إسرائيل تهدد بتدمير البنية التحتية للبنان إذا أقدم حزب الله على قصف تل أبيب
05/08/2006سوا/صرح مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن إسرائيل ستدمر البنية التحتية للبنان، إذا أطلق حزب الله صواريخ على تل أبيب. وكان الأمين العام لحزب الله قد هدد في كلمة متلفزة الخميس بقصف تل أبيب إذا حاولت إسرائيل تنفيذ تهديدها بقصف بيروت. غير أن نصر الله قال إنه إذا قررت إسرائيل في أي وقت وقف حملتها العسكرية على المدن والضواحي والمدنيين والبنية التحتية في لبنان فإن الحزب سيتوقف عن قصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ.
وأضاف نصرالله في خطاب تلفزيوني الخميس أن مقاتلي حزب الله سيردون على التهديدات الإسرائيلية بالمثل، مشيدا برجال المقاومة الإسلامية وقدرتهم على صد العدوان الإسرائيلي، حسب تعبيره.
وركز نصرالله في كلمته على الجوانب الميدانية بالنظر لحساسيتها وقال إن مقاتلي حزب الله يخوضون معارك شرسة ضد مجموعة من ألوية الجيش الإسرائيلي في ظل تغطية كثيفة من سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال إن المواجهات البرية في جميع المناطق الجنوبية كانت مواجهات بطولية وأن الإسرائيليين دفعوا بمئات من الجنود وبالعديد من الدبابات لكن المقاتلين يتصدون لها، مشيرا إلى أن الإسرائيليين فوجئوا بتصدي المقاتلين لهم منذ البداية .
وأضاف "إن أهم أمر في هذه المواجهة يرتبط بالعنصر البشري، أي أنهم يحاولون دائما تأمين طرق خلفية حتى يتمكنوا من الفرار خلال هذه الطرق." وقال إن القوات الإسرائيلية تجابه رجالا أشاوس يقاومون بقوة ويصمدون أمام هذه القوات. ووصف نصرالله هذه المواجهات بأنها معجزة من الناحية العسكرية. وقال إن المقاتلين تمكنوا رغم قوة الدبابات الإسرائيلية وحداثتها من التصدي لها وتدميرها. وأعلن نصرالله أن أعداد الدبابات التي تم تدميرها حتى الآن كبير جدا .
وأوضح نصرالله أن سياسة حزب الله في المواجهات البرية تتمثل في قتال لا يعتمد على المكاسب الجغرافية وأنه لا يقاتل بأسلوب الجيش النظامي. وقال إننا نفسح لهم المجال للتقدم ومن ثم إلحاق أكبر الخسائر البشرية والمادية بين صفوفهم. وكشف أن ما تقوله إسرائيل في هذا الصدد لن يؤثر على معنويات مقاتلي حزب الله. وقال نحن نعرف أن الدبابات تجتاح وتدخل الأراضي اللبنانية لمسافة عشرات الكيلومترات خلال ساعات لكنها لن تنجو من نيران المقاومة.
واتهم الأمين العام لحزب الله الإسرائيليين بشن حرب نفسية عبر إشاعة ما وصفها بالأكاذيب، نافيا ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس من أن القوات الإسرائيلية قضت على البنى التحتية لحزب الله. وقال أيضا إن ما يشيعه الجيش الإسرائيلي من أنه يسيطر على مناطق بجنوب لبنان ليس إلا مثالا على حرب إسرائيل النفسية مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية حاولت السيطرة على بنت جبيل ومارون الراس لكن بنت جبيل ظلت صامدة ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة عليها .
وأكد أن حزب الله دمر بارجة عسكرية إسرائيلية ثانية قبل أيام على الرغم من النفي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن سوء الأحوال الجوية لم يسعف حزب الله في تصوير البارجة الثانية قبالة شواطئ صور كما فعل بتدميره للبارجة الأولى في بداية الحرب، والتي اضطرت إسرائيل للاعتراف بتدميرها.
ونفى نصرالله ما ذكرته إسرائيل حول عملية الكوماندوس على بعلبك، وقال :"إن الحقيقة أنهم قاموا بإنزالين في أطراف مدينة بعلبك وكان أحدهما يستهدف مستشفى الحكمة في أطراف مدينة بعلبك، ويقولون إنهم دخلوا المستشفى للحصول على معلومات مخفية هناك."
وقال إن ذلك يعتبر إخفاقا عسكريا ومعلوماتيا لأنهم بقوا عدة ساعات في محيط المستشفى ولم يكن في المستشفى حتى جرحى من رجال المقاومة كي يأسروهم ولم يكن في المستشفى سوى أربعة أو خمسة أشخاص من كادرها.
وتطرق نصرالله إلى القصف الصاروخي للأراضي الإسرائيلية فقال إنه أعلى كما ونوعا وقد وصلت صواريخنا لما هو أبعد من حيفا. وكشف أن الجيش الإسرائيلي قال إنه سيعلق غاراته الجوية لمدة 48 ساعة لتغطية فعلته في قانا، وأن حزب الله تقيد بذلك ولم يطلق أية صواريخ. وأضاف نصرالله أن إسرائيل ارتكبت خطأ عندما قال أولمرت في كلمة له إن الجيش الإسرائيلي تمكن من تدمير البنية الصاروخية لحزب الله تدميرا كاملا لأننا توقفنا عن قصف المناطق الإسرائيلية. وذكر أن الحقيقة التي أفصح عنها الخبراء العسكريون في لبنان وإسرائيل هي إن المقاومة الإسلامية ما زالت تملك التحكم بمنصات الصواريخ وهي التي تقرر توقيت إطلاق الصواريخ. وقال إننا أوقفنا عمليات القصف لإفساح المجال أمام المدنيين لرعاية شؤونهم ذلك مع إعلان إسرائيل وقف غاراتها لمدة 48 ساعة. وقال:" إن هذه الخيبة الإسرائيلية دفعت رئيس أركان حرب إسرائيل بالتهديد بقصف العمق اللبناني، وقال إن العمق اللبناني يقصف كل يوم من قبل إسرائيل ولا حاجة لأن يعلن رئيس الأركان ذلك."
أما فيما يتعلق بمدينة بيروت ، قال نصرالله :"إن شعب لبنان شعب واحد وأمنه أمن واحد، وبما أن بيروت هي العاصمة فإسرائيل تهدد بقصفها." وأعلن نصرالله مخاطبا القيادة الإسرائيلية: " إذا قصفتم عاصمتنا بيروت فان المقاومة الإسلامية ستقصف عاصمتكم تل أبيب" .
وأضاف نصرالله أن أولمرت يعاني من عقدة نفسية تتمثل بمحاولته أن يظهر لشعبه وكأنه قائد عظيم مثل شارون، وقال إن أولمرت نجح في ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء مثل شارون، غير أنه أحمق رئيس وزراء إسرائيلي. حسب تعبيره. وقال موجها خطابه للإسرائيليين:"إنه في ظل السيطرة المطبقة على وسائل الإعلام ، انتم ضحية عقدة متأصلة عند رئيس وزرائكم أيهود أولمرت. لقد نجح أولمرت في قتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في فلسطين وفي لبنان. فليسأل كل إسرائيلي نفسه اليوم عن أداء قيادته العسكرية والسياسية عما أنجزته فهل تم إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين ؟ لقد أثبتت الحرب القائمة حتى الآن أنكم لن تستطيعوا القضاء على حزب الله ولا على المقاومة الباسلة في فلسطين. فالمقاومة ليس جيشا نظاميا لأنها شعب يملك القدرة على المقاومة ولن تنكسر هذه المقاومة ." وقال أيضا:" أود أن أؤكد للشعب اللبناني ولجميع شعوب المنطقة ، إن كل ما يجري من تدمير وقتل يتحمل مسؤوليته الرئيس الأميركي جورج بوش وإن أولمرت هو الأداة التي تنفذ الإرادة الأميركية وأوامر بوش وكونداليسا رايس وتشيني."
وخاطب نصرالله القيادات العربية قائلا إن صدق الحب للبنان ليس بالنقود بل بوقف العدوان على لبنان، وناشدهم أن يكون صوتهم عاليا في هذا الشأن . وقال إن الجميع يعلم أن الرئيس بوش هو القادر على وقفها ، وطالبهم بالتحدث إلى بوش ويكونوا واضحين كي يحافظوا على مناصبهم ودولهم لأن ما هو قادم سيكون تفتيت هذه المنطقة وستضيع هذه الدول ضمن الترتيبات الأميركية الجديدة، على حد تعبيره.