مدرسة جديدة خاصة بالارمن تبنى في بغداد . وكان للارمن 13 كنيسة في العراق، إثنان منها دمرتا لقدمهما ، وأشهر تلك الكنائس هي (كنيسة مريم العذراء) في الميدان (بغداد) والتي تعد كمزار يؤمها العراقييون من كل الاديان ويعود تاريخ بنائها الى عام 1639 ميلادية ،ويزورها فى الاغلب نساء متزوجات من الديانتين المسيحية والاسلامية للطلب من مريم العذراء ان تتشفع لهم وترزقهم بالابناء. وكانت هناك كنيسة جديدة للارمن (لم تفتتح بعد) راحت ضحية لسلسلة الهجمات المسلحة والتفجيرات التي طالت الكنائس في عام 2004 . وقد تم سرقة محتوياتها بالكامل وخلع المرمر والكاشي منها على حد قول راعي كنيسة الارمن الارثوذكس في بغداد. بعد سقوط نظام صدام في 2003 ،ظهرت على الساحة العراقية العديد من الاحزاب التي تنوعت بين أحزاب دينية وقومية إضافة الى الوطنية، وشمل الامر المكونات الاثنية (الاقليات)، ففى الوقت الذى ظهرت فيه احزاب تمثل الاشوريين واليزيد والصابئة،نلاحظ ان الارمن لم يقدموا على شكيل اي حزب سياسي ولم يكون لهم ممثل في المرحلة الانتقالية سواء فترة مجلس الحكم (في عهد السفير بول بريمر) والمجلس الوطني والجمعية الوطنية على الرغم من ان لهم اربعة احزاب سياسية تعمل في ارمينيا . ولم يوضح السبب الاب ناريك،واكتفى بالقول "البقاء بعيدا عن السياسة افضل لنا " لكنه أضاف "نحن لنا أندية ثقافية واجتماعية ورياضية خاصة بنا وهىكافية. وهو مايميز الارمن ايضا حيث ان النوادي الخاصة بهم بقيت موجودة باسمائها الخاصة ايام لنظام السابق . لكن المطران افاك بين "أن تاسيس حزب يحتاج الى وقت وتاريخ طويل لكي يكون موثرا" .

مؤكدا انهم يفكرون في الامر ، مفضلا أن يشارك الأرمن في الوقت الحاضر في معترك الحياة اليومية عن طريق العمل في الدوائر الرسمية"بقوله "افضل ان يمدوا يدهم للكل من اجل بناء العراق الجديد كما فعلوا سابقا ." اما عن سبب عدم مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية الماضية من خلال مرشح خاص بهم فقد بين آفاك استحالة ذلك بسبب الحاجة الى "مواطنين يصوتون للمرشح " وهو ما أعتبره أمر صعب نظرا لقلة عددهم. و أشار آفاك الى تحفظه على مسودة الدستور الدائم فى العراق لكونها لم تتطرق لذكر ألارمن في المادة 2 من الباب الاول،وقال"نحن راضون على ان هناك دستورا لكن يجب ان يعدل،وبعد ان تتشكل الحكومة الدائمة سنعمل على إضافة فقرات ومنها القومية الارمينة ".

وعن أوضاع الارمن اليوم يقول واغنياك واهانيان "هي نفس أوضاع المجتمع العراقي لاننا لاننفصل عنه ". ويضيف " الأسباب الامنية و الإقتصادية دفعت بالعديد من الشباب للهجرة الى الخارج لكن الكنيسة والاندية تعارض ذلك " .

وبسبب اوضاع البصرة اضطر مايقارب ال200 عائلة من ألارمن الى الهجرة منها واستقرو ا فى بغداد او خارج العراق ، لكن عدد الارمن الذين هاجروا إلى خارج العراق بعد السقوط يعتبر قليلا مقارنة باعداد المسيحيين من الطوائف الاخرى .

ويتميز الارمن بالاندية الرياضية والاجتماعية التي تلعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية وتتشارك مع العائلة والكنيسة في بناء الاجيال الشابة . واشهر الاندية الارمنية هي جمعية الشبيبة الارمنية ، النادي الرياضي الأرمني (هومت من عام 1918 )، الجمعية الخيرية الأرمنية , نادي الشهيد أوهان، اتحاد النساء الأرمن، وتتنوع الأنشطة مابين رياضية واجتماعية وثقافية وخيرية .

ويوضح واغنياك واهانيان (وهو قائد كشفي منذ 1963 في هومت من) ان معظم لاعبات المنتخب الوطني العراقي في السلة والطائرة هم عضوات في هومت من .

ويبلغ عدد الارمن الان مايقارب الستة ملايين نسمة متوزعين في دول اوربا وامريكا ودول

الإتحاد السوفيتي السابق،وايران والعراق وسوريا ولبنان. وينقسم الارمن الى قسمين من حيث انتمائهم الكنسي، القسم الاكبر يتبع الكنيسة الارثذوكسية ومقرهم البطريركي (المرجعية الدينية العليا ) في يرفان (عاصمة ارمينيا ) والاخر يتبع الكنيسة الكاثوليكية (البابوية ) ويقع مقرهم البطريركي في لبنان.

وعدد الارمن في العراق حاليا يتراوح مابين 20 -22 الفا يتمركزون في بغداد ، البصرة،الموصل، كركوك وزاخو (قضاء تابع لدهوك ). ويمتهنون الطب والهندسة وصياغة الذهب وتصليح السيارات ، اذ يندر ان تجد فني سيارات معروف لايكون ارمينيا

وللارمن نفس تقاليد الزواج الشائعة لدى مسيحيي العالم الا انهم ولكونهم اتباع الكنيسة الشرقية فانه لايسمح لهم بالزواج مع الاقارب (اي ابناء العمومة والاخوال ) ولا يسمح لهم بالطلاق.وعند الزواج تتخلى المرأة عن لقب عائلتها لتحمل لقب عائلة الزوج (كما هي عادة الغربيين ). ولايفضلون كثيرا الزواج من بقية الطوائف المسيحية من اجل الحفاظ على النوع ضمن المعقول كي لاتذوب مع المجتمعات الاخرى. Opinions