أغتيال الشهيد المطران ولجنة التحقيق الدولية
مضت على جريمة أغتيال الشهيد المطران بولس فرج رحو فترة تقارب الثلاثة أسابيع , هبّ مسيحيي العراق في الداخل والخارج في فورة غضب وحزن (كفورة الحليب قبل الغليان)ليهدأ الجميع ويركن الموضوع فوق أحدى الرفوف العالية ليبقى كذكرى مأساوية فقط للبعض .ليعود الجميع الى حياتهم الأعتيادية اليومية من كان في الداخل ليجترّ همومه ومآسيه الدائمة التي يعيشها تحت ظروف الخوف والتهديد وأنعدام متطلبات حياته المعيشية والصحية والأمنية في هذه الظروف التي تمر بالعراق المنحور كل يوم وساعة .وليعود كذلك مسيحي الخارج الى حياته الأعتيادية بعد أن أقنع نفسه أنه قام بما هو واجب عليه تجاه هذه المأساة فشارك في صلاة كنسيّة والبعض القليل في مظاهرة يتيمة في أحدى دول الغرب وهم غير ناسين أن يجيّروا هذه المظاهرة لحساب حزبهم أو تنظيمهم أو جمعيتهم المجهرية أو العائلية .
ولم ينس بعض الكتبة والذين يدلون بدلوهم في المواضيع التي تطرح , أن يسوقوا موضوع أستشهاد الشهيد ورفاقه الشهداء والشهداء الذين سبقوهم ليدير دفّته نحو خدمة طروحاته سواء التي يؤمن بها أو التي هو مكلّف بالترويج لها من قبل الجهة التي يمثلها أو يعمل لحسابها مما يوحي للقارىء المستقل المحايد للأعتقاد بأن هناك من يتاجر فعلا بدم الشهداء , أو حرف أصابع الأتهام عن المجرم الحقيقي , فالحكومة تتهم عناصر القاعدة والبعثيين بارتكاب هذه الجريمة . والمقاومة تتهم الأحتلال والحكومة . وعناصر أخرى تتهم الأحزاب الكردية الداعمة لما يسمى منطقة الحكم الذاتي أو المنطقة الآمنة بالمسؤولية عن هذه الجريمة . وجميع هؤلاء الذين يوجهون هذه الأتهامات هم اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية . كما راح من يدعو الى ما يسمى الحكم الذاتي أو المنطقة الآمنة من الكتاب والجهات وبعض الأحزاب والجمعيات المسيحية في الداخل والخارج يحاولون تسويق الأستشهاد ليبرهنوا على صواب طروحاتهم متناسين أن هذا الدمار الذي حلّ بالبلد هو حصل نتيجة الأحتلال وتسليم مقدّرات البلد لأيدي عناصر جل تفكيرها تفتيت العراق والقضاء عليه كدولة مستقلّة قوية ,والذي يدعو الى أختصار الوجود المسيحي في منطقة مجهرية من العراق الكبير بحجة حماية المسيحيين من القتل والتشريد والأختطاف , هو كالذي أشعل النار في بيته للقضاء على البراغيث . فحماية المسيحيين لا يتأتى الا من حماية العراق ككل في ظل وجود حكومة علمانية قوية بجيش وقوى أمن قويّة لا أثر فيه لأي مليشيا سواء كانت بعمامة سوداء أو بيضاء , عندئذ سوف يعيش الجميع وبضمنهم المسيحيين في عراق آمن موحّد ديمقراطي حرّ وبسلام وأمان . أما التقسيم وأقامة كيانات كرتونية فأنها سوف تزيد من مآسي جميع العراقيين بمختلف قومياتهم وطوائفهم وأديانهم .
وبخصوص الموضوع الذي نشره السيد ماجد عزيزة اليوم 1\4\2008 تحت عنوان (لجنة دولية للتحقيق في مقتل المطران الشهيد )وبالرغم من أن في نهاية مقاله سوّق كذلك الى ما يدعو اليه للمنطقة الآمنة . , فأني سبق وأن قدّمت مقترحا حول الموضوع بشمولية أكثر في تعليق لي على موضوع ((المطران الشهيد مات خنقا بأيدي المجرمين ))المنشور في موقع عنكاوة الموقّر يوم 23\3\2008 تسلسل 48 في 24\3\2008 جاء فيه
العراقيون بصورة عامة والمسيحيين بصورة خاصّة ليس لديهم ثقة بأي تحقيق أو محاكمة أو حكم يصدر من دولة يسيطر عليها المحتل وتسيّر أمورها حكومة طائفية الكلمة العليا فيها للمليشيات
يطالب كل من يريد أن تكون العدالة هي السائدة في أي تحقيق في ظروف العراق الشاذّة أن تكون الجهة القائمة بالتحقيق جهة محايدة ودولية , أسوة بقضية أغتيال السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق
يطالب المسيحيين العراقيين بصورة خاصة أشراك ممثل من دولة الفاتيكان للأطلاع على سير أعمال هذه الجهة الدولية لأن الشهيد كان يشغل مركزا مهما في الكنيسة الكاثوليكية
يطالب العراقيين كذلك بأشراك ممثل من دولة سويسرا كونها دولة محايدة لا تخضع لأي تهديد أو ابتزاز
أن مطالبة المسيحيين العراقيين بكشف ومحاكمة ومعاقبة مخططي ومنفّذي هذه الجريمة ليس سعيهم للأنتقام , بل تحقيق العدالة التي تدعو اليها تعاليم المسيح له المجد , وشعار المحبة التي تنادي به التعاليم المسيحية ليس معناه أن يترك المجرم دون عقاب
بطرس شمعون آدم
تورونتو - كندا