Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إذهب وأعبد مسيحا آخر ، فالمسيح المعبود كلدانياً صرفاً

قد يظن البعض أنه يعمل فضلاً على كاهن الكنيسة حينما يلتزم بتعاليمها ، ولا يدري هذا البعض أنه بإلتزامه بتعاليم الكنيسة فإنه يهئ له مكاناً أفضل في الحياة الخالدة .
هل لي فضل على السيد المسيح له المجد حينما أؤمن به ربّاً ومُخَلِّصاً ؟

إن كان سيدنا يسوع المسيح ناصرياً أو جليلياً أو قيروانياً ، فهل يختلف إيماني به ، وهل تتناسب درجة الإيمان مع الأنتماء لهذا البلد أو غيره ؟

حينما كتبتُ عن النسب الإنساني لسيدنا يسوع المسيح ( كلمة الله المتجسدة ) أي أن كلمة الله حلَّتْ في أحشاء مريم العذراء وصار إنساناً ( وهذا مثبت في المسيحية والإسلام ) أصبح من الضروري جداً تنسيب هذا الجسد ، سواء لبلدة ما أو هوية ما أو قومية ما ، وإلا لماذا كان الأكتتاب سابقاً ، أي التعداد العام للسكان ، بغض النظر عمّا تحتويه فقرات الأستمارة ،لا سيما وإن الكتاب المقدس يذكر لنا مجموعة من الأنساب ، وكذلك الأنجيل الطاهر حيث يسمي سمعان الذي ساعد يسوع في حمل صليبه وهو في طريق الجلجثة ب سمعان القيرواني ، وشاول ب شاول الطرسوسي و أليعازر ب أليعازر الدمشقي ويسوع ب يسوع الناصري ، لذلك ليس من المعيب أن نذكر نسب يسوع وهويته القومية ، مع العلم أن الكتاب المقدس قد ذكرهما .

أرجو أن لا يخطئ القارئ ويمزج بين الأنتساب للوطن وبين الهوية القومية ، فنحن كلدان العراق وغيرنا كلدان لبنان وآخرون كلدان ملبار وهكذا .

نَسَب يسوع

أتـخذ يسوع نَسَبا من جهتين وهما : ــ

النَسَب الأول من جهة أمّه مريم العذراء لكون ليس لديه أب أرضي إنساني ، وما زالت هذه العادة جارية في الكثير من بلدان العالم ، حيث يحمل الطفل الوليد لقب أمه ، وحتى في العراق .

النَسَب الثاني أتخذه يسوع ( حسب العادة المتبعة في تلك الأزمنة ) من مربّيه مار يوسف البتول ، خطيب مريم العذراء . حيث يبدأ متي البشير بذكر سلسلة نَسَب السيد المسيح له المجد وبإعتباره أبناً لإبراهيم ولداود ، يكون قد جاء من أصل ملكي كما تنبأ عنه العهد القديم ، ويقول البشير متي نصّاً "

" هذا سِجِلُّ نَسَبِ يَسوعَ المسيحِ آبْنِ داودَ بْنِ أبراهيمَ " متى 1 : 1

وهذا يدل دلالة واضحة على أرتباط النسب المقدس بنسب أبراهيم الكلداني أبو الأنبياء ، الآن توصلنا إلى تثبيت نسب يسوع وأرتباطه بأبونا إبراهيم لكونه من سلالته .

وبما أن أبونا إبراهيم هو من أور الكلدانية ،ولم يكن وجوده هناك كزائرً لمقام نبي أو لكي يؤدي شعائر الحج

وغيرها ، إذن كانت إقامته دائمية في أور الكلدانيين بما معناه ، وُلِدَ هناك وترعرع ونشأ وتزوج من هناك أي من إمرأةٍ كلدانية من نفس مدينة أور وهي ساراي التي أصبحت فيما بعد سارة وهي أخته غير شقيقته ، وهذا يعني بأن آباء و أجداد أبونا إبراهيم وعشيرته سكنت أور الكلدانيين منذ اقدم الأزمنة ، وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس حيث يقول : ــ

" وقالَ الرَّبُّ لأبرامَ : أُتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشيرَتَك وبَيْتَ أَبيكَ " تك 12 : 1

إذن نلاحظ أن أنتقال أبرام من أور الكلدانيين إلى حاران ومنها إلى كنعان كان بأمرٍ إلهي ، وأن أور الكلدانيين هي موطن آباء وأجداد وعشيرة ابراهيم أبو الأنبياء ، هكذا يقول الكتاب المقدس . ويصبح من المنطقي والمعقول أن يحمل أبونا إبراهيم لقب " الكلداني " ، وبهذا يتشرف الكلدان بأنتسابهم إلى هذه الهوية المقدسة . وبما أن مريرم العذراء ومار يوسف ينتسبان إلى نفس الشجرة المقدسة ، ويعودان بالأصل إلى نسب أبونا إبراهيم الكلداني ، فتكون النتيجة أنه مار يوسف كلداني النسب كمريم العذراء ، حيث يدرج البشير متى أنساب

الأمة من أبراهيم وأسحق ويعقوب منتهيا ب يكنيا وإخوته في أثناء السبي إلى بابل ، وبعد السبي يستمر من يكينيا إلى متان حيث أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف خطيب مريم العذراء التي ولد منها يسوع .

ويلاحظ أن مريم ويوسف كانا من نسل داود الذي هو من نسل أبراهيم الكلداني .

يقول البشير لوقا عن نَسَب يسوع

" وكانَ مَعروفاً أنَّهُ آبْنُ يُوسُفَ بْنِ هَالي ...... يهوذا بن يعقوب بن أسحق بن ابراهيم " لوقا 3 : 23 – 34

وبما أن مريم العذراء تعود في جذورها الأولية إلى أبراهيم الكلداني ، فيكون حينذاك من المنطقي أن تجري في شرايينها دماءً كلدانية ، والمولود منها سوف تجري في شرايينه نفس الدِماء ، لذلك يكون يسوع كلداني النسب والهوية والدِّماء .

من خلال هذا الشرح نعود لنقول أو لنصل إلى نتيجة واحدة لا غير ، وهي أن يسوع المسيح له المجد لم يكن غير كلدانياً نقياً خالصاً ، لقد كان يسوع كلدانيا من مدينة الناصرة ، وجرت في عروقه دماءً كلدانية ، وهذه الدّماء الكلدانية سُفِكَتْ على الصليب من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ، فهل يمكننا في زمن العقوق والنكران أن ننكر الهوية القومية ليسوع ؟وهل يمكننا أن ننسبه لغير أصله الكلداني ؟

إن كان بعض المؤمنين يستنكفون أو أنهم يخجلون من ذكر ذلك النسب المقدس ، فليتركوا إيمانهم بيسوع وليبحثوا لهم عن مسيحاً آخر يكون من بلاد ماداي أو بلاد فارس أو بلاد آشور أو بلاد الصين .

في أغلب الأحيان يتكلم الإنسان بمشاعره وليس بعقلهِ، ولو حَكَّمَ عقله قبل الكلام ما سقط الإنسان مطلقاً ، يحضرني مثل عراقي نصهُ " سَورَةُ الغَضَب تُطفئ سَراج العَقْلِ "

وبما أن الإنسان يحمل مجموعة من المشاعر تسيّره في أغلب الأحيان ومنها مشاعر الحزن والفرح والألم والخوف وغيرها الكثير ، لذلك من المفيد أن نقول بأن هذه المشاعر تتحكم ببعض الأشخاص لتؤثر تأثيراً سلبياً أم إيجابياً على بعض تصرفاتهم أو افعالهم أو أقوالهم .

أحدهم ما أن عرف يسوع المسيح بأنه كلدانياً حتى رفع شعار الإلحاد بدل الإيمان ، وأعلن أمام الله والناس بأنه تَنَكَّرَ ليسوع المسيح وجحد إيمانه لا لشئ ، بل لكون يسوع المسيح كلداني النسب !!!!! ومن سلالة ابونا إبراهيم الكلداني الذي خرج من أور الكلدانيين بناءً على أمرٍ إلهي .

لقد باع سيده ، وكما يقول العراقيون ببلاش ، يعني لا بثلاثين من الفضة ولا غيرها ، ولم يستدرجه في ذلك لا كهنة اليود ولا أحبارهم ، ولكننا كما أسلفنا تحكمت بتصرفاته مشاعره قبل أن يفسح المجال لعقله أن يتحكم بها ، وبذلك غلبت المشاعر العقل فأنطفأ ذلك السراج المنير ، ذلك الجمال البهي الذي زيّن الله به الإنسان ، ألا وهو العقل والحكمة ، وقد أنطفأ نورهُ وخبا ، لذلك نرى صاحبه يتخبط في الأقوال ،

نعم أقولها لك بملئ الفم "" أذْهَبْ وأعبُدْ مسيحاً آخرَ فالمسيح يسوع أبن مريم الذي تعبده هو كلداني الهوية والنَسَبْ "

إذهب وأعبد مسيحاً آخر ، فالكلمة المتجسدة أتخذ صورة عبد من بني البشر ولبس جسداً ينتسب إلى السلالة الكلدانية الصرفة ، وهذا غير قابل للنقاش مطلقاً .

لم يكن أبونا إبراهيم الكلداني من بلاد فارس أو بلاد آشور أو بلاد ماداي ، بل كان من أور الكلدانيين التي في جنوب العراق ، ويسمونها بالعامية " المگيّر " في محافظة الناصرية في العراق ، وهذا هو نسب أبونا إبراهيم وليس له نسب غيره ، ومن قال غير هذا كَذِبَ وكَفَر ،

كَذَبَ : لكون كل المصادر التاريخية لا تشير إلى نسب أبونا إبراهيم بغير أور الكلدانيين ، وهناك ولد ونشأ وترعرع وتزوج من سارة الكلدانية .

وكَفَرَ : لأن هذا ورد نصاً في الكتاب المقدس وكلَمه الله بصفته من أور الكلدانيين ، فهل نُكَذِّب كلام الله !!!!

" ابرام الذي هو أبراهيم أبن تارح " تك 11 : 27

يقول الكتاب المقدس عن نَسَب أبونا إبراهيم : ــ

" وماتَ هاران قبل تارح أبيهِ في أرض مولده في أور الكلدانيين " تك 11 : 28

ولما كان تارح هو أبو إبراهيم وكان في أور الكلدانيين ، لذا منطقياً يكون أبراهيم قد ولد في أور الكلدانيين وبهذا يكون كلدانياً .

يقول الكتاب المقدس بهذا الصدد : ــ

" وأخذ تارح أبنه إبراهيم وحفيده لوطا بن هاران ، وساراي كنَّته زوجة أبنه أبرام وأرتحل بهم من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان " تك 11 : 31

لقد كانت أور مدينة عظيمة في ذلك الزمان ، وقد كشف الآثاريون عن دلائل على قيام حضارة زاهرة هناك في عصر أبراهيم ، وتبادلت المدينة تجارة واسعة مع جيرانها ، وكانت فيها مكتبة عظيمة ، وبما أن أبراهيم قد نشأ هناك في أور فعلى الأكثر أنه كان حسن التعليم .

لنرى كيف أتخذ أبونا إبراهيم قراره ، لقد كان أمامه أن يتخذ قراراً ، لذلك ترك مشاعره وأستخدم عقله لحظة أتخاذ القرار ، فكان أن قرر بأن يتبع تعاليم الله وما يأمره به إلهه ، فعندما أتى يسوع وتجسد تحقق وعد الله لإبراهيم فتبارك كل العالم من خلاله .

أنتقل أبرام من أور الكلدانيين إلى حاران ومنها إلى كنعان وقطع الله معه عهداً وأخبره أنه سيكون مؤسساً لأمة عظيمة وقال له أنه سيبارك هذه الأمة وستتبارك بها كل أمم العالم ، ومن شجرة عائلة أبرام سيولد يسوع المسيح ليخلّص البشرية جمعاء ، ونلاحظ كيف أن أفراد مثل عيسو ولابان ولوط وأمماً مثل مصر قد تباركوا جميعا لأتصالهم المباشر بنسل أبرام

يقول الرب : ــ

" وقال له : أنا هو الرَّبُّ الذي أتى بك من أور الكلدانيين لأعطيك هذه الأرض ميراثاً " تك 15 : 7

" فقال له الرَّبُّ : تيقن أن نسلك سيتغرب في أرض ليست لهم ، فيستعبدهم أهلها ويذلونهم أربع مئة سنة ، ولكنني سأدين تلك الأمة التي أستعبدتهم " تك 15 : 13

لقد وعد الله أبراهيم الكلداني بأنه سيكون اباً لأمم كثيرة " ها أنا أقطع لك عهدي فتكون أباً لأممٍ كثيرةٍ " تك 17 : 4 وسيخرج من نسله ملوك كثيرون " ويخرج من نسلك ملوك " تك 17 : 6 وسيعلن الله ذاته لنسل أبراهيم الكلداني " وأُقيمُ عهدي الأبدي بيني وبينك ، وبين نسلك من بعدك جيلاً بعد جيل " تك 17 : 7

وكذلك وعد الله سارة الكلدانية وباركها " واباركها وأعطيك أبناً منها " تك 17 : 16

ويجعلها أمّاً لشعوب " وأجعلها أمّاً لشعوب ومنها ينحدر ملوك أمم "

وهكذا أصبح أبونا أبراهيم الكلداني أباً لشعوب كثيرة وزوجته سارة الكلدانية أمّاً لأمم كثيرة ومن هذه الأمة جاء سيدنا يسوع المسيح وبهذا ينتسب أو يحمل الهوية الكلدانية .

أْذْهَبْ وأعبد مسيحاً آخر حسب رغباتك وأهوائك ... ولكن حَذاري فَلَنْ يُسْفَكَ الدَّمُ المُقَدَّسُ مرتين ، ولن يعيد التأريخ نفسه في هذه الحالة .... فحذاري وألف حذاري

‏18‏/05‏/2009




Opinions