Skip to main content
أنباريون يعتنقون الفكر اللا ديني ويعتبرونه مفتاحاً للقضاء على الطائفية Facebook Twitter YouTube Telegram

أنباريون يعتنقون الفكر اللا ديني ويعتبرونه مفتاحاً للقضاء على الطائفية

شبكة اخبار نركال/ صوت العراق/ السومرية نيوز/ الأنبار 

يدخل الشاب (ص. أ) خلسة إلى إحدى المكتبات العامة بمدينة هيت غرب الرمادي ويهمس في أذن صاحبها ثم يمضيان إلى زاوية من المكتبة لا يكاد يراها أحد، فيعطيه كتاباً سرعان ما يضعه بكيس أسود ويلفه تحت أبطه ويمضي مسرعا قبل أن يراه أحد، دون أن ينسى تكرار طلبه من صاحب المكتبة بالتكتم وعدم إبلاغ والده أو شقيقه الأكبر. 

انتشرت في محافظة الأنبار في الآونة الأخيرة مجموعة من الشبان المثقفين المتأثرين إلى حد بعيد بالفكر العلماني واللا ديني، وعلى الرغم من أن تلك المجموعة من الشباب غير منظمة أو منتمية إلى حزب أو حركة إلا أنهم يلتقون بشكل غير منتظم بين الحين والآخر ويتداولون أفكارا وآراء سياسية مختلفة يغلب عليها طابع الانتقاد للحركات الإسلامية الدينية في العراق وسياسة الحكومة وخطورة تحول العراق إلى بلد إسلامي على غرار إيران أو السعودية.

وأفرزت الساحة السياسية في العراق ما بعد 2003 أحزابا إسلامية كثيرة، حيث تحالف بعضها مع العلمانية واقترب منها، نظرا لمقتضيات الضرورة بعدما نفرت شريحة غير قليلة من المجتمع عن الأحزاب الإسلامية وكذلك فإن بعض الشخصيات الدينية المشتركة في العملية السياسية لم تحقق ما كان مطلوباً منها.

الشاب (ص.أ) الذي يبلغ من العمر 23 عاما، حصل هذه السنة على بكالوريوس في الهندسة من جامعة الأنبار، يقول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "لم اشتر المخدرات أو أسلحة انه كتاب لـ(بوخارين بروبراجنسكي) بعنوان ألف باء الشيوعية، مبيناً أن "صاحب المكتبة يجلبه لي من شارع المتنبي ببغداد بناء على طلبي، حيث أقوم بقراءته ومن ثم أعطيه لأصدقائي الذين يشاركونني نفس الأهداف". 

من أصولي متشدد إلى علماني 

بعد محاولات متكررة واتصالات متعثرة بين (ص.أ) وزملائه وافق الشاب (م.خ)، 30 عاماً، على التحدث مع "السومرية نيوز" دون الإشارة إلى اسمه الصريح خوفا من بطش المتشددين والتكفيريين. 

حيث يقول (م .خ)، والذي يعتبر أكبر أعضاء المجموعة سنا، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إني "قبل عامين وعن طريق الصدفة زرت أحد الأصدقاء في بغداد ووجدته قد انسلخ عن فكره الديني وبات يسب ويشتم الأحزاب الإسلامية ويتهمها بدمار العراق، فجادلته واختلفت معه كثيرا ووصفته في حينها بالكافر والملحد"، مبيناً أن "صديقي استوعب غضبي وأقنعني بقراءة كتاب أهداه لي فيما بعد يتحدث عن فصل الدين عن السياسة وعن الفكر الماركسي ومدى إمكانية نجاحه داخل المجتمع العراقي".

ويضيف (م.خ) أني "خلال نقاشنا أخبرته أن العلمانيين وخاصة الشيوعيين بالعراق فشلوا إلى حد كبير ولم يحققوا شيئاً للناس، لكنه قال كلمة ظلت تدوي في رأسي وهي أن المستقبل لنا"، لافتاً إلى أنه "بعد قراءتي للكتاب اقتنعت بشكل تام أن الحل لمشكلة الطائفية هو الابتعاد عن التعصب الديني الذي يقود إلى الفرقة والتشظي".

ويشير (م.خ) إلى أنه "منذ ذلك اليوم وأنا أقرأ وأتابع الكتب الشيوعية أو التي تدعو على الأقل إلى العلمانية فتأثرت بكثير من أطروحاتها، وقررت أن أوزع الكتب على المقربين مني وهكذا انتشرت بين الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء"، مؤكداً أن"هناك شبانا لا اعرفهم في الصقلاوية شمال الفلوجة والرمادي وحديثة أصبحوا علمانيين ومن دعاة الابتعاد عن الطائفية والتعصب الديني لكنهم بدون تنظيم حزبي".

ويصف (م.خ) معاناته مع رجال الدين وشيوخ العشائر بقوله أنني والشباب الذين يؤمنون بالاعتدال معرضون لخطر الموت بسبب تهمة التكفير، حيث أن هؤلاء الشيوخ لا يقبلون بالآخر ويعادون كل من يختلف معهم بالرأي أو بما يؤمنون به"، مؤكداً أن "العلمانية يمكن ان تكون مفتاحاً لنجاة البلاد فهي تدعو لان يكون رجل الدين في مسجده والسياسي في مكتبه على عكس ما موجود حالياً".

ويشير (م.خ) إلى أن "سكان محافظة الأنبار يطلقون كلمة الشيوعي على كل شخص ينكر اختلاط الدين بالسياسة ويدعو لحكم بعيد عن الدين والطائفة والسيطرة على الناس بالشعارات والوعود الدينية، ويعتبرونه كافرا أو ملحدا"، معرباً عن أسفه "لعدم فوز المرشحين العلمانيين الذين دعمهم في انتخابات مجلس المحافظة بسبب ما رافق الانتخابات من عمليات تزوير لصالح الأحزاب الدينية".

العلمانية حل ناجع لمشاكل العراق 

وعلى العكس من (م.خ) فأن زميله سعد جابر، 25 عاما، كان أكثر ثقة بما يؤمن من أفكار ويدافع عنها بصراحة ومن دون خوف، حيث يقول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "أملك كتباً لكارل ماركس وستالين ولينين وغيرهم من الكتاب الروس والصينيين، فضلا عن كتب ارسطو وجان جاك روسو وكتب لمصطفى العقاد وأحمد سوسة ومانديلا والكاتب الأمريكي مالكو"، مؤكداً أنه "يتحدث عن امتلاكه لهذه الكتب والأفكار التي تحملها بين الناس بصراحة مطلقه دون خوف وذلك بسبب سطوة عشيرته ونفوذ والده الذي تركه يختار طريقه من دون تدخل منه". 

ويتابع جابر أن "سبب تخلف الحال العراقي هو التدين المتطرف وعدم قبول الأخر حيث أن الإسلاميين المتشددين لا يفرقون بين عبادة الرب وبين تطبيق فتاوى المراجع التي تتحمل الكثير من وجهات النظر السياسية البعيدة عن الدين مما سبب الفرقة والطائفية"، معتبراً أن "الفصل بين الدين والسياسة هو العلاج لحل مشاكل العراق". 

ويوضح جابر أنني "لا أعتقد أننا سنشكل حزبا أو حركة شيوعية رغم أن عددنا أصبح بالمئات لأننا مؤمنون تشكيل أي حزب أو حركة يؤدي إلى مخاطر أمنية التي قد تعترضنا من تنظيم القاعدة أو التشهير من رجال الدين والقبائل وغيرهم"، لافتاً إلى أن "الطبقة الفقيرة المعدمة في المحافظة هم الأكثر انفتاحا على أفكارنا من غيرهم".

سطوة رجال الدين تتراجع والحكومة سبب التطرف 

ويرى الخبير الاجتماعي في محافظة الأنبار الدكتور نهاد عبد الله في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إن "اندفاع الشباب إلى تبني الفكر العلماني أو الشيوعي أو اللاديني هو رد فعل طبيعي على الجرائم التي ترتكب باسم الدين من قتل وذبح وسرقة وفساد مالي وأداري"، معتبراً أن "هذه الظاهرة آخذت بالازدياد في المحافظة".

ويضيف عبد الله أن "هناك حالة عامة في العراق بدأت تظهر منذ أواخر العام 2011 وهي انحسار سطوة وقدسية رجال الدين خاصة لدى الشباب الجامعي، واعتقد أن هذا يبشر بخير لكل طوائف وقوميات العراق"، مشيراً إلى أن "الحركة الفكرية الشبابية وانتهاج العلمانية والابتعاد عن التعصب الديني قد لا تنجح في الوقت الراهن في تحقيق شيء على مستوى محاربة الطائفية لكنها بالتأكيد ستحقق ذلك في المستقبل القريب مع ارتفاع عدد المؤمنين بها من الشبان".

من جهته يقول الخبير في الشأن السياسي المحلي بالانبار الدكتور مزاحم علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "حالة التطرف والتعصب لدى المجتمع الانباري زادت بشكل كبير جدا عقب الاحتلال الأمريكي للعراق وكرد فعل غريزي اتجه الناس إلى الدين ومن ثم إلى التعصب والتطرف التي هي بطبيعة الحال طائفية مقيتة"، معتبراً أن "الحكومة الحالية لعبت دوراً بالتمييز بين العراقيين حسب مذهبهم وطائفتهم او المنطقة التي يسكنون فيها مما دفع بالكثير من المواطنين الى التعصب والتطرف واللجوء إلى حالة التدين السلبي".

العلمانية كالمخدرات والخمر 

بدوره يقول رجل دين محمد الدليمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، عن الشبان الذين يعتنقون أفكاراً علمانية إن "تلك مجموعة مارقة تأثرت بالغرب الكافر لا حياة ولا إصلاح إلا بالدين والإسلام والدعوة إلى العلمانية تعني الدعوة إلى الشيوعية والكفر والإلحاد"، داعياً أولياء الأمور إلى "مراقبة أبنائهم جيدا والشرطة الى أن تمنع تداول تلك الكتب كما تمنع تداول المشروبات الكحولية والمخدرات". 


 

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
وزيرة الهجرة: عوائل من صلاح الدين ترغب بالبقاء في كربلاء ومحافظة النجف ترفض اي نازح لديها وزيرة الهجرة: عوائل من صلاح الدين ترغب بالبقاء في كربلاء ومحافظة النجف ترفض اي نازح لديها كشفت وزيرة الهجرة والمهجرين ان "كثيراً من الأسر النازحة من محافظة صلاح الدين من المكون السني ترغب بالاندماج والبقاء في محافظة كربلاء المقدسة  مبينة ان محافظة النجف الاشرف ترفض اندماج اي اسرة نازحة من اي منطقة من مناطق العراق 29 ألف درجة لتعيين الملاكات الساندة في الصحة 29 ألف درجة لتعيين الملاكات الساندة في الصحة شبكة اخبار نركال/ شبكة الاعلام العراقي/ طالبت وزارة الصحة بتخصيص 29 الف درجة وظيفية لتعيين الملاكات الساندة في المؤسسات الصحية التي تفتتح حديثا. "المجتمع يراهم عبيداً".. 2.3 مليون عراقي من ذوي البشرة السمراء يعانون التمييز عراقيون طبيعيون لكنهم غرباء مستبعدون من المجتمع العراقي، بينهم فخرية عبد الله البالغة 56 عاماً في الزبير.  •	السيدة باسكال وردا تلتقي السيد اندريو.ل. بيك معاون نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الادنى • السيدة باسكال وردا تلتقي السيد اندريو.ل. بيك معاون نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الادنى • اللقاء جاء ضمن وفد لمنظمات المجتمع المدني من اجل مناقشة قضايا تتعلق بحقوق المواطنين العائدين الى سهل نينوى وسنجار • السيدة وردا تتحدث في اللقاء وتدعو الى دعم المنظومة الأمنية المتمثلة في وزارة الداخلية وشمول ابناء هذه المناطق فيها لحمايتها وتعزيز الاستقرار
Side Adv2 Side Adv1