Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اشتباك خلال مؤتمر الأقباط

25/06/2006

تباين/بقلم نبيل شرف الدين - إيلاف
شهد مؤتمر "الحريات الدينية للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط" ـ المنعقد حالياً في إحدى ضواحي نيويورك ـ حواراً حاداً بين الناشط القبطي المقيم بسويسرا عدلي أبادير يوسف، رئيس منظمة "الأقباط متحدون"، والدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان المصرية، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم) في مصر الذي كان حضوره هذا المؤتمر أمراً لافتاً، إذ أنها المرة الأولى التي تشارك فيها شخصية تنتمي إلى اللجنة الحزبية المتنفذة، التي يرأسها جمال مبارك، نجل الرئيس المصري. واعتبر عدلي أبادير أن كلمة جهاد عودة تحمل تهديداً مبطناً، الأمر الذي نفاه بشدة عودة، قائلاً إنه لم يقصد أي تهديد، ولم يقدم وعوداً، بالنظر إلى أنه لم يشارك في هذا المؤتمر بصفته ممثلاً للحزب الوطني (الحاكم)، بل بصفته الشخصية كأستاذ جامعي ومراقب للشأن السياسي المصري، كما أكد لنا في تصريحاته
اشتباك وتهديد
وفي كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر عبر "الفيديو كونفرانس" من محل إقامته في مدينة زيورخ السويسرية، حمل عدلي أبادير بشدة على النظام الحاكم في مصر، وعلى الرئيس المصري حسني مبارك الذي وصفه بالدكتاتور الذي لا يريد الاستجابة لمطالب الأقباط، بل يلتف عليها، ورفض أبادير فتح أي قنوات مع النظام، قبل الاستجابة لمطالب الأقباط، من خلال خطوات عملية وليس وعوداً ومكلمة سياسية"، على حد تعبير عدلي أبادير في كلمته أمام المؤتمر .
وكان جهاد عودة قد اختتم كلمته بعبارة قال فيها إن "اقباط الخارج أمام اختيار واضح، إما المشاركة النضالية في صياغة وطنية جديدة للوطن الواحد، أو اختلاط الطريق امامهم"، وهو ما فسره أبادير في معرض تعقيبه بأنه ينطوي على تهديد مبطن، وعلق عودة على ذلك بالنفي كما أشرنا في صدارة التقرير .
وانطلق مؤتمر الحريات الدينية للأقباط والأقليات المسيحية في الشرق الأوسط يوم الاثنين في مدينة "نيو جيرسي" الأميركية، برعاية ثلاث شخصيات، هم الناشط القبطي عدلي أبادير رئيس منظمة "الأقباط متحدون"، و"الاتحاد المسيحي العالمي" وهو منظمة أهلية يصفها مؤسسوها بأنها مظلة جامعة لكافة مسيحيي الشرق الأوسط ويرأسها الناشط المصري الدكتور منير داود، كما يرعى المؤتمر أيضاً المهندس كميل حليم، وهو ناشط سياسي ورجل أعمال مصري يقيم في الولايات المتحدة .
واستمرت فعاليات هذا المؤتمر على مدى يومين، وقد شهد مشاركة من قبل شخصيات مصرية وعربية وأميركية وأوروبية من أبرزها الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة ورئيس مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، فضلاً عن نواب في الكونغرس الأميركي، والصحافي الأميركي دانييل بايبس، والدكتور أحمد صبحي منصور، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر الذي أسس ويتزعم جماعة "القرآنيين" وسجن بسببها، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة هو وأسرته منذ نحو أربعة أعوام مضت .
خلفية المؤتمر
وجاء انعقاد هذا المؤتمر بعد أن كان مخططاً أن تستضيفه إحدى قاعات مقر منظمة الأمم المتحدة، غير أن المندوب الأميركي لدى المنظمة الدولية سحب دعمه لعقد المؤتمر، وهو الشرط الذي تفرضه الأمم المتحدة للموافقة على عقد أي فعاليات في مقرها، وقال منظمو المؤتمر في تصريحات خاصة لنا إن هذا التراجع الأميركي جاء استجابة لضغوط مارستها الدبلوماسية المصرية على نظيرتها الأميركية لعدم دعم انعقاد هذا المؤتمر تحت مظلة الأمم المتحدة.
غير أن منظمي المؤتمر، أصروا على عقده بنفس أجندته وضيوفه وفي ذات الموعد المقرر له، لكن مع تغيير مكان انعقاده، ليكون بأحد الفنادق بدلاً من قاعة الأمم المتحدة، وأكد أبرز رعاة المؤتمر الناشط القبطي ورجل الأعمال عدلي أبادير يوسف أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سلسلة المؤتمرات التي بدأت في مدينة زيورخ السويسرية، ثم امتدت إلى العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، وعقدت مرة ثالثة مطلع هذا العام في سويسرا أيضاً، مشدداً على أنه سوف يواصل أنشطته وفعالياته حتى تستجيب الحكومة المصرية لمطالب الأقباط، التي تضمنتها مقررات مؤتمرات واشنطن وزيورخ .
أما كميل حليم وهو أحد ثلاث شخصيات رئيسية ساهمت في دعم وتنظيم هذا المؤتمر، فقد أكد أن أوضاع المصريين عموماً، والأقباط خصوصاً تتجه من سئ إلى أسوأ، وأن هذه الأنشطة تستهدف تسليط الضوء على الأوضاع المتردية التي يعيشها الأقباط المصريون، قي ظل ما وصفه بالممارسات التمييزية التي تمارس ضدهم، وربط بين الإصلاح السياسي والاقتصادي عموماً، واحترام أجندة حقوق الإنسان وحقوق الأقليات على نحو خاص، وقد شدد على أنه ينطلق من أجندة مصرية وطنية، لا تستهدف الإساءة لأي دين، ولا تقبل بذلك، بل غاية ما تطمح إليه هو ترسيخ مفاهيم التعايش بين الأديان على أساس مبدأ "المواطنة" التي تساوي بين الحقوق والواجبات لكافة المواطنين، دون تمييز على أساس من الدين أو الجنس أو العرق أو المعتقدات والأفكار .
Opinions