Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إيرانيون غاضبون: كل دخلنا يذهب لفلسطين و«حزب الله».. يجب أن نهتم ببلدنا أولا

24/07/2006

PNA- تنتشر مشاعر غضب هائلة في ايران عما يحدث في لبنان، ولكنها ليست بسبب القصف والصواريخ والمدفعية الاسرائيلية.ويقول حميد اكباري وهو ساعي بريد في الثلاثين من عمره «بالطبع انا غاضب. كل دخلنا يذهب لفلسطين وحزب الله». لقد ظلت ايران لعدة عقود ترعى حزب الله، وتساهم في تشكيله كميليشيا شيعية، ثم قدمت اليه المال والخبرة والأسلحة. والآن بعدما اصبح حزب الله في معركة شاملة مع اسرائيل، يصر المسؤولون الايرانيون على انه ليست لهم علاقة بالأحداث التي أدت الى هذه الأزمة. وجزء من السبب ربما يرجع الى الخوف، أو القلق، من معاقبة الولايات المتحدة واوروبا، اذا ما ثبت عكس ذلك. ولكن المسؤولين الإيرانيين ربما يشعرون بالقلق من الرأي العام في بلادهم ايضا. ففي مقابلات في وسط العاصمة طهران السبت، قال شخص تلو الآخر نفس الشيء: يجب ان تهتم ايران بمشاكل ايران والا تتورط في معارك الآخرين. وقال على رضا مرادي، وهم رسام بورتريه في الخامسة والثلاثين من عمره «لدينا مقوله في ايران: يجب انقاذ بيتنا اولا ثم المسجد. والعديد من الناس يفكرون بنفس الطريقة. يجب ان تساعد الحكومة شعبها اولا، ثم تساعد شعب لبنان». وقد اصبح الرئيس الايراني محمود احمدي نجادي يتمتع بشعبية كبيرة بين العديد من العرب، بسبب موقفه المعادي للغرب وخطابه المعادي لاسرائيل. كما حصلت ايران على نفوذ كبير لدعمها لـ«حزب الله» و«حماس» اللذين حددا اجندة المنطقة، اكثر من حكوماتها. الا ان الصورة في ايران نفسها مختلفة بعض الشيء. فبالرغم من ان ايران تملك واحدة من اكبر احتياطيات النفط في العالم، فلا يمكنها تكرير كميات كافية من النفط لتلبية احتياجاتها ـ ولذا فإن الاسعار في ارتفاع. وربما تم انتخاب احمدي نجاد على اساس خطابه الاقتصادي الشعبوي، الا ان الناس في الشوارع يعبرون عن مزيد من المتاعب ومزيد من البطالة والاسعار المرتفعة. وأوضح حميد رضا جاليبور، وهو عالم اجتماع ومسؤول سابق في الحكومة، ان الايرانيين ربما يوافقون على هذه النقطة، ولكنهم متقلبون. وأضاف جاليبور «الايرانيون في غاية الحساسية، ويريدون أن تبقى أموالنا في البلاد، وتنفق على الايرانيين لحل مشاكلنا. ولكن لا يمكنك الاعتماد على ما يقولونه، لأن وجهات نظرهم تتغير بسرعة، واذا ما استمرت الحرب، ربما يقولون شيئا آخر». وبالرغم من ذلك، فإن أزمة «حزب الله» وقعت في وقت تزداد فيه مشاعر القلق. فالعديد من الايرانيين يشعرون بالتوتر بسبب احتمالات فرض عقوبات بخصوص البرنامج النووي الايراني. وقد ايد الايرانيين وجهة النظر التي روجت لها حكومتهم، من ان القوة النووية هو حقهم الذي لا جدال فيه. وفي الوقت الذين ربما هم على استعداد للتسامح مع مزيد من العزلة العامة، حول امر يرونه من حقهم، الا ان تأييد لبنان اقل قوة، طبقا لما ذكره العديد من الناس. وبالرغم من القيادة السلطوية للبلاد، فإن الايرانيون يتحدثون بصراحة عن معتقداتهم السياسية، والعديد منهم كان على استعداد لذكر اسمائهم. وذكر رضا محمدي، 33 سنة، الذي يدير محل بقالة صغيرا في وسط طهران «دعوهم يقاتلون بعضهم البعض الى أن يتعبوا. الدول العربية لا تؤيد حزب الله، إلا أن بلادي تؤيده. يقدمون نصيبي الي العرب». وأضاف محمدي الذي يعمل 6 أيام في الأسبوع من الساعة السابعة صباحا وحتى العاشرة مساء لإطعام اسرته. ولذا فهو لا يتسامح في التزامات بلاده المالية في الخارج «اقر برلماننا واحدا في المائة من ميزانيتنا لتقديمها للفلسطينيين. لماذا لا أشعر بالغضب من ذلك؟». وفي الطبعة الأخيرة من صحيفة «افتابي يازد» الايرانية بعث قارئ برسالة قال فيه «تذيع الاذاعة والتلفزيون الايراني العديد من البرامج عن الدول العربية، لدرجة انا أتساءل ما اذا كان ما أشاهده يبث على تلفزيون عربي أم ايراني. لقد تسببت مثل هذه البروباغندا الهائلة في نوع من عدم الاهتمام بل الاحساس السلبي تجاه الدول العربية.» وبالطبع فإن مثل هذه المشاعر ليست سائدة، فهناك بعض الاشخاص مثل زهرة اتفاغيان التي تملك مقهى بالقرب من متحف الفنون ذكرت «يجب تأييدهم، ويجب تحمل العواقب. ففي مثل هذه الأوقات الطارئة يجب علينا مساعدة المسلمين». الا ان الحديث عن دور إيراني مباشر في لبنان لا يحظى بالتشجيع الرسمي ـ بل وينفى. ففي يوم الثلاثاء، اعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم مقر الحركة الدولية لمجد الشهداء، ان لديها قوة من 55 الف شخص من الانتحاريين بين اعضائها، وأنها ارسلت 27 منهم للقتال مع «حزب الله» في لبنان. وبعد عدة أيام أعلن محمد حجازي قائد قوة الباسيج الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، ان التقارير التي اذيعت عن انتحاريين في طريقهم الى لبنان «ليست لها علاقة بالمنظمات الرسمية في البلاد». ويبدو ان الجميع هنا يبذل جهدا كبيرا للتأكيد على انه ليس لإيران دور في اشعال هذه الأزمة، ويقولون ان «حزب الله» بعيد، وانه مستقل بحيث لا يمكن التحكم فيه من طهران. وقال علي اكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الايراني الاسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في تعليقات في الآونة الأخيرة «قوات حزب الله قامت بعمل عظيم وقاومت بشدة». ولكنه أضاف «من الخطأ القول ان ايران وسورية ينفذان ذلك». وحتى بعض الشخصيات مثل علي اكبر محتشمي، الذي كان واحدا من مؤسسي «حزب الله» في لبنان، قد علق بحذر على الدور الايراني في النزاع الحالي. فقد ذكر لصحيفة «اعتماد ملي» اليومية «لا يمكن لإيران لعب دور دولي بسبب المسافة البعيدة. بالاضافة الى ذلك تعتبر الدول العربية قضية لبنان وفلسطين قضية عربية»، مشيرا الى ان ايران، باعتبارها دولة غير عربية، يجب ان تبتعد. وسواء لعبت ايران دورا في هذه الازمة اما لا، يبدو امرا ليس ذا صلة بالنسبة للناس الذين تم اجراء مقابلات معهم. فقد ذكر علي محمدي الذي يدير محلا صغيرا لبيع الاقراص المدمجة «دي.في.دي»، معلقا على النزاع في لبنان «لا اعتقد انها قضية مهمة بالنسبة لنا. اعتقد ان على الحكومة الاهتمام بشعبها أولا». * شاركت نظيلة فتحي في هذا التقرير خدمة «نيويورك تايمز» Opinions