Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إلى شعب الواوات! إليكم هذا الخبر وهذا الكتاب...واسم يليق بهلوساتكم

بلا شك وبكل أسف، فقد بات الجميع يعرف ومن خلال العناوين، من هو الشعب المعني، أو من هو الشعب المقصود عندما لا يرد ذكر اسمه.

انه الشعب الآشوري، وهو الذي يعيش إلى جانب أزمة الثقافة، أزمة ولاء، والتي هي من إحدى تداعيات العطب الدماغي الذي ما زال ينخر في الذاكرة المثقوبة.

ولطالما أتساءل وأنا أتابع ـ مُكرهاً ـ بيانات غالبية الاحزاب، بالإضافة إلى بعض التصريحات التي تصدر من شخصيات تدّعي تمثيل الشعب الآشوري، إلى أين يمضي هؤلاء بمن تبقّى من هذا الشعب المنهك؟

لن أجانب الحقيقة إذا ما قلت بأن جُلّهم قد احترف النفاق السياسي. ولو عُرضت صور هؤلاء وتراسيم وجوههم على خبراء قراءة الوجوه، لأجابوا ومن دون تردد: هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم، أو وفي أفضل الأحوال، هؤلاء لا يملكون من الصفات ما يؤهلهم لقيادة أنفسهم، فكيف بأحزاب أو جمعيات أو كما يحدثونك عن أُمّة![ هل نقول هزُلت أم ماذا؟].



طبعاً لا حاجة للإسهاب في الشرح، إلى أين سنمضي مع هؤلاء، فالجواب أتاني من الاكراد أنفسهم!

ولانني أتابع ما بين الحين والآخر ما يدور في الاعلام الكردي، فقد تعودت وعودت نفسي ان لا أتفاجئ، ولاسيما عندما يتم الحديث عن التاريخ ـ عقدة الاكراد ـ التي يحاولون حلّها على ظهورنا نحن الآشوريين، رغم اننا كنا/ ورغم المآسي والويلات و المذابح الكردية بحق الآشوريين التي غيرت الخريطة الديموغرافية للمنطقة ككل/ حتى وقت قريب، أكثر المتفهمين لقضاياهم الحقيقية وليست الملفقة.



ما قرأته هذه المرة يفوق الوصف [ لم أجد تعبيراً يليق بما قرأته]. في جريدة الحياة اللندنية، اصدار الخميس 2. 11. 2006. وفي زاوية ثقافة تم عرض كتاب جديد عن الاكراد، صدر بالإنكليزية عن دار الساقي، حرره فالح عبد الجبار وهشام داود. يمكن قراءة العرض على هذا الرابط:





http:// www.daralhayat.com/culture/bookrevs/ 11-2006/ Item-20061101-a5044eab-c0a8-10ed-0108-ea49d28b86d2/ story.html





في إحدى الفقرات التي تعرضها أمينة غصن تقول:



هذه الكردستان الحديثة يرى سامي زبيدة ان من العسير لم شتاتها، لكثرة الطوائف والاثنيات التي فرّقت بين الاكراد. فالغالبية الكردية من السنة توزعتها تيارات من غلاة المتصوفة، وعرف الاكراد مذهباً في المسيحية هو النسطورية، الذي تحول في ما بعد إلى ما يسمى بالكلدانية. فالكلدانيون من الأكراد، ومعهم اليهود، يتكلمون اليوم باللهجة الارامية، وان حذفوا اللغة الكردية ......... .



.ورغم ان ما ورد اعلاه يثير الاشمئزاز، وهو يدخل بلا ريب في إطار الحرب الثقافية أو حتى النفسية، في محاولة [ لجس النبض الآشوري ] ومن ثم الاستمرار بنفس الوتيرة لطمس الاسم الآشوري. والملفت ان سامي زبيدة هذا، وعدا عن هذيانه بان الاشوريين هم مجرد مذهب في الكردية، فإنه وبدهاء يذكر النسطورية مرة والكلدانية مرة والآرامية مرة، وذلك لعلمه المسبق ان هذه الاسماء، عدا الارامية، هي اسماء مذاهب كنائسية فقط، وذكرها لن يعكر صفو المخططات الكردية الرامية لنهب تاريخ وجغرافية أرض آشور[ هذا الكنز المهمل من قبل أحفاد آشور أولاً ].



أحياناً كثيرة أنأى بنفسي في الدخول بهكذا سجالات عقيمة وتافهة وضحلة، لكن ما دفعني لتسليط الضوء على هكذا خزعبلات هي جملة أسباب، سأختصرها بالقول:

ان الكتاب بالانكليزية، أي انه موجه بالدرجة الاولى للقارئ الغربي، والمواطن الغربي بشكل عام، والامريكي بشكل خاص، ضحل في معلوماته التاريخية، والخاصة حتى بتاريخ بلاده. والعقلية الغربية والامريكية خصوصاً لا تحبذ الخوض في زوايا التاريخ، وذلك لاسباب جمّة، ليست موضوعنا، لكنها تتداخل بشكل أو بآخر مع نظام العولمة ومفاهيم الرأسمالية التي تبشر بالاستقلالية الفردية والمنافسة والسباق نحو الافضل.

لكن رغم ذلك، يبقى المواطن الغربي قارئ بل وقارئ نهم، وعندما تتوالى كتب، غايتها تشويه وتحريف ما أمكن من الحقائق التاريخية، دونما رقيب أو حسيب، أو دونما اصدارات تكذّب ما يرد في الجهة الاخرى، وبنفس الزخم، فإننا سنفقد المصداقية رويداً رويداً، وسيكون من العسير إقناع العالم بأننا أحفاد آشور[ دعوكم من كتب التاريخ، السؤال هو: أين هي اصداراتنا؟ في أكثر من مكتبة أوربية، لفت انتباهي وجود كمية لابأس بها تتحدث عن الاكراد، فيما لم ألحظ كتاب واحد يتكلم عن القضية الآشورية].



لا شك ان ما ورد في ذلك الكتاب يثير الاشمئزاز، لكن قمة الاشمئزاز تكمن عند آلهة النفاق السياسي الآشوري، والمنشغلين هذه الايام:

ـ هل نضع الواوات أم لا؟

ـ هل نضع ال التعريف أم لا؟

ـ من سيأتي في المقدمة، ومن سيأتي في المؤخرة!



وقد وصلت قمة النفاق السياسي عندما عاد البعض ممن كان قد استبسل لتقسيمنا إلى قوميتين، عاد إلى المطالبة بأننا قومية واحدة[ الاحزاب الكلدانية الحديثة الصنع]. تلاها تجمع السريان المستقل، والذي عاد يبحث عن مكان له بين الواوات، بعد ان كان قد بدأ رحلته النضالية هو الآخر.



مؤخراً بعث لي صديق برابط، وفهمت من رسالته المقتضبة، انني على وشك قراءة هلوسات جديدة!

عنوان المقالة حمل:( كردستان في قلبي لكن). وعندما أردت قراءة المزيد لهذا المأسوف على ثقافته، علني أجد شيء آخر في قلبه، وجدت سيل من المقالات ولشعراء البلاط الكردي!، أحدهم يكتب عن الثورة الكردية و بأجزاء، طبعاً في الاجزاء توزيع الالقاب على الزعامات الكردية.



أعود وأقول انها أزمة ثقافة وولاء. وهؤلاء الذين يروجون ويمجدون اقليم الاكراد، من شخصيات وأحزاب، انما يساهمون في اعلان الآشوريين إلى عصر التبعية الكردي رسمياً، بعد ان عجز الاكراد عن ذلك بغزواتهم وانتهاكاتهم. يا ليت هؤلاء وأعلنوا كرديتهم وأراحونا واستراحوا، فالبيت الآشوري بات بحاجة إلى تنظيف، فما أقرأه وأسمعه وأشاهده ما هي إلا هلوسات الرمق الاخير. أما الهلوسات الكردية التي وردت في الكتاب، فهي اشارات غير معلنة لجس النبض الاشوري، والذي أخشى انه يلفظ الرمق الاخير.





آخر الكلام:

لا أحد يقف ضد إقامة علاقات ودية مع الشعب الكردي، ان هو أراد، لكن للعلاقة شروطها واحداثياتها وحدودها. أما ما يجري الان فهي تبعية غير مبررة على الاطلاق. والذين يروّجون للتبعية وليس الاستقلالية، فإنهم يفقدون الشعب الآشوري ثقته بنفسه، ويخلقون جبروتأ كردياً ويباركونه.

نقلا عن موقع كتابات



Opinions