ابن رشد في الميزان -على هامش محاضرة قداسة البابا
لاس فيغاسبعد مقالنا {العقل عند المسيحية والاسلام} نقدم الفيلسوف ابن رشد 1126 - 1198 الذي كان له تاثير كبير على العالم الاسلامي والعربي والغربي من خلال ترجماته وتعليقاته لاهم اعمال ارسطو{القرن الخامس} وقدمها الى الفكر الاوربي ,وكان له تاثير فلسفي ولاهوتي في العصور الوسطى واللذين سبقوه من الفلاسفة وخاصة ابن سينا 980 -37 10والغزالي 1059 - 1111 والفارابي 873 - 950 والكندي 796 - 873 كل
وان كل الحوارات التي دارت بين العلماء واللاهوتيين وخاصة في القرون الوسطى بالتاكيد قد اطلعوا على ابن رشد والاخرون اللذين وضعوا بصماتهم على مسيرة الفكر العالمي لاحقا ومن هنا نقول:لماذا لا نستفاد من هؤلاء العظام من كل الاديان من اجل تنوير العقول وتعزيز نقاط الالتقاء بيننا وردم الهوة من اختلافاتنا ولا نقول خلافاتنا لان الاختلاف في الراي هو صحي للانسان الواقعي ,المؤمن بانه لا يملك كل الحقيقة وانما جزء منها والاجزاء الباقية يكملها الاخرون,,,, واذا سال متابع :كيف يتم تحديد النسب المشار اليها اعلاه ؟ نجاوب ان النسبة تحدد من خلال ما يقدمه كل طرف وكل انسان وكل دين وكل مذهب وكل طائفة وكل حزب ...من خير وسلوك ملتزم باهدافه للاخرين والدفاع عن حقوقهم من خلال الادراك وشعور على النحو الذي يحقق لك ما تبتغي لتشيع الرضى والطمانينة في نفوس الانسان كل انسان مهما اختلف عنك..هذا هو مقياس النسبة الحقيقي والانساني والاخلاقي والايماني اذا صح التعبير...لكل دين وكل مذهب وكل حزب وكل انسان.........ننتظر ارائكم وردودكم لهذه المقدمة ............................ الموضوع :- قلنا ان الفيلسوف كان شارحا وملخصا عظيما لمؤلفات ارسطو وسنتناول مشكلة العقل والنقل عنده , ماخوذة من كتابه {فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال} والكتاب يفحص :على جهة النظر الشرعي - هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح في الشرع؟ ام محظور,ام مامور به :" اما على الندب واما على جهة الوجوب1 ,حيث يؤكد ان الشرع دعا الى اعتبار الموجودات بالفعل ودعانا الى معرفتها بالنظر العقلي.كما مبين في عدة ايات {فاعتبروا يا اولى الابصار} سورة الحشر:2 {اولم ينظروا في ملكوت السموات والارض وما خلق الله من شيئ} سورة الاعراف :184 . 2 وهذا نص بالحث على النظر في جميع الموجودات بواسطة العقل واعتبارها به, وهذا الاعتبار يعني استنباط المجهول من المعلوم واستجراجه منه ,وهذا هو القياس,او التفكير بالقياس"فواجب ان نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس العقلي" نفس المصدر ص28 " واذا اعترض معترض :ان القياس العقلي من وضع قوم غير مسلمين؟؟فرد الفيلسوف: ان علينا ان نستعين بمن تقدمنا من الامم ممن درسوا القياس العقلي سواء كان ذلك مشاركا لنا او غير مشارك في الملة..فينبغي ان نرجع الى كتبهم" فننظر فيما قالوه فان كان صوابا قبلناه منهم ,وان كان فيه ما ليس بصواب نبهنا عليه" ص31 نفس المصدر.....وينتهي ابن رشد من الاعتراضات الكثيرة والردود عليها بالقرارات الاتية:-
1- ان الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد عليه
2- فاذا اختلف ما نطق به الشرع مع ما ادى اليه البرهان العقلي فيجب تاويل ظاهر الشرع ليتفق مع ما ادى اليه البرهان العقلي
3- والتاويل مباح بدليل اللجوء اليه في الاحكام الشرعية
4- ما دام الشرع حقا وما ادى اليه البرهان هو حق فانهما لا بد ان يتفقا
الخلاصة
ان افكار ابن رشد تحتاج الى كتب وليس الى مقالة ,مهما ركزنا على الافكار الرئيسية فلا يمكن ان نعطي حق الرجل مهما حاولنا .انه صاحب فضل كبيرعلى الفلسفة اكبر من تنسب لهم مذاهب فلسفية مستقلة فقد ترجم مؤلفاته الى اللاتينية ميخائيل سكوت 1230 وكان القديس توما الاكويني 1225 - 1274 موقف من ابن رشد ,,وسنتناول الاكويني في دراسة خاصة ليتمكن القارئ الكريم من الاطلاع الى الافكار التي تخص موضوعنا من قبل الفلاسفة واللاهوتيين المسيحيين والمسلمين اما نقاط الالتقاء والاختلاف بينهما اتركها للقارئ الكريم ........مع الود للجميع