استراتيجية بوش: سقف لتأهيل القوات العراقية وتطهيرها من الطائفيين
11/01/2007الزمان/
اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش امس خطته حول العراق التي طال انتظارها لتأمين الاستقرار في هذا البلد خاصة في بغداد التي تشهد عمليات عنف طائفي تسبب في مقتل عشرات الآلاف، وفي محافظة الانبار التي قتل فيها اغلبية الجنود الامريكيين الذين سقطوا في العراق. وتتضمن الخطة دعماً امريكياً محدداً لتأهيل القوات العراقية وتسليمها الامن في جميع المحافظات في حدود نهاية تشرين الثاني المقبل فيما واجهت الاستراتيجية الجديدة تشدداً من الكونغرس الذي قرن تمويله لها بعد تقديم الرئيس بوش ايضاحات تكون بمثابة ضمانات لصحة اتجاه الاستراتيجية في العراق. في وقت قال مسؤول في البيت الابيض ان خطة بوش تأتي بعد التزام شخصي من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووعد منه بتطهير القوات العراقية كافة من اسباب تلقي الاوامر علي اساس طائفي او حزبي وعدم حماية عناصر مليشيا جيش المهدي بقيادة مقتدي الصدر . فيما حصل أمس مستشار الأمن العراقي موفق الربيعي من المرجع الشيعي الأعلي علي السيستاني علي موافقته لتطبيق خطة أمن بغداد بعد اربعة أيام من اجتماع مقتدي الصدر مع السيستاني في النجف. واتصل بوش هاتفياً بالرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي ورئيس المجلس الأعلي للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم قبل ساعات من اعلانه الخطة. وتستهدف الخطة في عملياتها العسكرية العناصر الايرانية والسورية في العراق التي تهدد قوات التحالف لمواجهة النفوذ الايراني والسوري داخل العراق. وأيد السيستاني في لقائه مع الربيعي خطة بوش الامنية وطالب بأن يكون السلاح بيد الدولة وسط معارضة الديمقراطيين الذين يملكون الاغلبية في الكونغرس. وقال بوش انه سيرسل 21 الفا و005 جندي امريكي اخرين الي العراق وستنضم القوات الاضافية الي حوالي 130 الف جندي في العراق بالفعل. وقال مسؤولون كبار في الادارة الامريكية ان 17 الفا و005 جندي سيذهبون الي بغداد في حين سيتوجه اربعة الاف الي محافظة الانبار التي دفع الامريكيون فيها أكبر حصة من خسائرهم التي تجاوزت ثلاثة آلاف قتيل في العراق. وحسب معلومات (الزمان) من مصادر في البيت الأبيض فإنه يرافق الدعم الأمريكي مهلة اجبارية لحكومة المالكي لتلتزم بانهاء التصنيف الطائفي لبناء القوات المسلحة أو عملياتها في العراق في حدود الاسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ومن المتوقع ان تصل الدفعة الاولي من القوات خلال خمسة ايام علي ان تتوالي الدفعات الاخري. وبموجب الخطة ستنشر الحكومة العراقية قوات عراقية اضافية في بغداد علي ان تنشر اول كتيبة يوم اول شباط (فبراير) وتنشر كتيبتان اخريان بحلول 15 شباط (فبراير). وقال مسؤولون كبار في الادارة ان تكلفة زيادة القوات ستكون حوالي 6،5 مليار دولار. وستمول 2،1 مليار دولار اخري برامج للاعمار والوظائف. ويقول الزعماء الديمقراطيون في الكونغرس انهم يعتزمون اجراء عمليات تصويت رمزية في مجلسي النواب والشيوخ علي خطة الرئيس التي سترغم الجمهوريين الذين ينتمي اليهم بوش علي اتخاذ موقف من الاقتراح في محاولة لعزل الرئيس سياسيا بشأن تعامله مع الحرب.
ويمكن ان يحاولوا ايضا خفض التمويل للاستراتيجية الجديدة للحرب لكن زعماء الديمقراطيين نأوا بأنفسهم حتي الان عن التهديد بعمل ذلك رغم ان بعضهم يرغب في اتخاذ هذه الخطوة. وردا علي تأييد الحكومة العراقية للخطة الامنية وتقرير القوات الامريكية في العراق محمود محمدي عراقي ان امريكا وعملاءها يبذلون قصاري جهودهم لتحقيق اهدافهم. من جانبه قال شارلز شومر نائب زعيم الاكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ يجب ان تعرف نوعية الحكومة العراقية قبل ان نقرر دعمها بزيادة القوات. واكد انه اذا كان هناك مؤشرات سلبية علي حكومة بغداد الحالية فليس من الصواب دعمها.
فيما قال مدير الاتصالات في البيت الابيض دان بارتلت امس ان بوش وجه رسالة قوية الي العراقيين خلال طرح استراتيجيته الجديدة في العراق، وطالبهم بتحقيق نتائج لان الالتزام الامريكي ليس غير محدود". وأوضح بارتلت لشبكة سي ان ان التلفزيونية ان الرئيس سيتبني نهجا جديدا في العراق نتوقع ان يحقق نتائج جديدة وخصوصا من جانب العراقيين". واضاف ان بوش سيقول لهم (العراقيون) بوضوح ان الالتزام الاميركي ليس غير محدود وان عليهم تبديل طريقة ادائهم في العراق. نحن هنا للمساعدة لان مصلحتنا تكمن في ذلك، مصلحة الولايات المتحدة ان تنتصر في العراق". واوضح بارتلت ان خطة الرئيس تشكل مبادرة عراقية". وردا علي انتقادات مفادها ان مشروع زيادة القوات لن يحول دون وقف العنف، قال "اعتقد ان الانتقادات التي اثيرت لها ما يبررها لان العراقيين لم يوفروا في خطط سابقة عدد الجنود الذي التزموا به، لكن الامر يختلف هذه المرة لانهم سينشرون عددا اكبر من الجنود علي الارض وهم الذين سيتولون المهمات". واضاف سنكون هنا لنقدم اليهم دعما اساسيا، وسنتأكد من انهم يستطيعون تنفيذ عملياتهم القتالية علي اكمل وجه وسنوجه رسالة ذات دلالة اننا نريد نتائج هذه المرة."