احمدي نجاد : ياحبذا لو تقتدي بحكمة اليابانيين والالمان
تقول الحكم والامثال العاقل من يتعلم من اخطاء غيره وايضا يقال التجربة خير برهان ولكن الغريب اغلب الناس يحفظون الحكم والامثال جيدا ولكن القليل منهم من يستفاد منهااويطبقها والمشكلة هنا عندما يكون من ضمن هؤلاء الناس اشخاص تبؤوا مناصب عليا في قيادة شعوبهم مثل بعض الرؤساء والوزراء العرب ودول الجوار حينما نراهم يقعون في نفس الما ْزق الذي وقع به من سبقوهم من القادة مع دول قوية ومتطورة ، فتراهم يدلون بتصريحات نارية وشعارات الموت لاْمريكا والدمار الشامل والكامل لاْسرائيل , ولابد الكثير منكم في الايام القليلة الماضية استمع الى تعليقات رئيس جمهورية ايران بخصوص البرنامج النووي الايراني وباتجاه اسرائيل .واليكم ماقاله الرئيس احمدي نجاة حرفيا ببعض الاسطر :-ان"تأسيس دولة إسرائيل جاء على أيدي قوى القمع في العالم كخطوة ضد العالم الإسلامي وأضاف أحمدي نجاد قائلا " وكما قال الإمام يجب محو إسرائيل من خريطة العالم".
أن إيران لن تذعن لنداءات القوى الكبرى لوقف أنشطتها النووية، "ولن تقبل بأي إملاءات أو أي أحكام إضافية ظالمة".
بالاضافة الى هذه التعليقات هناك تعليقات اخرى تبين على محو اسرائيل بالكامل من الخارطة.....وغيرها.
بالتاْكيد ان احمدي نجاة حين كان يصرح و كانت الاصوات والايادي ترتفع بالتاْييد والتصفيق لكل مايقوله وهو كان يشعر بالزهو والانتصار على اعدائه في تلك اللحظات ولكن هنا يجب التوقف والتفكير بالمنطق والعقل والحكمة هل الانتصارات عبر التاريخ اتت بهذه الطريقة ؟
ثم الم تكفي التجارب السابقة التي مرت بها المنطقة سابقا , الم تكن نهاية صدام سببها التصريحات والاخطاء التاْريخية التي وقع بها السبب الكافي الى سقوطه والى مانحن به الان.
ثم الم يفكر احمدي نجاة باْعلانه بمحواسرائيل وتدميرها سيعزز من الموقف الدولي تجاهها ويزيد من نقمة العالم ضد دولته ويجلب البلاء لشعبه، اْلم يقراْ الرئيس الايراني احمدي نجاة وهو رجل دولة ومثقف اْن قراْعن تاريخ الامم وابسط مثال على ذلك (سقوط المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية والهزيمة القاسية التي الحقت بهم والقنبلتان الذريتان(ناكازاكي وهيروشيما) التي تلقتهما اليابان والتي دمرت كل شئ واعلنت استسلامها الم تكن هذه كافية لان تكره هاتين الدولتين اميركا ومن معها .
ولكن مالاحظناه بعد ذلك ان هذه الدول اعترفت بهزيمتها وناْت عن كل التصريحات النارية او الكلام الذي لن يجني لها غير المزيد من الدمار لشعوبها لذلك تراها التجاْت الى بناء اوطانها من نقطة الصفر وبدات تتجه الى البناء والصناعة وبنفس الشئ فعلت المانيا لا والاكثر من ذلك ان هذه الدول بنت علاقات صداقة وتعاون تجاري مع الذ اعدائها وخصمها امريكا بالرغم ماتحمله بداخلها من مراراة الحرب وخصوصا اليابان ، هل لان هذه الدول تحب اميركا بالطبع لا ولكن حكامها وقادتها يدركون جيدا بان خيار القوة ليس بصالحهم بعد الحرب والى الان لم نسمع ان هذه الدول خرجت بتصاريح نارية كالتي خرج بها صدام او احمدي نجاد او بعض القادة العرب او وزرائهم بالرغم من ان المانياواليابان تملك من القوة اضعاف مضاعفة مما يملكه العرب مجتمعين والسبب هنا ان هذه الدول كما اسلفنا تملك قادة حكماء وسياسيون بارعون فهم يطبقون المثل العامي القائل (تمسكن تمسكن لحد ما تتمكن )وفعلا بدات هذه الدول تحارب اميركا من دون ان تطلق طلقة واحدة او ان تعطي جندي واحد وكلنا يعرف كيف ان اليابان بداْت تسيطر على سوق الصناعات الثقيلة وتحرج الاقتصاد الامريكي في عقر داره ونفس الشئ بالنسبة لالمانيا .
وسياْتي اليوم وهو قريب بعد الصبر والتاْني بان تقول اليابان او المانيا بكل قوة واقتدار لا لاْميركا وستطالب ان تكون الدول الرئيسية في حق النقض( الفيتو) الذي امتلكته(اميركا وروسيا وبريطانياوفرنسا والصين)اليست هذه الدول تعطي للعالم اكبر دروس في الحكمة والسياسة .
متى يقتدي بعض القادة والحكام العرب والمنطقة بهذه التجارب الواقعية ويناْى عن شعوبهم شبح الحروب والموت ويتجهوا نحوا البناء والاستقرار والسلام وحينما ياتي الوقت والظرف المناسب بعد بناء اوطانهم والرقي بهم ضمن الدول المتقدمة في العالم على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتسلح العسكري الذاتي على ان تكون كل هذه مبنية على اساس العلاقات الطيبة مع كل دول وشعوب العالم(علما باتهم يملكون كل مقومات النهوض والتطور من الموارد النفطية والمائية والزراعية وحتى العقول والعلماء والايادي العاملة ) وحينها سيكون كما يقول المثل العراقي المعروف(قول وفعل)بعيدا عن كل التصريحات التي تلهب القلوب للحظات وتزهو بالنصر الخيالي وبعد ها تتلقى شعوبهم الموت والدمار والاحتلال بسبب تصريحات وافعال حكامها وقلة خبراتهم وانعدام الحكمة في قيادة شعوبهم التي تدفع دماء ابنائهم ومستقبل اوطانهم ثمنا لذلك .
فياترى هل سيقتدي احمدي نجاد بتجارب غيره ام انه سيصاب يداء العظمة ويرمي شعبه في حرب مدمرة تنهي على كل اْمل للنهوض والتطور والزمن القادم سيكشف لنا كل شئ