Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

استئناف مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية واستمرار غضب الشيعة

29/03/2006

بغداد (رويترز) - استأنفت الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق المفاوضات مع السنة والاكراد لتشكيل حكومة وحدة وطنية يوم الثلاثاء بينما استمر الخلاف بين الشيعة والمسؤولين الامريكيين بسبب عملية عسكرية دامية.

وعرضت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) على مشرعين امريكيين ما قالت انها أدلة مصورة على أن 16 عراقيا على الاقل قتلوا في غارة على مسجد كانوا من افراد ميليشيا وليسوا مصلين عزل كما زعم وزراء من الشيعة واخرون.

واطلع السفير الامريكي زالماي خليل زاد حكومة الرئيس جورج بوش على الموقف من بغداد فيما أكد بوش اهتمامه بتشكيل حكومة جديدة في العراق وهو ما يرى كثيرون انه شيء حيوي لتفادي حرب اهلية طائفية.

لكن مسؤولين امريكيين نفوا ما ذكره زعماء شيعة من ان بوش يضغط عليهم للتخلي عن رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مرشحهم لرئاسة الحكومة الجديدة والذي يحظى بتأييد كبير من فصائل شيعية تساندها ايران.

وعثرت شرطة بغداد يوم الثلاثاء على جثث 14 رجلا قتلوا بالرصاص في الرأس وبعضهم معصوب العينين في غرب العاصمة حيث غالبية السكان من السنة. وكان ذلك احدث مؤشر الى جرائم القتل ذات الدوافع الطائفية التي يقول مسؤولون امريكيون وعراقيون انها أودت بحياة العشرات منذ تفجير مزار شيعي رئيسي في سامراء الشهر الماضي.

كما اصاب مسلحون 11 شرطيا وامراة من المارة بجروح في هجوم على مركز للشرطة الى الجنوب مباشرة من بغداد.

وفي ثلاث وقائع منفصلة في العاصمة خطف مسلحون يرتدون زي الشرطة 19 شخصا من داخل أحد مكاتب الصرافة ومتجرين للاجهزة الالكترونية وسرقوا مبالغ مالية.

ويتهم السنة الذين كانت في ايدهم مقاليد السلطة في العراق في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين الشرطة وميليشيات شيعية موالية للحكومة بشن "حرب قذرة" عليهم. لكن الحكومة المؤقتة التي يقودها الشيعة تنفي ذلك الا انها تقر بأن بعض افراد الشرطة يعملون خارج نطاق القانون.

وقال بوش في اعقاب اجتماع لحكومته في البيت الابيض "أسعدني ان اسمع..ان العراقيين عادوا الى طاولة المفاوضات لمناقشة تشكيل حكومة."

واضاف قائلا "سأذكر الناس بأننا لن نفقد رباطة جأشنا" في كلمة سيلقيها يوم الاربعاء.

واستطرد قائلا "المخاطر كبيرة وسنكمل مهمتنا." واستأنف ممثلون للائتلاف الشيعي الذي فاز بأغلبية المقاعد تقريبا في البرلمان في الانتخابات في ديسمبر كانون الاول الماضي المحادثات في مقر الرئيس العراقي يوم الثلاثاء بعد توقفها يوما في اعقاب الغارة المثيرة للجدل.

وقال الزعيم السياسي السني صالح المطلك في اعقاب المحادثات انه ما زالت هناك قضايا حيوية تحتاج الى اهتمام وانه يمكن تشكيل حكومة قريبا اذا توفرت ارادة سياسية حقيقية.

لكن مصدرا شيعيا بارزا قال انه لم تجر مفاوضات تذكر منذ يوم الاحد وانه لن تجري مفاوضات اخرى قبل يومين بسبب غضب الشيعة من غارة شنتها قوات امريكية وعراقية على مجمع يوم الاحد.

وقال بهاء الاعرجي وهو مسؤول اخر في التحالف الشيعي انه لم يحدث شيء يذكر في محادثات الثلاثاء. واضاف ان تقدما تحقق بخصوص الاتفاق على برنامج سياسي ائتلافي لكن لم يتسن التوصل الى اتفاق محدد على تشكيل الحكومة ولا على اسماء من سيشاركون فيها. ورفض القادة الامريكيون اتهامات لسياسيين شيعة بارزين بأن قوات عراقية يشرف عليها امريكيون قتلت ما يصل الى 37 من المصلين غير المسلحين في مسجد يوم الاحد. وقال مسؤولون امريكيون ان 16 مسلحا قتلوا في مجمع للمكاتب.

وكان التلفزيون العراقي الرسمي عرض لقطات دامية مطولة لرجال قتلوا في العملية وصفهم بانهم مصلون عزل. كما عرض التلفزيون مقابلة مدتها نصف ساعة في وقت ذروة المشاهدة مع الدبلوماسي الامريكي روبرت فورد نفى فيها "الشائعات" ودافع عن الموقف الامريكي. وقال وزير الداخلية العراقي بيان جبر الذي تركز عليه اتهامات امريكية بعدم التسامح في الحكومة المؤقتة انه يعتقد ان العملية كانت خطأ في المكان والتوقيت. وقال جبر لرويترز ان مصلين قتلوا في العملية وان الامر سيتضح من خلال تحقيق حكومي. لكنه هون من شأن مطالبة الائتلاف الشيعي للقوات الامريكية يوم الاثنين بتسليم السيطرة على الامن في العراق وقال ان القوات العراقية لن تكون مستعدة لتسلم المسؤولية قبل عدة شهور. واضاف ان مثل هذا الطلب ليس الا من قبيل ممارسة بعض الضغط. ولم يحدد المسؤولون الامريكيون هوية المجموعة التي استهدفها الهجوم الذي شارك فيه 50 من افراد القوات الخاصة العراقية يساندهم 25 "مستشارا" امريكيا. لكن الشرطة وسكانا قالوا ان معركة شرسة بالاسلحة دارت حول المجمع شارك فيها مسلحون من اعضاء ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تسانده ايران. واتهم القادة الامريكيون من وجهوا اليهم الاتهامات وهم زعماء الشيعة بقبول رواية للاحداث رتبها بعد الواقعة اشخاص نقلوا الجثث داخل المجمع وصوروها بعد ان ازيلت اي اثار لاسلحتهم. وظهرت علامات على صراع في صفوف التحالف الشيعي. وقال سياسي كبير من احد الاحزاب الشيعية المنافسة للجعفري ان بوش أوضح انه لا يريد ان يرأس الجعفري الحكومة الجديدة. وقال رضا جواد التقي من حزب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يقوده الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم لرويترز ان بوش بعث برسالة عن طريق خليل زاد الى عبد العزيز الحكيم بصفته رئيسا للائتلاف يبلغه أن جورج بوش لا يرغب ولا يريد ان يكون الجعفري رئيسا للوزراء. ونفت السفارة الامريكية مثل هذا الموقف وأكدت ان واشنطن لا تتدخل في خيارات العراقيين. لكن مساعدا للجعفري قال انه "يعلم" أيضا بمثل هذه الرسالة. وتقول مصادر سياسية ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق يبحث هل سيستبدل الجعفري لكنه لا يريد ان ينظر اليه على انه يفتت التضامن الشيعي داخل الائتلاف. Opinions