إمرأة أبكَتني
أنا السُلطان آدم ....كُنتْأنا المَلك قاهر الزَمان... كُنتْ
مَن أنا الآن؟
ما أنا.. إلا بَحرُ مِن الأحزان منابِعُه صَرخات النَدَم
وخَريرُه آهات ويأسُ
وقَعتُ في شِباكِها فقَطعَت الخيوط بِغرورِها
وجعلَتني ألامِس هلاكَ الأرض بِشرورِها
ناشدتُها
باسم ضحكات الأطفال
ناشدتُها
بعَفاف العذارى
أقسمت لها
بوقار الشيوخ وأكاليل العرائس
بأن لاتقول لا
بل نعم للحُب
أبكَتني
وأنا منهل الإبتسامة
أحزَنتني
وأنا وَليد الأفراح
أبكَتني بدون ذَنب
وحاكَمَتي بدون تُهمَة
جَعلت
لحظات الحُزنِ سنينا
وقرون الفَرح ِ لجظات
كُنتُ لاأهاب الدُنيا
أصبَحتَ أخافُ أصواتَ أقدامَ النِساءِ
كُنتُ سَيفَ النَصرِ بيَد العُشاقِ
وأصبَحتُ عنوانَ الهَزيمة ورَفيقَ الجبناء
كُنتُ أتحدى هبوبَ الرياح وأعاكِسها
وأصبَحتُ الآن عَبيد نَسماتِها تأخذني
كقصاصَ الورقِ وذرات الدَقيق
الى حَيثُ لاأريد
بل كنتُ أقارع وحوشَ البَر
وأصبحت أخاف زَحف النَمل
أبكَتني وبدونِ ذَنب
لاذَنبَ لي,بل ذَنبَ قَلبي
الذي سارَ في ظَلامِ و مُغَمَضَ العَينين
لقَد وَضعَتْ جِدارَ الزِنزانة حَولَ البرئ
ورَسمَت ملامِح الحُرية على جَبينَ الجاني
لقد أضرَمَت النارَ بالعُشبَ الأخضرِ
ِوتَركَت العُشبَ اليابِس
لقد رَشَت الحُكامَ بالبُكاءِ
والمُحامينَ بالكِبرياءِ
صَرخَت مُكرا أمام القُضاةِ
وخَدعَتهُم بالهُراءِ
ومكائدَالنِساء
دَنّسَت صفاءَ قَلبي
بِأقدام مُلَوَثَة بِشرورِ حواء
وألتَقَطت من جَوفي حوريةَ سعادتي
بسنارِ الخُبثِ وشِباكَ المُكرِ
جَعلَت مني أضحوكَة دَهرِ للمالِك الحَزينِ
ومثارَ غَضَبِ للخالِق الأمينِ
حَرَقت أثوابَ العيد وأهدَتني مِن السوادَ المزيدِ
جَعلتني أبكي وصدى بُكائي قَهقَهةُ غرورِها
جَعلَت منّي حبوب بريئة لحجَر صوان لايَرحَم
وعُشبِ مَرذوذ لاتونِ حَمراءَ لاتَطفأ
إمرأة ألزَمَتني الفِراش
طَريحَ حُمى الآمال
وجَريحَ حِرابَ القَسوّة
إمرأة جَجبت عني الدواءَ
وأنا عليل المشاعر
إمرأة أخذَت من إسمي عنوانا للأحزان
وأهدَتني مُلبدَ الآلام للأكفان
وجعَلت من أعماقَ القبورِ مَسرحَ سُخريةَ لآدم والأنسان
إمرأة منعتني من النَومِ وشَطَبتْ إسمي مِن قائمة الحياة
بِأقلامِ الفناءوالمَوتِ
لااستَطيعَ البُكاءَ
لإنها تقطُن عيوني
ولاذَرفَ الدموعِ
لئلا تَنهَمِرمعها وتَختَزِل الرجوعِ
لاأريدُ فُقدانِها
ولا هِجرانِها
حتى ولو حَكمَت على قَلبي بالسُباتِ
وراهَنت على نَهش َجَسدي بالسمومِ والآفاتِ
وعلى كياني بالمَماتِ