"اخفاق" المفوضية المستقلة للانتخابات في استراليا
أحد أهم شروط نجاح العملية الانتخابية هو الجد والمثابرة ، تضاف اليها الايمان بأصل العملية الديمقراطية.لست مستغرباً عما حدث في مدينة ادلايد الاسترالية حسب ما أفهمنا به صديقي الاستاذ طارق الحارس بالمؤامرة الفظيعة لالغاء محطة ادلايد للانتخابات العراقية ولاشك انها مصيبة كبرى للعراقيين الذين يقطنون هذه المدينة ، ولندع المسببات وننتقل الى قضية أخرى تخص استراليا.
من جانب آخر فقد تم تقليص عدد المراكز الانتخابية في مدينة ملبورن من مركزين ومحطة حيث شهدت هذه المدينة في انتخابات 2004 وانتخابات 2005 مركزين موزعة في كل من مدينة برستون ومدينة برودميدوس ومحطة في مدينة داندنونك والتي تبعد عن هذه المراكز من ساعة الى ساعة ونصف والتي يقطنها الكثير من العوائل العراقية المؤهلة للانتخاب ، وهناك محطة في مدينة شبرتون والتي تبعد عن مدينة ملبورن 160 كم.
لقد تم تقليص عدد المراكز في مدينة ملبورن وجعلها مركز واحد فقط بواقع ثلاث محطات بعدما كان من المقرر اربع محطات هذا بالاضافة الى الغاء محطة مدينة ادلايد واضافتها الى مدينة شبرتون وجعلها مركز وهذه العملية بحد ذاتها لا تنم عن عقلية جوهرية درست جغرافية المنطقة وانما اعتمدت على بعض القوانين التي وضعتها المفوضية في العراق تطبق على ارض واقع العراق ليس الا وغير مجدية نفعاً لكي يتم تطبيقها على ارض استراليا ، وهذه نقطة محزنة تضاف الى اخفاق المفوضية في هذا الجانب. فيجب ان يتم دراسة واقع وجغرافية استراليا وتوجد العراقيين في أي المناطق قبل ان يتم فتح مراكز او محطات ، فالمفوضية مكلفة بان تصل العراقيين لكي ينتخبوا لا ان العراقيين هم من يصلوا الى المفوضية.
ومن جانب آخر ونحن نقترب من موعد الانتخابات العراقية في الخارج والتي ستصادف للايام 5 ، 6 ، 7 والملاحظ ركود المفوضية اعلامياً في استراليا فلم تكن التغطية الاعلامية المنشودة لاعلام الناخب العراقي بواقع الانتخابات والعرس الانتخابي القادم والذي طالما انتظره المغترب العراقي ، فالشبكة العنكبوتية مليئة باعلام الدول المختلفة عن الانتخابات عدا استراليا ماعدا بعض الاعلانات التي يقوم بها اشخاص خارج دائرة المفوضية تطوعاً ، وهذه النقطة تعتبر اخفاقاً يضاف الى اخفاقات المفوضية في استراليا، فالاعلام عصب الحياة الموجود في عصرنا الحاضر وبدونه فالحياة تخلو من الاتصال والمعرفة.
وهنا نطرح تساؤلنا من هو المسؤول عن هذه الاخفاقات؟
الذي يهمنا نحن كعراقيين في المغترب انجاح العملية الانتخابية مهما كانت الظروف ، ونحن على علم أيضاً ان ميزانية كاملة قد صرفت للمفوضية لاتمام عملية الانتخابات في الخارج ، فهل تقليص عدد المراكز الانتخابية يعتبر شيئاً من الاقتصاد على حساب أصوات الناخبين العراقيين؟
هل نعتبر ان هذا التقتير على الناخب هو نوع من ابتزاز العراقيين في الخارج لعدم الانتخاب؟ خصوصاً ونحن نشهد بعض الدعوات التي تحاول عرقلة العملية الانتخابية من قبل البعثيين واتباع النظام السابق.