الآمال تتضاءل بشأن العثور على 900 مفقود بعد غرق عبارة مصرية
04/02/2006(رويترز) - تضاءلت يوم السبت آمال العثور على نحو 900 شخص فقدوا بعد غرق عبارة مصرية في الوقت الذي دخلت فيه عملية البحث عنهم يوما ثانيا. وقال مسؤول ان رجال الانقاذ عثروا بالفعل على 185 جثة وانتشلوا 314 ناجيا من مياه البحر الاحمر حيث غرقت العبارة السلام 98 التي يبلغ عمرها 35 عاما اثناء قيامها برحلة من ميناء ضباء في شمال غرب السعودية الى ميناء سفاجا المصري. وكانت العبارة تحمل 1272 راكبا معظمهم من المصريين وطاقما مؤلفا من 100 فرد عندما فقدت الاتصال بالشاطيء في نحو الساعة العاشرة مساء(2000 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس . وقال اللواء محفوظ طه رئيس هيئة مواني البحر الاحمر ان عمليات الانقاذ ستستمر لكن مصدرا قريبا من هذه العمليات قال ان الامال تتلاشي في العثور على ناجين . واضاف المصدر "لا يتوقع العثور على كثير من الناجين حيث مر وقت طويل منذ غرق السفينة." وقال بعض الناجين الذين نقلوا الى مستشفى مصري من الرحلة المنكوبة انهم امضوا ما يصل الى 20 ساعة وهم طافون في قوارب مطاط ويمسكون بأطواق النجاة في انتظار انقاذهم. وقال رفعت سعيد (34 عاما) انه التقط طوق نجاة من السفينة قبل ان يقفز في الماء. وقال "ثم وجدت زورق مطاط كبيرا. كان يوجد 20 شخصا فيه." وقال اشرف سعيد محمد انه تعلق بطوق نجاة لمدة 16 ساعة. وقال "الحمد لله .. اعتقدت انها النهاية." وقال ناجون انه كان يتصاعد من العبارة دخان كثيف قبل ان تغرق. وقال الناجون ان العبارة بدأت تميل على أحد الجانبين بعد وقت قصير من مغادرة ميناء ضباء بالسعودية لكنها ابحرت لمدة ساعتين قبل ان تميل أكثر وبدأت تغرق بسرعة. واضاف سعيد "ذهبت الى جانبها وخلال خمس دقائق غرقت." وقال مسؤول اخر من الشركة التي تمتلك العبارة ان المحطات الساحلية لم تتلق أي نداء استغاثة من قائد العبارة يقول ان سفينته تواجه خطر الغرق. وتجمع مئات من اقارب الركاب وهم يبكون عند مدخل ميناء سفاجا التي كان من المقرر ان تصل اليها العبارة في الساعة الثانية من صباح الجمعة (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) . وصرخ جابر محمد خارج بوابات ميناء سفاجا قائلا "انهم لا يقولون لنا اي شيء." وقال "اين الجثث؟ والى اين اخذوا الناجين؟" وقال مسؤولون وخبراء في باديء الامر ان سوء الاحوال الجوية هو على الارجح السبب وراء غرق العبارة في البحر الاحمر ولكن متحدثا باسم رئاسة الجمهورية في مصر اشار الى احتمال ان تكون هناك مشكلات في السفينة. وقال سليمان عواد للتلفزيون المصري ان السرعة التي غرقت بها العبارة وعدم وجود قوارب انقاذ كافية تشير الى وجود بعض القصور. وقال التلفزيون المصري ان الرئيس حسني مبارك أمر باجراء تحقيق في الحادث. واكد مسؤول بشركة ملاحية ان السلطات السعودية اكدت ان كل شيء كان سليما عندما ابحرت السفينة. وقال مسؤول في شركة السلام للنقل البحري التي تملك العبارة المسجلة في بنما انه لم يتضح بعد ما حدث للسفينة التي بنيت في ايطاليا عام 1970 وانتقلت الى الشركة المصرية في عام 1998 . ولم يقل اي من المسؤولين ان هناك مايشير الى ان غرق العبارة ناجم عن هجوم عليها. وقال خبير ان السفينة كان بها الية تحميل للعربات قد تكون سمحت بدخول المياه. وقال ريتشارد كلايتون رئيس قسم الاخبار في صحيفة (فيربلاي) الاسبوعية المتخصصة في اخبار الملاحة البحرية "اذا فتحت تلك الابواب لاي سبب فتلك هي النهاية. كلما اخذنا في الاعتبار العناصر المختلفة يبدو الطقس احد العوامل... لا يحتاج الامر الا للطمة قوية من مياه البحر ليحدث تسرب للماء." وقال مسؤولون ان معظم الركاب من العاملين المصريين في السعودية لكن كثيرين من الحجاج المصريين يعودون من السعودية في هذا الوقت من العام بعد انتهاء موسم الحج. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان العبارة كانت تقل 1158 مصريا و99 سعوديا وستة سوريين واربعة فلسطييين ومواطنا من كل من دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وكندا واليمن والسودان. وكانت عبارة اخرى تملكها نفس الشركة هي "السلام 95" قد غرقت في البحر الاحمر في اكتوبر تشرين الاول بعد اصطدامها بسفينة تجارية قبرصية. ولكن امكن انقاذ جميع الركاب تقريبا في ذلك الحادث. من توم بيري (شارك في التغطية امل خان وجوناثان رايت في القاهرة)