الأخ سمير شبلاّ , حقائق لابد من الأخذ بها في نظر الإعتبار, إنّه قدرنا المحتوم
من بديهيات الحياة ومفاهيم فلاسفتها العديدين , لم نسمع عن أي عرفٍ تمّ بموجبه إدراج كافة أنواع المطالب والتمنيّات في خانة إستحالة تحقيقها, ولكن في حال توافر إحتمالية تحقيق إحداها , فذلك يعني بأنه لا مفرَّ من ربطه بحالة الوعي التي يعيشها صاحب ذلك المطلب أو الأمنيه, والأكثر بديهيّة ً , هو أنّ تحقيقه لايكون بنفس السهولة ألتي يتم فيها الإعلان عنه أو إطلاقه , فحين نتوجه على سبيل المثال بسؤال مكرر إلى ثلاثة فتيان أو أكثر و من أعمار دون الثامنة عشر و من عوائل مختلفه لنستطلع حول طموح كلّ منهم وعن المهنة التي يفضلّها لنفسه في المستقبل , من الطبيعي أن يكون التفاوت في الإجابات ما بين راغب أن يكون طبيبا أو ضابطا او معلّما او محاميا او مزارعا او رجل دين ,,وإلخ, هذا التفاوت هو بمثابة المؤشر أو المعيار ألذي سيساعدنا في التعرّف والكشف عن أمور عديده تتعلّق في تكوين ودرجة إدراك كل من هؤلاء الفتيان على حدى كحالة منفرده عن مثيلاتها,جميعهم أعلنوا ضمن إجاباتهم عن ما يدور في مخيلاتهم من رغبات , لكن لو أردنا دراسة وتحليل دافع الإختيار لدى كلّ واحد منهم , لوجدنا بأن الأمرخاضع لعدة عوامل أثرّت بالطريقة التي يفكر بها ذلك الفتى تاركة بصمات البيئة البيتيه التي ترعرع فيها و عامل عدم بلوغه لسن الرشد , فمن الطبيعي إذن لو كانت تنقصه قدرة الموازنة ما بين مَلكتِه و بين حجم مهمّة إختياره الذي أعلنه .لو سألني أحدا عن ماهيّة أمنيتي أو مطلبي اليوم, لكان ردّي سريعاوعفويا ومن دون أي تأخير( حريّتي وحقيّ) , كلمتان صغيرتان , إفتقدت مدلوليهما سنينا طويله , تحقيقهما سيضمن لي أرقى أنماط العيش كإنسان, و سعادتي أنئذ ستجعلني دائم الحذر من إرتكاب أي خطأ أو جرم أحاسب عليه بعذاب نار جهنّم , كما أننّي في نفس الوقت سأنأى بنفسي عن التفكير في التعجيل إلى إكتساب الشهادة بطريقة ( الحزام الناسف) من أجل الفوز بحوريّات الجنة أو تناول العشاء مع أحد رسل أو أنبياء الله.
نص مطالبتي بحقّي في حريّتي كأيّ نص ليست من الصعب إطلاقه , و لكي نكون بمنأى عن التنظير والملاطفات , وأكثر تقرّبا إلى ما هو واقعي, مشكلتنا الأساسية في تحصيل حقوقنا نحن (الكلدواشوريون السريان) في غضون هذه السنين الأربع العجاف التي مرّ بها شعبنا هي ليست حصرا في كيفية صياغة المطلب ولا في عدم إمكانية طرحه في العلن , بل جوهرها يكمن في الجديّة الكامنة وراء إعلانه , جديّه في إختيار الظرف المناسب,و درجة وعينا في مراعاتنا لموازين القوى وأخلاقياتها وحساباتنا للإحداثيات ألتي تحيط بنا , هي التي ستساعدنا في التوصّل إلى خلاصة تقريبية لما يمكننا القيام به في هذا الظرف الشائك ونحن أمامها لا نمتلك من أدوات اللعبة إلا إيماننا بقضيتنا العادلة , ولا أعتقد أنّ ذلك يكفي للمجاهرة أو ركوب سراج تحدّي الأخرين , ولنفترض في حال لو زعمنا أننّا نمتلك مرجعية سياسية/دينيه متفاهمة وتمتلك تمثيل رسمي لها في متابعة مطلبنا, وذلك ما نفتقده حاليا مع الأسف,لكن في كل الأحوال فوضعنا الحالي , ونحن نشكّل جزء من الحالة العامة التي يمر بها العراق , يفرض علينا حقيقة لا مناص منها وهي بأنّ تمرير نص مطلبنا يتطلّب منّا أن نكون نحن أيضا كما الأخرون مدججون ليس برفع الشعارات البرّاقه ألتي يملونها علينا , بل بمختلف أنواع الأسلحة ليس للدفاع عن النفس, لأنّ حتى ذلك ليس بكاف , لا بل من أجل تخويف و ترهيب الأخر كي يحسب لنا ولنصوص مطالبنا ألف حساب قبل أن يُقدم على شطبها أو تناسيها أو تحريفها,وذلك بالضبط ما هو حاصل اليوم في العراق في خضمّ صراعات المجاميع السياسية التي تمتلك واجهات ميليشياويه مسلّحة تنجز لها ما تعجز كتلها السياسية تحقيقه عبر البرلمان, هل نمتلك مثل هذه الميلشيات؟ هل فكّرنا في طريقة عمليّه نواجه فيها الأخر بنفس ما يفعله تجاهنا؟ وجميعنا يعرف جيدا إن كان هنالك من يصغي بجديّه إلينا أو يعير أي أهمية إلى ممثلينا حين يطرحوا مشاكل ومطالب من ينوبون عنهم ,وقد شهدنا بأعيننا متى صدر رد فعل البرلمانيون تجاه الحملة الإرهابية التي حصلت ولا تزال ضد ابناء شعبنا في الدوره وفي المدن الأخرى , ألم يمر عليها أشهر؟؟؟!!! .
إنسانيا يا أخي سمير, مبادرة السيد أغا جان في تذكير العراقيين بحق الكلدوأشوريين السريان في منطقة الحكم الذاتي مشكور عليها, لأنّها تأكيد للطرح الرزن(المتحفّظ) الذي سبق وأن كررّه ممثليّ أحزابنا وممثيلهم في البرلمان العراقي في مناسبات سابقه مختلفه, اقول متحفظ لأننا في غابة مليئه بأشكال جسدية كاسره, و لا ننسى فهناك ماده دستوريه تسند هذا الحق, والسؤال الأهم هو متى يحين وقت أرجحية الدستور في ضمان صاحب الحق حقه في العراق؟ , نعم التذكير بمطلب الحكم الذاتي لشعبنا الكلدواشوري السرياني أمر جيّد, لكن ذلك لا يعطينا الحق في إعتباره البديل الحقيقي لما نعتبره ترّهلا من لدن الذي يمثلّنا ,لأنّ الذي يده في النار ليس مثل الذي يده في الماء البارد! ولا أوّد هنا تنصيب نفسي مدافعا عن السيدينّ يونادم كنه وأبلحد أفرام في مجمل فعالياتهم في البرلمان, لكن في هذه النقطة بالتحديد , , أي مسألة المطالبة بالحكم الذاتي, أرى في طريقة تعامل السيد كنّه على الأقل بأنه في تحفظّه ألذي نسجلّه أحيانا كمأخذ عليه , فهو يعتمد على رؤية حقيقية وواقعيه يعيشها سياسيا في كل يوم وكل ساعه ,ومنها يستخلص ما يستوجب قوله وطرحه اليوم إنطلاقا من الواقع الذي يعيشه على الأرض بين أهلنا في الوطن وليس حسب ما نراه نحن المرّفهون المتألمون على حال أهلنا وردودها العاطفيه , وفي نفس السياق ونحن نتناول أمر تأكيد السيد أغا جان في المطالبة بالحكم الذاتي , لايمكنني شخصيا ان أجزم(سياسيا) في حكمي على حسن نوايا أو مصداقية إثارة السيد أغا جان هذه من عدمها,لكنني بكل تأكيد أستطيع جازما ً تأييد أحقيّة كل من يطرح مطلبنا محتكما بأولويّة مراعاة مصلحة و مصير شعبه في طرحه وقدرتنا على الدفاع عن مطلبنا إزاء فوضى الوضع السياسي الذي يعيشه العراق , ويتحسّب كذلك لما يمكن أن يعكسه__ الخطاب أو المطلب الغير المدعوم ظرفيا سواء كان (ميليشاويا وماليا, بشريا ,برلمانيا دوليا ,,,,الخ ,,,)__ من سلبيات ربمّا تعود بكوراث أكثر إيلاما على أحوال أبناء شعبنا الموزعون في أنحاء العراق لا سامح الله , يكفي أهلنا ما عانوه من ظلم ومطاردة في المدن الكبيره مما إظطرهم للنزوح الى القرى, لذلك أختم كلامي بالقول: أرى بأنه على الجميع أخذ الأمر الطاريئ بنظر الإعتبار وعدم الإنجرار إلى جعلنا أتونا لتنور لا يصيبنا من خبزه حتى الفتات المتناثر في الرماد .