إنها مسؤوليتك يا سيد المحافظ
بعد أستهداف الكنائس بشكل مخيف في مركز مدينة الموصل وخاصة في الساحل الأيمن يمكننا أن نسأل أين هي الأجهزة الأمنية يا سيد المحافظ أثيل النجيفي؟؟. وخاصة عندما تستهدف كنيسة واحدة بإنفجارين خلال أقل من 48 ساعة. هنا يحق لنا أن نشكك في كل الوعود التي قيلت من قبلكم، ومن قبل غيركم عن حماية المسيحيين في الموصل. كما يحق لنا أن نشكك في جدية متابعة هذا الملف من قبلكم ومن قبل الحكومة. نعم أننا لا ننكر وجود خرق كبير في الأجهزة الأمنية، الى درجة التي قد يكون بعض من الضباط الكبار أو الصغار متورطين في هذه العمليات. إن كانت تفجيرات بغداد وبحسب تصريح دولة الرئيس نوري المالكي قد سببها الخلاف السياسي بين الكتل السياسية. هذا يعني ومع الاسف أن القوى والتيارات السياسية المشتركة في البرلمان لها جيوب مسلحة تظهر في الأزمات السياسية وتنفذ ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي. والضحية دائما هم الفقراء والبسطاء ممن يركضون خلف لقمة العيش، والتي أصبحت صعبة المنال مع الحفاظ على الكرامة.إن كانت التيارات السياسية متورطة في إنفجارات بغداد. فليس من المستبعد أن تكون نفس التيارات أو غيرها أو حتى العصابات الإجرامية المتسللة في الأجهزة الأمنية. هي المتورطة بهذه الإعتداءات المتكرر على المسيحيين وكنائسهم في الموصل بشكل خاص. ومن واجبكم الوقوف بشكل جدي على هذا الموضوع، وغربلة الأجهزة الأمنية التي ومع تكرار الأسف أصبحت أوكار لإختباء وتنكر المجرمين.
قبل أكثر من أسبوع عندما استهدفت كنيسة مار أفرام في وادي العين، ودير الراهبات في الموصل الجديدة كنت مصمم أن أكتب مقالة بعنوان (في عهدك يا سيد المحافظ تغتال حتى ذكراياتنا). فإستهداف هذه الكنيسة بذات سببت لي ألما وجدانيا وأنا أشاهد أجمل ذكرايات شبابي تقتل. هذه الكنيسة التي كنا نحرسها بعيوننا، وكانت هي حياتنا، ونحن اعضاء جوقتها حيث تعلوا اصواتنا من قبتها بنشد (علمني حبك يا الله). ولكن اليوم هذا الحب قبل بالكراهية ممن لا يملكون محبة الله والإنسان. نعم بأمس القريب زمنيا كانت كنيسة مار افرام برعاية الأب الشهيد يوسف حبي. عندما شاهدت صور الإنفجار كأني شاهدت حادث اغتيال الأب الفاضل يوسف حبي من جديد. (وكأن السشهيد يقتل مرتين)!!!. نعم لقد تألمت كثيرا وأنا أسأل نفسي هل يا ترى من فجر الكنيسة قد يكون أحد أبناء زملاء الدراسة في مراحلها المتوسطة والإعدادية؛ أو حتى احد زملاء الدراسة؟. هل يعقل أن أبناء الموصل اليوم يحاولون قتل حتى ذكراياتهم المشتركة مع المسيحيين؟.
الاخ العزيز اثيل النجيفي اليوم المسؤولية تقع على عاتقك بالدرجة الأولى أنت الملام الأول لأنك على رأس الإدارة في المحافظة. وعليك أن تثبت أنك حريص على أمن المسيحيين بالكشف عن الجناة بأسرع وقت ممكن. وأن لا تسجل هذه الحوادث مرة اخرى ضد مجهول. لأننا لم نعد نصدق بأن من يرتكب هذه الجرائم بحق المسيحيين هو مجهول، بل معلوم!!. والقوى السياسية هي التي تخفي الجاني.
نعم إنها مسؤلية كل موصلي غيور على بقاء الموصل أسما ومسمى أرض الوصال بين الاديان والقوميات والطوائف. بين الماضي والحاضر. بين تاريخ غابر في القدم تحفظه أسوار نينوى بنقوش ملوكها. كما تحفظه قبور أنبيائها، وبقايا معابدها، و صومعات أديرتها، ومنارات جوامعها.
لا تقتلوا ذكراياتنا المشتركة لآنكم بهذا تقتلون أنفسكم من حيث لا تدرون. فمن يلغي الآخر يلغي نفسه. كيف سنكتشف ذواتنا في الوجود دون وجود الآخر المختلف عنا؟؟؟.